الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سعيد الكفراوى» : التليفزيون بثقافته المتكلفة أفسد علينا مذاق «رمضان» وحوله إلى سامر شعبى

«سعيد الكفراوى» : التليفزيون بثقافته المتكلفة أفسد علينا مذاق «رمضان» وحوله إلى سامر شعبى
«سعيد الكفراوى» : التليفزيون بثقافته المتكلفة أفسد علينا مذاق «رمضان» وحوله إلى سامر شعبى




كتبت-مروة مظلوم


معظم الكتاب لابد وأن تتملكهم رغبة الكتابة، فتدفعهم دفعاً للاستمرار وعندما لا يشعرون بتصاعد منحنى تلك القوة للأعلى يتوقفون عن الكتابة فلا يكتبون مهما راوغتهم الإرادة ودفعتهم للاستمرار.. هؤلاء الكتاب هم الأكثر تأثراً بطقوس القراءة والكتابة من حيث المكان والزمان والأجواء المحيطة.. أحد هؤلاء هو الكاتب والقاص الكبير سعيد الكفراوى الذى قال عن طقوسه خلال الشهر الكريم:
«رمضان شهر الخير والتراحم والأخوة بهذا الشكل استقر فى وجدان الشعبى المصرى وأى كاتب فى رمضان، هو أسير لطقوسه وباعتبارى كاتبًا ريفيًا انحدر من قرية قديمة لا تزال تلك الطقوس حاضرة فى وعيى وتشكل الكثير من عوالم القصص التى أكتبها على الورق، فعلى سبيل المثال ليوم الرؤية واستقبال الهلال طقوس فى قريتنا حيث نذهب إلى مدينة مجاورة فنرى أهل المهن وتنظيم العسكرى وأهل الطرق الصوفية يحتفلون بمقدم الشهر، واليوم فى رمضان له مذاق خاص وروتين ممتع يتجلى فى انتظار لحظة المدفع والأذان  ثم تأتى أوقات التراويح والإنشاد الدينى ويختم اليوم بالمسحراتى بتجلياته المختلفة الموجودة فى ذاكرة التراث الدينى  ثم فجر يوم العيد.
رمضان قديماً كان له شكل وقيمة أطاحت بها الكثير من البرامج والمسلسلات وجلسات السمر التى يقدمها الإعلام وتحويل رمضان عبر الثقافة المتكلفة إلى سامر شعبى لا يتسم بخصوصية ولا يعبر عن القيمة الحقيقية لهذا الشهر.
وعن قراءاته خلال الشهر يقول الكفراوي: «حياتى العادية مكتوبة فى مكتبتي، أقرأ ما اعتدت عليه خلال هذا الشهر ما بين الصفحات الدينية فى الصحف اليومية لأنها فى العادة تجيب عن بعض الأسئلة التى تشغلنى خلال الشهر.. أو العودة إلى الكتب التراثية أما باقى الخيارات لما أقرأه مثل كتاب «اللا طمأنينة» للشاعر والسارد البرتغالى «فرناندو بيسوا» وهو واحد من شيوخ الطرق فى التراث والأدب والتواريخ والمعنى الإنسانى وفكر الكتابة الصالحة لكل زمان.. أما عن كتاباتى فأنا حالياً عاكف على الانتهاء من كتابى «عشرين قمر فى حجر الغلام».
ويضيف الكفراوي: أستمر فى  القراءة طوال الشهر والكتابة قليلة جداً فيه لارتباطى بطقوس وصيام وحياة يومية حافلة.. حالياً أتابع مسلسل «واحة الغروب» للصديق الكاتب «بهاء طاهر» وأخصص بعض الوقت لزيارة الجمالية حيث يتجلى الشهر لدى فى مشهد الحسين ولقاء الأصدقاء والاستماع إلى فرق الإنشاد الديني، فأنا واحد ممن يقدسون رمضان القديم وأحترمه أما الآن فقد أفسد التليفزيون علينا مذاق الشهر.