الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التاريخ الأسود لـ«إمارة الإرهاب»

التاريخ الأسود لـ«إمارة الإرهاب»
التاريخ الأسود لـ«إمارة الإرهاب»




اتخذت دولة قطر مسارًا معاديًا وعدوانيًا تجاه الدول العربية وقامت بمحاولة زعزعة استقرار فى شتى دول العالم العربى ومؤخرا قامت قطر بنشر ما تزعم بأنها تسريبات حصلت عليها تتهم فيها هذه الدول لمحاولة التآمر عليها لتدميرها ولجأت إلى استخدام الشائعات، ولكن هذه المرة وجدت قطر نفسها فى موقف حرج تواجه فيه تحالفًا عربيًا قويًا رادعًا لها.
وفى الفترة السابقة اتبعت مصر سياسة الاحتواء من خلال تكثيف الجهود الدبلوماسية والدولية للقضاء على المحاولات القطرية لزعزعة المنطقة ونجحت نجاحا غير مسبق فى توحيد الجبهة الإقليمية والدولية ضد قطر وأعمالها الداعمة للإرهاب فاستطاعت مصر أن تحتوى وتحجم قطر سياسيا ودبلوماسيا من دون أن تطلق رصاصة واحدة ومن خلال المثابرة والجهود الدبلوماسية الحثيثة، ولذلك فإن سلسلة المقاطعات التى حدثت هى بدون شك انتصار حقيقى لمصر ودول الخليج.
شهدت العلاقة بين قطر وجيرانها من دول الخليج فى الماضى جانبا مشرقا فى عهد الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى، حيث شاركت الدوحة فى تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج، كما شهدت تلك الحقبة مشاركة معتبرة للقوات القطرية فى معركة الخفجى عام 1991 مع القوات السعودية والأمريكية والبريطانية فى مواجهة الغزو العراقي.
الشيخ خليفة بن حمد الذى عرف بعلاقته الوطيدة بدول الخليج عزل عن الحكم عام 1995 بعد انقلاب أبيض قام به ابنه ولى عهده الشيخ حمد بن خليفة عندما كان الوالد فى زيارة خارج قطر، وبوصول الشيخ حمد بن خليفة إلى الحكم بدأت موجة من اضطرابات فى العلاقات القطرية الخليجية بداية اضطرابات أطلق الشيخ حمد قناة إخبارية سرعان ما انقضت على السعودية وباقى دول الخليج، وتزامنا بدأت تتكشف ثروة الغاز الضخمة التى تبين أنها الثانى فى العالم بعد روسيا، فاستخدمت إيرادات الغاز والنفط الضخمة فى تمويل جماعات متطرفة ومجموعات مسلحة فى المنطقة، كذلك قامت قطر بممارسة سياسات متناقضة حيث قامت بمنح الأمريكيين أكبر منشأة لمحاربة الإرهاب وهى قاعدة العديد من جهة، وفى المقابل قامت قطر بدعم مجموعات تمارس ذلك الإرهاب.
هجمات 11 سبتمبر
أبلغت واشنطن قطر فى منتصف التسعينيات بنشاط الباكستانى خالد شيخ محمد الذى كانت تؤويه قطر، فحصل الأخير على تسريب من وزير قطرى، فتم تهريبه، هذا الشخص هو من دبر فى المستقبل هجمات 11 سبتمبر مع أسامة بن لادن.
وقد رافق فترة حكم الشيخ حمد بن خليفة أشكال مختلفة من التوتر ففى 2007 فرض الشيخ حمد على نظرائه الخليجيين فى القمة الخليجية ضيفا صعبا هو محمود أحمدى نجاد، وفى عام 2010 دعمت قطر موجة اضطرابات التى عمت العالم العربى، سيما فى مصر فضلا عن رعاية صعود الإخوان إلى السلطة فى مصر، وسيطرة التيارات المتشددة على طرابلس، وعام 2011 انسحبت قطر من المبادرة الخليجية للحل فى اليمن، وفى يونيو 2013 تنحى الشيخ حمد بن تميم، وبعد أيام فقط عزل محمد مرسى فى مصر.
