الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لا تـُصــالـح

لا تـُصــالـح
لا تـُصــالـح




أمير الكويت فى السعودية للتباحث حول الوساطة مع «إمارة الإرهاب»

الدوحة تصرخ بعد يوم واحد من المقاطعة .. والمعارضة تتحرك للإطاحة بالأمير وأبيه

حلفاء قطر فى تركيا وإيران يهرولون لإنقاذ «تميم» برفع شعارات الأخوة العربية

 

الرياض - صبحى شبانة


دخلت مساعى الوساطة التى يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بين دول الخليج ومصر من جهة وبين قطر من جهة أخرى مرحلة الحسم، فى ظل موقف خليجى وعربى قوى وحازم ضد التجاوزات القطرية وممارستها اللعب على المتناقضات التى مارستها طيلة العقدين الماضيين، وفى ظل عدم يقين كويتى بالسياسات القطرية التى امتهنت التقية وعدم الالتزام والوفاء بتعهداتها، فالأزمة الحالية أعمق وأصعب بكثير، ولن تتيح الدول العربية الفرصة لقطر مرة أخرى فى الالتفاف عليها بخدعة جديدة، فمصر والسعودية والإمارات ومعها مملكة البحرين وليبيا لن تنطلى عليهم ألاعيب حكام «الدوحة»، فهذه المرة يجب أولا تغيير السلوك والصدق وليس ترحيل بعض الإخوان إلى تركيا ولندن ودعمهم سرا لفتح منابر، وقنوات تليفزيونية، ومواقع إلكترونية، وصحف للتدخل فى الشئون الداخلية ومهاجمة السعودية ومصر والإمارات والبحرين، لذا ترى هذه الدول أن الحكم فى قطر غير جدير بالثقة، او المشروعية التى يسعى الى استعادتها من خلال مصالحة هو أول من يدرك انه لاينتوى الالتزام بمواثيقها.
وشهدت الساعات الأخيرة تحركات واتصالات مكثفة لإقناع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح للقيام بدور الوسيط لرفع الحصار الشامل الذى فرضته دول الخليج ومصر على قطر، والذى قد يتسبب بين لحظة وأخرى فى الاطاحة بنظام الحكم القطرى الحالى بعد أن بدأ يشعر المواطن القطرى أنه سجين فى مساحة محدودة من الجغرافيا لا تمكنه من مواصلة حياته التى اعتاد عليها ومن التواصل مع أهله فى دول الخليج، خصوصا فى شهر رمضان الذى عادة ما يشهد حركة تنقلات كبيرة بين الأسر القطرية التى تربطها علاقات نسب وقبلية وثيقة مع دول الخليج.
المشهد السياسى الراهن والتحركات التى تدفع فى اتجاه الوساطة يظهر أن كل الدول التى تدعم أمير الكويت فى مساعيه هى دول حليفة لقطر، مثل تركيا، إيران، روسيا، وسلطنة عمان التى تربطها بإيران علاقات أوثق من علاقاتها بدول الخليج، وهذه الدول الحليفة لحكم آل ثانى تحركت بعد شعور حاكم قطر بالخطر وبحجم المأزق الذى أوشك أن يطيح به، وبعد إعلان قطر على لسان وزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الثلاثاء، أن الدوحة مستعدة لقبول جهود الوساطة لتخفيف التوتر.
وعلمت «روزاليوسف»، أن زيارة أمير الكويت الى جدة مساء أمس ولقائه العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز جاءت بعد تردد طويل وتفضيله عدم الدخول فى أى وساطة تكون إحدى أطرافها الدوحة بسبب عدم التزامها باتفاق الرياض فى أبريل 2014، الذى تعهد فيه أمير قطر الحالى تميم بن حمد خطيا أمام الراحل الملك عبد الله، كما أن الوساطة الكويتية جاءت ايضا فى ظل رغبة الكويت بعدم التصعيد مراعاة للديموغرافيا التى تتشكل منها البنية السكانية الكويتية، وفى ظل علاقات مميزة تربط الكويت بإيران، شأنها فى ذلك شأن سلطنة عمان التى عادة ما تغرد خارج السرب الخليجى لكن دون ضجيج أو عداوات.
العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز اتخذ موقفا حاسما وصارما تجاه المصالحة مع قطر، ويرى أن التجاوزات القطرية تخطت مساعى المصالحة، وأن السعودية لا ترى فارقاً بين السياسات التى تنتهجها قطر وإيران، وأن قرار قطع العلاقات مع قطر جاء انطلاقاً من ممارسة المملكة حقوقها السيادية، وحماية لأمنها الوطنى من مخاطر الإرهاب والتطرف، وأن المملكة اتخذت قرار المقاطعة نتيجة للانتهاكات الجسيمة التى تمارسها السلطات فى الدوحة سراً وعلناً طوال السنوات الماضية، بهدف شق الصف الداخلى السعودى والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار فى المنطقة.
وعلمت «روزاليوسف» من مصادر وثيقة أن السعودية يئست تماما من سياسات الشيخ تميم وأبيه أمير قطر السابق اللذين انتهجا سياسات عدائية ضد المملكة منذ عام ١٩٩٥م حتى الآن وبرغم النصح السعودى المستمر، إلا أن الحكومة القطرية لم تبد أو تظهر أى بوادر حسن نية أو العودة إلى فضيلة الرشد الذى تفرضه علاقات الاخوة وحسن الجوار، بل إن قطر تخفت بالتقية، وازدواجية العلاقات، فقطر تبرر عدم التزامها باتفاق الرياض الذى أبرم بين الدول الخليجية والدوحة بعد أزمة سحب السفراء عام 2014 بدعوى أنها أبرمت التعهدات مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وكأن معاهدات الدول تتغير بتغير الحكام؟
وتساءلت المصادر كيف لقطر أن تحضر اجتماعات أمنية سرية وسياسية، فى مجلس التعاون وفى ذات الوقت تعقد لقاءات سرية مع الجنرال سليمانى وتنظيمات القاعدة وداعش والاخوان. هل يعقل هذا؟، هل توقفت قطر عن التدخل فى الشئون الداخلية لدول الخليج؟ هل توقفت عن تجنيس الإرهابيين من دول مجلس التعاون؟ هل أوقفت التحريض الإعلامي؟ هل انتهت علاقة الدوحة بالمشروع الإخوانى؟ لقد سلمت السعودى المطلوب قضائيا محمد العتيبى بعد حصوله على لجوء فى النرويج لإثارة المنظمات العالمية ضد الرياض وليس لاسترضائها، فكل ما تقوم به قطر فيه خبث ومكر شديد.
وكشفت المصادر أن لقاء تميم بن حمد مع أمير الكويت الثلاثاء الماضى فى العاصمة الكويت لم يكن وديا أو إيجابيا تجاه مصر والسعودية والإمارات، وأن تميم أظهر خلال اللقاء عداء بينا وحقدا دفينا على الثلاث دول يصعب معه التكهن بعودة قطر إلى محيطها الخليجى وعمقها العربى فى ظل منظومة الحكم الحالية التى تسعى إلى أوهام الزعامة والقيادة فى المنطقة وهى ليست مؤهلة للقيام بهذا الدور، وليست لديها القدرة على الوفاء بمتطلباته استنادا الى حقائق الجغرافيا، والتاريخ، فتحالف المال والإرهاب لن يصنع دولة، ولن يفرض واقعا على المنطقة.
ويبدو أن أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى الذى انقلب على ابيه عام ١٩٩٥ وأرغمه على التنقل بين المنافى، ولم يسمح له بدخول قطر حيا، وبعد وساطات خليجية سمح لجثمانه فقط أن يوارى فى التراب الوطنى، كان يدرك أن مآل سياساته الارهابية قد تطيح به وبأسرته يوما من حكم قطر، لذلك أسس قصرا منيفا فى أرقى أحياء العاصمة الاسرائيلية تل أبيب ليقضى فيه هو وأسرته ما تبقى لهم من عمر اذا نجو من المحاكمة الدولية التى تنتظرهم، والتى أعلنت عدد من الدول حول العالم مقاضاتهم دوليا والمطالبة بالثأر والقصاص جراء ما أجرموا فى حق الدول الخليجية والعربية وحتى الاجنبية.
وكان أمير الكويت قد استقبل «الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة والوفد المرافق له، أمس الأول الاثنين فى الوقت الذى تمنى فيه أمير الكويت على نظيره القطرى العمل على إتاحة الفرصة للجهود الهادفة إلى احتواء التوتر بالعلاقات الأخوية بين الاشقاء، فيما ألغى العاهل الأردنى الملك عبد الله الثاني، (الذى تترأس بلاده القمة العربية الحالية) زيارة كانت مقررة إلى الكويت، أمس الثلاثاء، بعد أن تلقى اتصالا هاتفيا من أمير الكويت.