الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس من برلين: مصر ستظل وطناً لأبنائها دون تفرقة

الرئيس من برلين: مصر ستظل وطناً لأبنائها دون تفرقة
الرئيس من برلين: مصر ستظل وطناً لأبنائها دون تفرقة




كتب - أحمد إمبابى

واصل الرئيس عبد الفتاح السيسى نشاطه فى العاصمة الألمانية برلين حيث التقى المستشارة انجيلا ميركل أول أمس فى دار المستشارية فى برلين.. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية بأن المستشارة الألمانية أعربت عن سعادتها بزيارة الرئيس السيسى لألمانيا ومشاركته فى القمة التى تنظمها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، معربة عن تطلعها لخروج القمة بخطة عمل تدعم جهود التنمية المستدامة فى أفريقيا. وأشادت «ميركل» بمستوى التعاون المتميز بين مصر وألمانيا، معربة عن سعادتها بزيارتها الأخيرة لمصر فى مارس الماضى، ومؤكدة دعم بلادها لمسار الإصلاح الاقتصادى الذى تنتهجه مصر.

كما أكدت «ميركل» حرص الشركات الألمانية على زيادة أنشطتها فى مصر، وتعزيز الاستثمارات القائمة بالفعل. كما أشارت «ميركل» إلى أهمية دور مصر فى منطقة الشرق الأوسط، معربة عن تقديرها لما تبذله مصر من جهود فى التصدى للإرهاب، فضلاً عن دور مصر فى دفع عملية التسوية السياسية للأزمات القائمة بالمنطقة. كما أكدت المستشارة الألمانية استعداد ألمانيا لتعزيز التعاون مع مصر فى مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى تقديرها للجهود التى تبذلها مصر فى هذين المجالين.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السيسى أشاد من جانبه بالدور الذى تقوم به ألمانيا فى رئاسة مجموعة العشرين، ورحب بمبادرة الرئاسة الألمانية لتعزيز الشراكة مع أفريقيا ومساعدتها على دفع جهود التنمية، مؤكداً حرص مصر على التعاون مع الرئاسة الألمانية فى هذا المجال. وأشاد الرئيس بما تشهده العلاقات الثنائية من تطور متزايد، مشيراً إلى اللقاءات المتعددة بين قيادات الدولتين، وآخرها زيارة «ميركل» الناجحة لمصر، ومؤكداً حرص مصر على مواصلة العمل على تعزيز علاقات التعاون بين مصر وألمانيا على كافة الأصعدة. كما استعرض الرئيس تطور عملية الإصلاح الاقتصادى فى مصر، مشيراً إلى مواصلة تطوير البنية التشريعية والقانونية بهدف تسهيل إجراءات الاستثمار وتوفير المناخ الملائم له، ومؤكداً فى الوقت ذاته الحرص على تخفيف الآثار السلبية للإصلاح على المواطنين، لا سيما من خلال التوسع فى برامج الحماية الاجتماعية.
وذكر السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد تباحثاً حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة مكافحة الإرهاب، والتطورات الراهنة المتعلقة بقطر، فضلاً عن بحث سبل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، وخاصةً بالنسبة للأزمة الليبية، حيث أكد الرئيس فى هذا الصدد حرص مصر على ترسيخ الأمن واستعادة الاستقرار فى كافة أرجاء المنطقة والتوصل لتسويات سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دولها، وخاصة ليبيا وسوريا، وذلك انطلاقاً من مبادئ مصر الثابتة التى تستند إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة الإقليمية للدول، وسلامة كياناتها ومؤسساتها الوطنية، بما يصون مقدرات شعوبها. كما أكد الرئيس ضرورة تكثيف الجهد الدولى فى مواجهة الدول التى تقوم بتمويل ودعم الإرهاب وتوفير الغطاء السياسى والأيديولوجى له، مشيراً إلى ضرورة توجيه رسالة حازمة لهذه الدول إذا ما أراد المجتمع الدولى القضاء على الإرهاب بشكل كامل.
