مساجد لها تاريخ.. مسجد المحمودية

أنشأ هذا المسجد أحد وزراء الدولة العثمانية الذى أرسله السلطان سليمان القانونى ليتولى إمارة مصر، وهو محمود باشا وذلك فى «973 / 1566 م» وقد جاء ذكره فى النزهة الزهية، بأنه عندما وصل الى ميناء الاسكندرية استقبله كبار رجال الدولة بما يليق به من التحية والترحيب وقدموا له الهدايا من التحف الثمينة من الذهب والفضة والخيول المطهمة، ولما وصل مدينة القاهرة كان فى مقدمة مستقبليه حاكم الصعيد الأمير محمد بن عمر الذى قدم إليه الكثير من الهدايا من تحف وخيول، وكذا خمسين ألف دينار، ولكن محمود باشا جزى الأمير محمد بن عمر على هذه الهدايا القيمة جزاء سنمار، اذ لم يمض على وصوله القاهرة بضعة أسابيع حتى غدر به فقتله واستولى على ثروته.
يقع هذا المسجد فى ميدان صلاح الدين بالقلعة «المنشية سابقا» وهو من المساجد المعلقة، اذ يصعد اليه ببضع درجات من الواجهتين الجنوبية والشمالية، ويمتاز مسجد المحمودية باحتوائه على أربع واجهات مبنية بالحجر، الا أن الواجهة الرئيسية تقع فى الضلع الجنوبى ويتوسطها المدخل الرئيسى، ويتكون المدخل من باب معقود تعلوه ثلاثة مربعات بداخلها مزارات على هيئة شرافات، يعلوها عتب آخر مزرر، يأتى فوقه نافذة صغيرة يعلوها مقرنص كبير يعلوه ثلاث حطات من الدلايات، ويحيط بكل هذه الزخارف التى تعلو باب المدخل طاقية الباب وهى من الحجر الأبلق أبيض وأحمر.
ويتكون المسجد من مربع طول ضلعه 19.75 متر، ويعتبر تخطيط مسجد المحمودية فريدا فى نوعه، فهو ينقسم الى ايوانين فقط يفصل بينهما «درقاعة» تمتد من الشمال الى الجنوب بحيث تصل بين بابى المسجد، ويتوسط المسجد مربع أصغر من مربع المسجد تحدده أربعة أعمدة كبيرة من الجرانيت الأحمر، تعلوها أربعة عقود كبيرة يتوسطها منور يرتكز على كوابيل حجرية تقوم فوقها عوارض خشبية تحمل سقف المسجد من جهاته الأربع، ويتكون السقف من برطوم ومربوعات مزخرفة برسوم زيتية متعددة الألوان ومذهبة.
ويحيط بجدران المسجد من جهاته الأربع صفان من النوافذ الأسفل منها كبيرة ومستطيلة الشكل يعلوها عتب فوقه عقد عاتق، وقد ملئت نوافذ الصف السفلى بمصبعات حديدية، أما نوافذ الصف العلوى فهى معقودة ومملوءة بالزجاج المعشق المتعدد الألوان.