الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قطع فنية خشبية مطعمة بالعاج والأبانوس والذهب

قطع فنية خشبية مطعمة بالعاج والأبانوس والذهب
قطع فنية خشبية مطعمة بالعاج والأبانوس والذهب




كتب – علاء الدين ظاهر


لم يترك المسلمون شيئا فى حياتهم إلا وأضفوا عليه لمسة فنية ليصبح قطعة فنية تاريخية .. هذه الحقيقة تصبح مؤكدة إذا ما كنت عزيزى القارئ من زوار المتحف الإسلامى بالقاهرة، والذى يمتلئ بآلاف القطع الأثرية التى تؤكد ذلك.
وإذا كنا نتسابق فى شهر رمضان الكريم لقراءة وختم القرآن، فإننا رصدنا فى المتحف قطعتين مهمتين تتعلقان بالقرآن تعدان من روائع الكنوز، وهما صندوقان للمصحف، الأول من الخشب المطعم بالعاج والأبنوس «مصر –العصر المملوكى. القرن 8 هجريًا/14 ميلاديًا.رقم الحفظ 452»،
والصندوق نادر ومسدس الشكل وهو مطعم بالسن والأبنوس والخشب الأحمر والبقم والقصدير، ومقسم من الداخل لثلاثة أقسام كانت مكسية بالقماش الأخضر، ولكل قسم منها عشر خانات وتتسع جميعها لثلاثين جزءًا من القرآن، وبشكل عام يتميز بالدقة والإبداع وقد نقل إلى المتحف من مدرسة «خوند بركة» وهى أم السلطان «الأشرف شعبان» التى تم إنشاؤها سنة 770هجريًا/1368 ميلاديًا.
وهناك أيضا صندوق مصحف من الخشب المصفح بالنحاس المكفت بالذهب والفضة» مصر- العصر المملوكى.القرن 10هجرى / 16 ميلاديًا. رقم الحفظ 183»، ويعد هذا الصندوق من أهم نماذج صناديق المصحف التى وصلتنا.
ويتميز بتقسيمه لقسمين، كل منهما يشمل 15 خانة لوضع أجزاء القرآن الكريم، وللصندوق غطاء له حلقة لإحكام غلقه، كما نقشت عليه آيات قرآنية وزخارف نباتية متنوعة قوامها رسوم وريدات وأغصان متموجة وعناقيد وأوراق عنب وأزهار اللوتس.
ونقل هذا الصندوق إلى المتحف من مدرسة السلطان قنصوة الغورى التى تم إنشاؤها سنة 909هجرى/1503 ميلادى.   
وربما يكمن سر جمال الصندوقين فى انتمائهما للحقبة المملوكية، حيث خلف لنا المماليك مجموعة ضخمة من المنشآت المتنوعة مثل المساجد والمدارس والأضرحة والأسبلة والكتاتيب والبيمارستانات وغيرها، بجانب العديد من التحف الفنية التى كانت تزين هذه المنشآت، ويمكن القول بأن هذا العصر هو العصر الذهبى للعمارة والفنون الإسلامية فى مصر.