فى السياق ذاته  استقبل  الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح أمس بمقر إقامته بالعاصمة الألمانية برلين، زيجمار جابرييل وزير الخارجية الألمانى.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس أشاد بالعلاقات المصرية الألمانية الوثيقة، مؤكداً حرص مصر على الاستمرار فى تعزيزها والارتقاء بها إلى آفاق أبعد، وخاصة فى ضوء التواصل المتنامى بين مسئولى الدولتين خلال العامين الماضيين. كما أشاد الرئيس بمستوى التنسيق والتشاور بين الجانبين حول سبل مواجهة التحديات التى تفرضها الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتسوية الأزمات القائمة فى عدد من دول المنطقة. وأكد الرئيس فى هذا الصدد أن مشكلة الإرهاب لها أبعاد متعددة ولا يجب أن تقتصر مواجهته على الوسائل العسكرية والأمنية فقط، وإنما يجب أن تمتد لتشمل تجفيف منابعه من خلال الوقوف بحسم أمام الدول التى تقوم بتوفير الدعم المالى والسياسى له، فضلاً عن هدم الأسس الفكرية التى يستند إليها الإرهاب، وذلك من خلال تطوير وتحديث التعليم، فضلاً عن تصويب الخطاب الدينى لتعزيز القيم السمحة للأديان.
وأضاف المتحدث الرسمى أن وزير الخارجية الألمانى أعرب عن تقديره لما يربط مصر وألمانيا من علاقات قوية، مؤكداً تطلعه للعمل على دفعها قدماً وتطويرها على جميع المستويات. كما أكد وزير الخارجية أهمية دور مصر فى منطقة الشرق الأوسط، منوهاً إلى ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين بما يتواءم مع طبيعة التحديات التى تواجه المنطقة والعالم. وذكر وزير الخارجية أن الإرهاب بات يمثل ظاهرة عالمية، مثمناً دور مصر فى مواجهته بحسم.
وذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأوضاع الراهنة مع قطر، والأزمات القائمة فى المنطقة خاصة فى ليبيا، حيث استعرض الرئيس فى هذا الصدد رؤية مصر لتسوية تلك الأزمات بشكل سياسى وسلمي، بما يحفظ للدول سيادتها على أراضيها ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.
وفى نفس السياق استقبل  الرئيس عبد الفتاح السيسى بمقر إقامته فى برلين صباح أمس الأنبا دميان أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى ألمانيا.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس أكد خلال اللقاء أن مصر ستظل دائماً وطناً لجميع أبنائها دون تمييز، منوهاً إلى اعتزاز مصر بأبنائها المقيمين فى الخارج باعتبارهم سفراء للوطن يعكسون ما تحمله الشخصية المصرية من قيم أصيلة. كما أكد سيادته قوة النسيج الوطنى المصري، منوهاً إلى أن ضربات الإرهاب لن تنجح فى ضرب الوحدة الوطنية فى مصر. وأشار الرئيس كذلك إلى أن مصر تواجه الإرهاب بكل عزم وقوة، مؤكداً أن المصريين واعون تماماً بأهمية توحدهم صفاً واحداً، فى الخارج والداخل، فى مواجهة هذه الأعمال الإجرامية التى لا تقبلها الأديان ولا الإنسانية.
 كما أعرب الرئيس عن حرص الدولة على ترسيخ قيم المواطنة والتعايش المشترك، وذلك من خلال الممارسات الفعلية على أرض الواقع. وشدد على أهمية الدور المحورى للمؤسسات الدينية فى نشر أفكار التسامح والانفتاح، وتعزيز القيم الدينية السمحة، ودحض الأفكار الفاسدة للتطرف والإرهاب والتشدد.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الأنبا دميان أعرب عن سعادته بلقاء الرئيس، مشيداً بدوره فى استعادة الاستقرار والأمن فى مصر خلال السنوات الماضية. كما أكد الأنبا دميان قيام الكنيسة القبطية فى ألمانيا ببذل الجهد للتواصل مع المجتمع الألمانى لنقل الصورة الحقيقية عن الأوضاع فى مصر وتصحيح الأفكار الخاطئة فى هذا الشأن.