بلغ التوتر أوجه فى مارس 2014 عندما سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة فى أول وأكبر أزمة دبلوماسية يشهدها الخليج، وقد نجحت وساطة كويتية فى التوصل إلى اتفاق أعاد السفراء إلى الدوحة فى ديسمبر من العام نفسه.
وأخير وبعد يومين من قمة الرياض فى مايو 2017 صدرت تصريحات مثيرة للجدل عن الشيخ تميم، كشفت هذه المرة الموقف الواضح والصريح لقطر إزاء إيران والإخوان.
دعم الجماعات الإرهابية
سعت السعودية فى أعقاب ثورات الربيع العربى إلى تعظيم دورها اقليميًا من خلال تمويل ودعم جماعات تحمل أجندات لخدمة مصالحها بالمنطقة، ومن أبرزها دعم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وهو ما كان سيضعها فى المواجهة مع الدور السعودى فى الخليج، كما سعت قطر لتقديم نفسها كحليف قوى للغرب وأمريكا خاصة خلال حكم الرئيس السابق باراك أوباما، ودعمت قطر هذا التوجه عبر منابرها الإعلامية ليحل الإخوان محل السلفيين، ودعمت وجود حكومات تحمل هذا التوجه فى عدد من الدول العربية ومنها مصر وتونس، لم يتوقف سعى الدوحة عند هذا الحد بل امتدا أيضا للتقارب مع منافسى المملكة العربية السعودية بالمنطقة مثل تركيا، لدعم وجودها الإقليمى على حساب المملكة.
النصرة وداعش
واختلف الموقفان القطرى والسعودى من الأزمة السورية، حيث انضمت إلى تركيا لدعم الجماعات الإرهابية المسلحة فى سوريا مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش، فيما دعمت الرياض جماعات مسلحة يمكن السيطرة عليها بشكل أكبر مثل جيش الإسلام أو  الجيش الحر، وبذلك تسبب الخلاف القطرى السعودى بحدوث صراعات بين الجماعات المسلحة فى سوريا.
وبحسب خبراء فإنه على الرغم من تناقض المواقف بين إيران وقطر تجاه الأزمة السورية إلا أن العلاقات بين البلدين ودية للغاية، لسببين أولهما أن إيران وقفت مع قطر فى خلافاتها الحدودية مع المملكة العربية السعودية، والثانى أن طهران ترى فى تعميق العلاقات والتعاون مع قطر على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، فرصة لإيجاد موطئ قدم لها فى مجلس التعاون لمواجهة السعودية والإمارات.
كما حاولت قطر الاستفادة من الخلافات بين طهران وأغلبية الدول الأعضاء فى مجلس التعاون خدمة لمصالحها الضيقة، بسبب مخاوفها الدائمة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وهو ما دفعها للإصرار على اعتبار إيران جزءا من الحل الأمنى فى المنطقة وليست جزءا من المشكلة، كما شهدت القمة الإسلامية الأمريكية التى ضمت أكثر من 50 دولة من بينها قطر هجوما من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن وجود دول ترعى وتدعم وتمول وتأوى الإرهاب، فى إشارة إلى دور قطر وتركيا فى دعم الجماعات الإرهابية ومنها جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وهو ما نال استحسان دول السعودية والإمارات والبحرين.
وتؤوى الدوحة عددا من أعضاء جماعتى الإخوان والجماعة الإسلامية الفارين من مصر والمنصنفين بأنهم جماعة إرهابية، كما افتتحت مكتبا لحركة طالبان بالدوحة.
رغم تناقض المواقف بين إيران وقطر تجاه الأزمة السورية إلا أن العلاقات بين البلدين ودية للغاية، وذلك لسببين أولهما أن إيران وقفت مع قطر فى خلافاتها الحدودية مع المملكة العربية السعودية والثانى أن طهران ترى فى تعميق العلاقات والتعاون مع قطر على المستويات السياسية والامنية والاقتصادية فرصة لإيجاد موطئ قدم لها فى مجلس التعاون لمواجهة السعودية والإمارات.
