الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مونديال قطر.. تحت الحصار

مونديال قطر.. تحت الحصار
مونديال قطر.. تحت الحصار




كتب : محمد أبو الليل

يبدو أن أثار زلزال قرار إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب «تدخلها فى الشئون الداخلية ودعم الإرهاب» امتد ليصل إلى ملف استضافة قطر لكأس العالم 2022 الذى أصبح تحت حصار القرار العربى الموحد الذى أدخل ملف مونديال قطر إلى نفق مظلم حيث أصدر الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» بياناً استجابة للتحركات الأخيرة من الدول العربية وجاء فى البيان أن «فيفا» يتواصل مع الجانب القطرى، وخاصة الجهات المسئولة مباشرة عن تنظيم المونديال، وشدد البيان على أنه لا توجد تفاصيل كثيرة فى الوقت الراهن يمكن الكشف عنها .

 

ويعد بيان الاتحاد الدولى لكرة القدم مؤشراً مهماً على أن مونديال قطر 2022 دخل هو الآخر فى عاصفة المقاطعة العربية، حيث لم يعد الأمر متعلقاً بالجوانب السياسية والاقتصادية وغيرها فحسب، بل إن مونديال 2022 والذى فعلت قطر المستحيل لحمايته والمضى قدماً فى تنظيمة يتعرض هو الآخر لمخاطر كبيرة جراء الحصار العربى لقطر إذ من المتوقع أن تتفاقم أزمتها الاقتصادية، مع وصول إجمالى الدين الخارجى لها قرابة من 150% من الناتج المحلى الإجمالي، الأمر الذى سيضرب استعداداتها لاستضافة الحدث العالمي، بحسب تقرير لوكالة التصنيف الائتمانية الدولية (موديز).
وكشفت تقارير عالمية إلى أن قطع الدول العربية والخليجية علاقاتها مع قطر من شأنه أن يضع الاتحاد الدولى لكرة القدم فى مأزق حيث يتعين عليه أن يتعرف على دوافع تلك الدول لمقاطعة قطر، كما أن إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية مع دول مجاورة على رأسها السعودية من شأنه أن يعرقل أى خطط قطرية لاستضافة المونديال.
وكان الاتحاد الدولى لكرة القدم قد وافق على منح قطر شرف تنظيم كأس العالم لكن هذا الملف واجه عواصف متلاحقة، فقد تم فتح التحقيق حوله فى أكثر من مناسبة، كما جرى إيقاف القطرى محمد بن همام رئيس الاتحاد القطرى السابق مدى الحياة ، فى حين أفاضت وسائل الإعلام العالمية فى التأكيد على أن الملف القطرى لم يكن نزيها وأن هناك شبهات فساد تشوب عملية فوز القطريين بحق تنظيم المونديال، غير أن الفيفا الذى تورط عدد كبير من رجاله فى قضايا فساد وعلى رأسهم السويسرى سيب بلاتر رئيس الفيفا السابق أصروا على المضى قدما فى منح قطر شرف تنظيم مونديال 2022.. كما تم توجيه اتهامات لقطر بانتهاك حقوق العمال الذين يعلمون فى تشييد المنشآت المونديالية والبنية التحية فى قطر استعداداً لكأس العالم
ومع المتغيرات الأخيرة، فقدت قطر عوامل كثيرة أُخذت بعين الاعتبار عند دراسة الملف القطرى من جانب مسئولى الفيفا، ومن ضمنها استخدام مطارات الدول المجاورة وفنادقها، ولاسيما البحرين والسعودية، وذلك عند مناقشة قضية تدفق الجمهور وحضوره إلى الدوحة.
ومن المتوقع ان الاتحاد الدولى لكرة القدم لن يغامر بتوتر العلاقات حاليًّا بين قطر وجيرانها، وهو لا يمكن أن يغامر بجعل آلاف الرياضيين والمشجعين يأتون إلى دولة تحوّلت إلى حقل ألغام، لاسيما إذا ما أخذنا فى الاعتبار قضية الفساد والرشاوى، وكذلك قضية حقوق الإنسان التى أثارتها منظمات حقوق الإنسان فى أكثر من مكان، بعد وفاة 44 من العمال النيباليين جراء ظروف العمل غير الآمنة.
كما يخشى مسئولو الاتحاد الدولى من أن تحدث أزمة كبيرة فى حالة الاستمرار فى منح الإمارة القطرية حق تنظيم كأس العالم، ثم تتأهل إحدى الدول المقاطعة للدولة القطرية للبطولة؛ حيث من المؤكد أن تحدث أزمة كبيرة فيما لو استمر النظام القطرى محاصر من الدول العربية الكبرى.
ويحتاج الفيفا لاتخاذ قرار عاجل حول ما إذا كان سيستمر فى دعم استضافة قطر لكأس العالم 2022، أم أنه سيتخذ قرارًا بسحب حق التنظيم منها، خاصة مع تبقى أقل من خمس سنوات فقط على إقامة البطولة، وهى مدة قصيرة بالنظر إلى حجم الاستعدادات المطلوب لاستضافة بطولة كبيرة ككأس العالم.
الجدير بالذكرأن سحب تنظيم كأس العالم من بلد وإعطاءه لبلد آخر حدث من قبل فى بطولة 1942 حين نقلت كأس العالم من ألمانيا إلى البرازيل بسبب ظروف الحرب وانعدام الشروط الموضوعية للأمن.