الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

د. آمنة نُصير النائبة وأستاذة العقيدة بالأزهر: المدرسة الأمريكية منعتنى من الصوم

د. آمنة نُصير النائبة وأستاذة العقيدة بالأزهر:  المدرسة الأمريكية منعتنى من الصوم
د. آمنة نُصير النائبة وأستاذة العقيدة بالأزهر: المدرسة الأمريكية منعتنى من الصوم




حوار - عمر حسن


رغم تلقيبها بـ«رائدة الداعيات»، إلا أنها لا ترى فى نفسها داعية، وتُفضل نعتها بمُفكرة إسلامية، وأستاذ الفلسفة، وذلك بحكم عملها التربوى على مدار أربعين عامًا، حاضرت خلالهم  فى عدد من الجامعات المصرية والعربية والغربية، فشكّلت عقولًا، وأخرجت أجيالًا مستنيرة، وانتقلت لتوظف هذه الخبرة العتيدة تحت قبة البرلمان، فتحولت حياتها من النقيض إلى النقيض.
أستاذة الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، والنائبة البرلمانية، الدكتورة آمنة نصير، تروى لنا فى حوار مفتوح تفاصيل حياتها بعد دخول البرلمان، وكيف أثر عملها كنائبة على دورها التربوى والدعوى، وهل رمضان هذا العام يختلف فى قضائه عن الأعوام الأخرى، بجانب أمور أخرى تتعرفون عليها فى السطور التالية، وإلى نص الحوار..
■ بداية.. ما أهم التغيرات التى طرأت على حياتك منذ دخولك البرلمان؟
- ضيق الوقت، فالبرلمان امتص جُل وقتي، وتفوق على الجامعة، ويكاد ينفرد بوقتى كاملًا، بين حضور الجلسات وما تبعه من تقسيم اللجان النوعية، وخدمة أبناء الدائرة قدر المستطاع.
■ هل أثر عملك فى البرلمان على دورك الدعوى؟
- طبعا.. تأثر عملى مع القنوات الفضائية، وأصبحت اعتذر عن عدم حضور العديد من الندوات والمؤتمرات، حتى سفرى إلى الخارج تأثر، وآخر ما اعتذرت عنه كانت دعوة لحضور حلقة نقاش مع حبر يهودى وقسيس مسيحى فى إيطاليا، ولا تزال تأتينى الدعوات يوميًا، ولكن انشغالى بالبرلمان لا يسمح لى بتلبيتها سواء داخل مصر أو خارجها.
■ كيف لمست الفرق بين العمل التشريعى والعمل التربوى فى الجامعة؟
الفارق كبير بينهما، ففى عملى التربوى بالجامعة أكون أستاذًا أمام طلاب أُشكّل عقولهم، وأنقل لهم خبرتى فى العلوم الإنسانية، من فلسفة وعلم نفس، أما فى البرلمان فأحتك مع فئات مختلفة، منها القوى والضعيف، والبعيد عن الأسس العلمية، وهذا يصيبنى أحيانًا بشىء من الملل، ولكنى أصر على إكمال التجربة.
■ هل تقدمت بمشروع قانون للبرلمان؟
نعم، تقدمت بمشروع قانون يتعلق بازدراء الأديان، وعندما كنت أمرّره على الأعضاء وجدت تعقيبات عديدة، فشتان بين هذه القضية داخل الجامعة وداخل أروقة البرلمان، ولكن الله منحنى الكثير من الصبر وهو ما يحتاج إليه عملى فى البرلمان.
■ هل يوجد تشريع بعينه تسعين لاستصداره لخدمة المرأة المسلمة فى مصر؟
- نعم، أتمنى إصدار قانون يعمل على إصلاح الأحوال الشخصية للمرأة فى مصر وفق العدل الإلهى، وليس وفق معايير أى مؤسسة أوروبية، لضمان حقها فى حياتها الزوجية، وفى حالة الطلاق، أو معيلة أطفال يتامى، والعدل الإلهى هنا هو تطبيق ما نص عليه الإسلام فى هذا الجانب، فأنا أتمنى من خلال عملى بالبرلمان أن أنجح فى إعادة الكرامة للمرأة للحصول على جميع حقوقها وفق الشريعة الإسلامية.