كما حاولت قطر الاستفادة من الخلافات بين طهران وأغلبية الدول الاعضاء فى مجلس التعاون خدمة لمصالحها الضيقة، بسبب مخاوفها الدائمة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وهو ما دفعها للإصرار على اعتبار ايران جزءا من الحل الامنى فى المنطقة وليست جزءا من المشكلة، وكان الرئيس الايرانى حسن روحانى قد أعرب عن رغبة بلاده فى تعزيز علاقاتها مع دول الجوار خاصة قطر، وذلك خلال اتصال هاتفى تلقاه من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى لتهنئه على فوزه بانتخابات الرئاسة التى جرت فى 19 مايو الماضى، وقد نسبت وكالات أنباء إيرانية الى تميم قوله إن علاقتنا مع ايران عريقة وتاريخية وراسخة ونحن ندعو الى عمل المزيد لتعزيز هذه العلاقات، وأضاف نحن نعتقد أنه ليس هناك أى عائق فى مسار تعزيز العلاقات بين إيران وقطر.
كما نقلت وكالات الأنباء الايرانية عن تميم قوله إنه سيصدر أمرا الى الأجهزة المعنية فى بلاده ببذل المزيد من جهودها بهدف تعزيز التعاون بين طهران والدوحة، وأضاف أن إجراء المفاوضات والحوار هو السبيل الوحيد لحل المشاكل، ومسيرة الحوار التى بدأتها الكويت مع إيران نيابة عن البلدان المطلة على الخليج يجب أن تستمر.
وتدهورت علاقة قطر مع جيرانها خلال الشهر الماضى بعد نشر وكالة الانباء القطرية الرسمية «قنا» تصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد تتسق مع سياسة مجلس التعاون الخليجى بخصوص الموقف من إيران لتنفيها الوكالة لاحقا بحجة أنه تم اختراق حسابها، وشهد الموضوع ضجة إعلامية كبيرة تخللها تراشق بالتهم وتوتر سياسى عميق، تسبب فى شرخ وفقدان للثقة بين دول الخليج، وقد وضحت الدول التى قطعت علاقاتها الدبلوماسية بقطر، الاسباب المختلفة التى أدت الى اتخاذ مثل هذه الخطوة حيث إن هنالك العديد من الاسباب المشتركة التى جعلت الدول المعنية أن تشكل جبهة موحدة لوقف محاولات قطر الخبيثة لزعزعة الاستقرار والامن فقامت الدول بتوضيح أسباب قطع العلاقات والقيام بإجراءات حاسمة، حيث أكدت السعودية أن الدوحة ارتكبت انتهاكات جسيمة سرا وعلنا طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلى السعودى، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار فى المنطقة ومنها جماعة «الإخوان المسلمين» و«داعش» والقاعدة».
بينما رأت مصر أن نظام الحكم القطرى أصر على اتخاذ مسلك معاد للدولة المصرية وفشل جميع المحاولات لاثنائها عن دعم التنظيمات الارهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان الارهابى وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية فى عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر.
اصرار قطر على التدخل فى الشئون الداخلية ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومى العربى.
كما أعلنت البحرين عن قطع علاقاتها مع قطر واتخذت البحرين إجراءات أكثر احترازا وربما تشددا من باقى الدول والتى تمثلت فى منع مواطنيها من السفر الى قطر أو الإقامة فيها، وعدم السماح للمواطنين القطريين من الدخول إلى أراضيها أو المرور عبرها.
كما قررت دولة الإمارات العربية المتحدة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب سياساتها التى تزعزع أمن واستقرار المنطقة، كما قررت منع دخول أو عبور المواطنين القطريين الى الإمارات ومنع المواطنين الإماراتيين من السفر إلى دولة قطر أو الإقامة فيها أو المرور عبرها.
التحالف العربى
كما أعلنت قيادة التحالف العربى الذى تقوده السعودية فى اليمن إنهاء مشاركة قطر فى هذا التحالف بسبب ممارساتها التى تعزز الإرهاب.