الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ليلة سقوط إمارة الإرهاب

ليلة سقوط إمارة الإرهاب
ليلة سقوط إمارة الإرهاب




زلزال سياسى يضرب الدوحة بعد قرار مصر والسعودية والإمارات والبحرين وليبيا واليمن قطع العلاقات مع الكيان القطرى

الصفعة الدبلوماسية تفقد «القزم» القطرى توازنه بعد أسابيع
من القمة الإسلامية ــ الأمريكية لمكافحة الإرهاب

حالة من الذعر تسود غرفة عمليات الإرهاب بالدوحة والقرار الدبلوماسى يشمل قائمة عقوبات ضد الأمير المنفلت ودولته

القرار يعيد تشكيل الشرق الأوسط وفق أجندة عربية - عربية تُعلى مصالح الأمن القومى وتحجم الأطماع الفارسية والتركية فى المنطقة

 

كتب المحرر السياسى


فيما يمكن أن يوصف بالزلزال السياسى قررت دول مصر والسعودية والإمارات والبحرين واليمن قطع علاقاتهم الدبلوماسية مع دويلة قطر مع اتخاذ قرارات عقابية أخرى بغلق المجالات الجوية والمائية والحدود البحرية بين هذه الدولة والإمارة المارقة!
القرار المزلزل كشف فيما كشف عن تنسيق عربى - عربى بين الدول العربية الكبرى وتناغم سياسى فيما بينها وتنسيق وترتيب لتأديب الدوحة التى تضخمت بما يفوق حجمها وتوسعت فى لعب أدوار أكبر من إمكانياتها واعتمدت فى ذلك على أن تكون مأوى وحضناً دافئاً وملاذاً آمناً لجماعة الإخوان الإرهابية وكذا بالترويج وتوفير الدعم اللوجيستى لتنظيمات القاعدة وداعش فضلا عن أنها جعلت من نفسها معبراً للأطماع الفارسية والعثمانية فى منطقة الخليج بشكل خاص وفى الشرق الأوسط بشكل عام.
القرار التاريخى ربما تأخر بعض الشىء إلا أن الدول مجتمعة صاحبة قرار قطع العلاقات، لم يعد فى قوس صبرها منزع بعدما فشلت كل محاولات الإصلاح والصلح مع الأمير المارق «تميم بن حمد» الذى أدانه لسانه بتسريبات كشف فيها عن مواقفه الحقيقية التآمرية ضد الإمارات والسعودية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية ولم تفلح معه محاولات النفى بعد أن وثقت أفعاله بالارتماء فى الأحضان الإيرانية!
الكويت من جانبها وعبر أميرها حاولت نزع فتيل الأزمة وإعطاء فرصة لتصحيح مسار «تميم»، إلا أن زيارة الأخير لحضور مأدبة إفطار دعاه فيها سمو الشيخ صباح الأحمد ألقى عليه فيها شروطاً للمصالحة والعودة مرة أخرى إلى المائدة العربية والخليجية إلا أن بيان القصر الأميرى المقتضب الصادر يومها كان كفيلا بأن يعى القاصى والدانى أن أمير دويلة قطر وصل بالصدام إلى سدرة المنتهى!
للقرار تداعيات تتجاوز حصار أو تأديب القزم القطرى، حيث بمجرد اتخاذه سرت حالة من السعادة فى الشارع العربى، ويبدو أن الأمر مرشح لمزيد من الدول التى ستقدم على مثل هذه الخطوة فلم يسلم من أذى قطر أحد فى المشرق أو المغرب العربي، كما أنه كشف عن الوزن النسبى الحقيقى التى أضحت بحكم الجغرافيا السياسية محاصرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا مما أفقدها أى ميزة استراتيجية بما فى ذلك وجود قاعدة «العديد» العسكرية الأمريكية الأكبر فى المنطقة المرشحة الآن للخروج من قطر إلى دولة أخرى، بعدما أصبحت غير مجدية عسكريا واستراتيجيا فى هذه الإمارة المحاصرة، بل أصبحت قطر نفسها بنظامها الحاكم عبئاً على الإدارة الأمريكية حتى إن لقاء تميم مع الرئيس ترامب على هامش القمة الإسلامية الخليجية كان اللقاء فاترا وكاشفا عن عدم رضاء أمريكى على سلوكيات الأمير المنفلت!
ليس هذا فحسب، فالقرار الأخير أفقد الدوحة أذرعاً وأصابع تلعب فى عدم استقرار المنطقة ودعم الإرهاب فيها، مما ينقلنا إلى مساحة أرحب فى إعادة ترتيب الشرق الأوسط وفق أجندة عربية - عربية تحمى المصالح وتنقى المنطقة من أدران حزب الله وحماس إضافة إلى تطهيرها من فيروس الإخوان وجماعات التطرف «القاعدة - داعش».
ما جرى ليلة أمس صفعة دبلوماسية من الطراز الثقيل.. قد يدفع الداخل القطرى لانقلاب ثالث على إمارة لم تبلغ من العمر نصف قرن، وإلا ستعانى من عزلة لا تستطيع معها أن تعيش حتى لأيام أخرى دون حدوث تغيير حقيقى فى رأس السلطة هناك، حيث لا يمكن للإمارة الوليدة أن تحتمل قراراً مثل هذا بنزع أجهزة التنفس السياسى والاقتصادى عنها.
لا أتذكر إن كان التاريخ الدبلوماسى يحمل فى طياته موقف مقاطعة 6 دول كبرى فى يوم واحد، لكن قطر التى دخلت التاريخ من باحته الخلفية تخرج منه اليوم غير مأسوف عليها.