الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سلاطين المماليك والطولونيين والإخشيديين تسابقوا على إطعام الفقراء فى رمضان

سلاطين المماليك والطولونيين والإخشيديين تسابقوا على إطعام الفقراء فى رمضان
سلاطين المماليك والطولونيين والإخشيديين تسابقوا على إطعام الفقراء فى رمضان




كتب - علاء الدين ظاهر


كشف عادل حمدى المصرى الباحث فى الآثار الإسلامية بمنطقة البحيرة مظاهر احتفال المصريين بشهر رمضان على مر العصور الإسلامية، مشيرا إلى أنه منذ الفتح العربى لمصر بقيادة عمرو بن العاص رضى الله عنه والمصريون يبتهجون بهذا الشهر ويجلونه ويجتمعون على صلاة التراويح وإقامة الشعائر الدينية ومجالس العلم والذكر وتلاوة القرآن والاحتفال بليلة القدر.
وقال: فى عهد الدولة الطولونية عم الرخاء مصر وأدى ذلك إلى ظهور الثراء على الحياة حينها، وكان أحمد بن طولون كثير التصدق طوال العام ويزيد فى شهر رمضان، وكما يذكر المقريزى كانت صدقاته على المساكين والضعفاء والفقراء وكانت مطابخه تقدم كل يوم الأطعمة والصدقات ويذبح فيها البقر والكباش، وكان رحيمًا بالفقراء والعمال، وذات مرة رآهم يعملون حتى غروب الشمس، وحينها قرر أن ينصرفوا عصرا ليراعوا شئون بيوتهم ويطعموا أهلهم فى رمضان، وكان عهد خمارويه مثل أبيه، حيث كان يكثر من العطاء والولائم طوال العام ويضاعفها فى شهر رمضان.
ونجد أن الإخشيديين أيضا اهتموا بالمناسبات الدينية مثل شهر رمضان وكانوا يخرجون فى المواكب وتمد الأسمطة «الموائد» للعامة والخاصة وتجذل العطايا للفقراء والمساكين فى هذا الشهر الكريم خاصة فى عهد كافور الذى كان كريما وكانت خزائنه تعج بالدنانير الذهبية والجواهر، وسار على نهج بنى طولون فى كثرة التصدق والإطعام للفقراء والمساكين وإقامة الولائم فى رمضان.
وفى العصر المملوكى كانوا يحتفلون برؤية هلال شهر رمضان المبارك بخروج قاضى القضاة ومعه القضاة الأربعة كشهود والمحتسب وكبار التجار ورؤساء الطوائف وأرباب الحرف والصناعات ومعهم الشموع والفوانيس متوجهين إلى مدرسة المنصور قلاوون ببين القصرين لرؤية الهلال من منارتها، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين والمنارات والمساجد وعلقت الزينة، ثم يعود قاضى القضاة فى موكب تحفه الشموع والفوانيس حتى يصل لداره ثم تتفرق الطوائف لأحيائها معلنة الصيام، وفى مستهل الشهر يجلس السلطان فى ميدان القلعة ويتقدم إليه الخليفة والقضاة للتهنئة.
وقد اعتاد السلطان بيبرس على إقامة الولائم بأيام رمضان، والسلطان برقوق اعتاد ذبح 25 بقرة يتصدق بلحومها فى كل يوم من رمضان على الفقراء وأهل المساجد والروابط والسجون، إضافة لصرف السكر والدقيق وخلافه، وهناك وثائق تثبت أن المماليك كانوا حريصين على رصد بعض أوقافهم من عقارات وأطيان زراعية ليصرف من ريعها فى رمضان على أوجه الخير وإصلاح المساجد وعمارتها وتوسيعها وإقامة الشعائر الدينية ومساعدة المحتاجين وإعداد الولائم، وقد حرص سلاطين المماليك على عتق الرقاب بعدد أيام رمضان وصرف رواتب إضافية للوعاظ والعلماء.