■ كيف تقضين رمضان هذا العام؟
- رمضان هذا العام مختلف بسبب انشغالى فى العمل بالبرلمان، وأنا لى خصوصية شديدة الأهمية خلال هذا الشهر، الذى أحرص فيه على تناول الإفطار يوميا بين أبنائى وأحفادى، وربما لا أتمكن من ذلك هذا العام.
■ حدثينا عن رمضان فى أيام الطفولة؟
- أنا أنتمى لعائلة ميسورة الحال، ووالدى كان كبير عائلة آل نصير فى قريتى «موشا» بأسيوط، واعتاد دوار العائلة فى هذا الوقت  على استقبال الضيوف من القرى المجاورة لتهنئته بحلول شهر رمضان، وتناول طعام الإفطار والسحور معه، فكان كل يوم عيد، وتبدأ بعد الافطار ندوات ثقافية بقدوم خريجى الأزهر وتلاوة القرآن، إلى أن يأتى ميعاد السحور، هذا مظهر لا يغيب عن عينى أبدا، وأحاول أن أقدم نموذجًا مصغر منه فى حياتى الآن.
■ ما أطرف المواقف التى حدثت لكِ رمضان؟
عندما أنهيت تعليمى بالقرية، والذى كان حينها حتى الصف الثالث الابتدائي، ألحيت على والدى لإكمال الدراسة، وبالفعل التحقت بالقسم الداخلى فى المدرسة الأمريكية بأسيوط، وهى مدرسة شديدة الانضباط، وفى أول عام دراسة، وصادفت وقتها رمضان، لم أنزل من غرفتى وقت الإفطار صباحًا لأننى صائمة، وكان عمرى 8 سنوات، فصعدت إليّ المدرسة واجتذبتنى من يدى بقبضتها وأنزلتنى إلى مكتبها وأحضرت لى الطعام، وقالت لى «يجب أن تأكلى فلا يوجد صيام هنا»، وهذا الموقف أتذكره كل رمضان تقريبا وأضحك عليه.
■ برأيك.. هل هذه سن مناسبة لبدء الصيام؟
-أسرتى كانت شديدة التدين، وأنا بدأت صيامى فى سن 5 سنوات، وكان التدين طابعاً عاماً على القرية حينها، لكن الآن خفت هذه الوطأة، وأصبح هناك نوع من التدليل، وانصرفت هيمنة الأسرة على أطفالها، بل ومراهقيها فيما يتعلق بالصيام، ولم يعد له سن معين.
■ هل نحن بحاجة إلى قانون لمنع المنكرات فى رمضان؟
- أنا أتمنى أن نربى ثقافة التوعية فى الناس أكثر من ثقافة العقاب، لأن عصرنا جعل الحياة قليلة الضوابط، والضمير أصبح خير رقيب بعد الله، وهذه الثقافة نزرعها بالدفع لحب الله وليس الترهيب منه كما يحدث فى المساجد وحتى الكنائس، ويوجد حديث مضمونه أن الله طلب من داود عليه السلام أن يحبب فيه الناس، وحينما سأله كيف؟ فأجاب «اذكرنى بالخير والحب لكى يعرفونى على أسس المحبة»، لذلك فسن القوانين لردع المنكرات ليس حلًا.
■ كيف ترين محاولة البعض إثارة الخلاف المذهبى فى رمضان خاصة فيما يخص صلاة التراويح؟
- لماذا نجعل الجدل حول صلاة التراويح، على أى حال هى سنّة وليست فرضًا، ولمن أراد أن يصلها فله أجر، ومن لم يرد ليس عليه شيء، ولكن لا ينبغى أن نجعل منها خلاف بيننا، وأنا أرى أن التراويح فرصة لشحن الروح، فإذا وُجد الخير لا تقطعوا الطريق إليه.
■ ما تعليقك على تدشين مؤسسة التقريب بين المذاهب؟
- هذه دعوة قديمة مُتجددة، فقد قام بها فى القرن الماضى الشيخ شلتوت بمساعدة شيخ من لبنان يدعى «القمني»، وأيده بعد ذلك الشيخ أبوزهرة، هذه الدعوة تُقرب النفوس وتقطع طريق التناحر بيننا، لأن الله طلب منا جميعًا أن نعتصم بحبله، وأى دعوة للم الشمل أنا أرحب بها.