المرأة المصرية تعتلى منبر الوعظ
عمر حسن
كتب - عمر حسن
مع قيام الأوقاف بتعيين ما يقرب من ألف واعظة شهدت الساحة الدعوية للنساء نشاطا كبيرا لا سيما فى شهر رمضان، وكان لا بد من التعرف على أهمية تجربة الواعظات فى أول رمضان يأتى عليهن بعد قرار استعانة الأوقاف بهن فى الدعوة.
«روزاليوسف» التقت مدير عام المساجد الأهلية بوزارة الأوقاف، الشيخ عاصم القبيصى، أحد المسئولين عن ذلك الملف فى الوزارة، وسألته عن خطة الأوقاف بشأن الواعظات، وما النتيجة المرجوة من ورائها.
■ بداية لماذا جاء قرار تعيين واعظات بالأوقاف؟
ـ بعدما أعلن السيد رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسى أن 2017 هو عام المرأة، ارتأت وزارة الأوقاف، ممثلة فى الدكتور محمد مختار جمعة، أن يكون لها دور فى الإعلاء أكثر من شأن المرأة داخل أروقة الوزارة، ومن هنا جاء قرار الوزير بإنشاء إدارة للواعظات، نظرًا لدور المرأة فى تربية النشء، واحتياج النساء المسلمات إلى الوعظ فى أمور الدين، حتى تستقيم شئون الأسرة، التى هى نواة المجتمع وعماده.
■ وكيف يتم اختيار الواعظات؟
وضعت الوزارة عدة شروط لقبول اعتماد الواعظة، أهمها أن تكون خريجة الأزهر أو معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، وذلك حرصًا منا على انتقاء النخبة والصفوة، ومن ثم يخضن المتقدمات إلى اختبارات فى المديريات، عبر أساتذة من جامعة الأزهر وامتحانهن فى الفقه والثقافة العامة ومن يجتاز المقابلة تتم الموافقة عليها.
■ وكم واعظة تم اعتمادها حتى الآن؟
ـ تقدم للمسابقة التى أجرتها الوزارة 1500 واعظة، تم تصفيتهن إلى 600، ومن ثم اعتمد الوزير الدفعة الأولى المكونة من 144 واعظة، تم توزيعهن على 19 محافظة من محافظات الجمهورية لإلقاء الدروس الدينية والرد على أسئلة النساء. فيما تبلغ الدفعة الثانية المقرر اعتمادها نحو 156 واعظة.
■ هل تزال الفرصة سانحة للتقدم إلى المسابقة؟
ـ نعم الباب ما زال مفتوحًا أمام خريجات الأزهر الموظفات، وخريجات معهد القراءات، وكذا معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، وذلك من خلال موقع الوزارة، لحين استكمال العدد المطلوب، حيث نستهدف خلال هذا العام اعتماد 2000 واعظة لتغطية المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية.
■ كيف وجدت هجوم البعض على قرار تعيين الواعظات بالمساجد الكبرى؟
ـ أقول لهم إن المرأة هى أول من تلقت الوحى على لسان النبى محمد –صلى الله عليه وسلم- وهى السيدة خديجة زوجته، وإن المرأة هى التى تلقى منها كبار الصحابة نصف الدين، وإن كثيرًا من النساء كن طبيبات ومحاربات فى أيام الغزوات، وأن سند البخارى أورد 30 مرأة، وأن كبار المقرئين تعلموا القرآن على يد النساء.
■ هل ستكون هناك مرجعية للواعظات من كتب معينة؟
ـ الواعظات بشكل أساسى سوف تكون مرجعياتهن فى الدروس الدينية هى خطب الجمعة الموحدة للوزارة، مع العلم أننا سوف نقوم بإعداد كتب وطباعتها إذا تطلب الأمر ذلك.
■ ما الأكثر الموضوعات التى ستحظى بالتناول والطرح فى دروس الواعظات؟
ـ دور المرأة فى الحفاظ على الحياة الأسرية، فإذا صلح حال المرأة صلح حال المجتمع، لأنها هى التى تخرج لنا الأجيال، والأسرة هى نواة المجتمع.
■ وماذا عن الموضوعات فى الدعوة النسائية فى رمضان؟
ـ تم التركيز على أهم العادات السيئة التى تمارسها المرأة فى رمضان، مثل الانكباب على مشاهدة المسلسلات الدرامية بشكل فج، والمفترض أن الناس تقبل على العبادة فى ذلك الشهر، وكذلك الإسراف فى الطعام.
■ كيف ترى إقبال النساء على صلاة التراويح فى مصر؟
ـ إقبال السيدات فى مصر على صلاة التراويح ظاهرة عظيمة ومحمودة، ولكن يجب ألا تكون على حساب الآخرين، فبعض النساء يصطحبن أطفالهن إلى المساجد ولا يستطعن التحكم فيهم، ما يترتب عليه حدوث حالة من الفوضى قد تنتقص من راحة المصليات وتركيزهن فى الصلاة، وعلى الواعظات أن يغتنمن فرصة إقبال السيدات فى مصر على صلاة التراويح لمناقشة أهم المشكلات الاجتماعية، حيث تكون المرأة أكثر استعدادًا فى رمضان لتقبل النصح.