كما شارك الرئيس فى مائدة مستديرة دعت إليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بعنوان «الاستثمار فى البنية التحتية فى الدول الأفريقية»، وذلك بحضور الرؤساء الأفارقة المشاركين فى القمة التى تنظمها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، فضلاً عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ورئيس بنك التنمية الأفريقي، ورؤساء عدد من كبرى الشركات الألمانية.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية أن الجلسة شهدت مناقشات مفتوحة حول سبل تطوير وتحديث البنية التحتية فى القارة الأفريقية، وكيفية توفير التمويل اللازم لهذا الغرض، فضلاً عن استعراض التجارب الناجحة فى مشروعات البنية التحتية فى أفريقيا، وسبل تعزيز الاستثمارات فى هذا المجال، بما يحقق نقلة نوعية فى مستوى وكفاءة البنية التحتية فى أفريقيا. وفى هذا الإطار أكدت المستشارة الألمانية أهمية دور القيادات السياسية فى توفير الظروف الملائمة للاستثمار وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مشيدة بدور الرئيس فى التفاوض حول مشروعات شركة «سيمنز» فى مصر لإنشاء ثلاث محطات عملاقة لتوليد الكهرباء. وفى هذا الإطار أشاد جو كيزر رئيس شركة «سيمنز» بالتجربة الناجحة للتعاون بين الحكومة المصرية وشركته، مؤكداً أنها تمثل نموذجاً يحتذى به للشراكة بين القطاعين العام والخاص، فضلاً عن تطوير مهارات الكوادر الشابة، وتوفير مجالات عمل جديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف المتحدث الرسمى إن الرئيس السيسى أكد خلال الجلسة أن أفريقيا تتمتع بمقومات التنمية والنمو الاقتصادى، التى تتيح للقارة تحقيق طفرة تنموية إذا ما توفر التمويل اللازم. وأشار الرئيس فى هذا الإطار إلى احتياج القارة إلى آليات جديدة وغير تقليدية لتمويل بنيتها التحتية، منوهاً إلى الأهمية الكبيرة على سبيل المثال لإنشاء شبكة طرق وسكك حديدية تربط أرجاء القارة بعضها البعض، ومؤكداً أنه من خلال مثل هذه المشروعات يمكن إحداث نقلة كبيرة فى أفريقيا وتحقيق التنمية المنشودة. ودعا السيسى  مؤسسات التمويل الدولية والدول المتقدمة لتوجيه مواردها لتمويل مثل هذه المشروعات بالتعاون مع الحكومات الأفريقية ومن خلال قروض ذات شروط وإجراءات ميسرة. كما دعا الدول المتقدمة لتفعيل التزاماتها بموجب اتفاقية تغير المناخ من أجل تنفيذ مشروعات فى مجال الطاقة المتجددة فى القارة الأفريقية.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس السيسى أجرى عدة أحاديث جانبية مع رؤساء الدول الأفريقية المشاركين فى القمة تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والقارية ذات الاهتمام المشترك. كما أقامت المستشارة الألمانية عقب انتهاء الجلسة مأدبة إفطار على شرف الرؤساء الأفارقة، تم خلالها مواصلة النقاش حول الموضوعات التى تم تناولها خلال الجلسة.
وعلى هامش زيارة الرئيس  التقت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، والفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بجو كيزر، رئيس مجلس إدارة شركة «سيمنس» الألمانية.
وقالت وزارة الاستثمار والتعاون الدولى، فى بيان لها أمس الثلاثاء، إن كيزر استهل اللقاء بالتأكيد على أهمية زيارة الرئيس السيسى إلى ألمانيا فى ظل ما تشهده العلاقات المصرية - الألمانية من تطور مستمر فى مختلف المجالات، مؤكدا حرص شركة «سيمنس» على توسيع نشاطها فى مصر خلال الفترة المقبلة.
وأشادت نصر والفريق مهاب مميش بالتعاون القائم بين مصر وشركة «سيمنس»، خاصة مشروعات الشركة فى مجال الطاقة فى مصر، كنموذج يحتذى به للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص.
وبحث الجانبان مشروع إنشاء مركز تدريب فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتطوير النقل خاصة السكك الحديدية والنقل البحرى.
وأشارت نصر إلى سعى الحكومة للاستفادة من الخبرات الفنية الألمانية والاهتمام بالتدريب، وأعربت عن تقديرها لحرص الشركات الألمانية على العمل والاستثمار فى مصر، لافتة إلى المميزات التى تتمتع بها مصر كأحد أهم الدول الجاذبة للاستثمار، فضلا عن مشروع محور تنمية قناة السويس وما سيتيحه من فرص استثمارية كبيرة، حيث أصبحت مصر سوقا مفتوحة للاستثمار فى كل  المشروعات الكبرى، مؤكدة أن الحكومة حريصة على الإصلاحات التشريعية لتحسين بيئة الاستثمار، وأن يكون قانون الاستثمار الجديد داعما للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأكد الفريق مهاب مميش سياسة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس فى تشجيع المستثمرين على الاستثمار فى مشروع التنمية، من خلال السياسات التى تساهم فى التسهيل وتذليل الصعوبات أمام المستثمر.
وأعرب جو كيزر عن استعداد شركته للدخول فى مشروعات جديدة فى مصر وزيادة برامج التدريب بما يتفق مع أولويات برنامج عمل الحكومة ورؤيتها لتحقيق التنمية المستدامة.
وقد دار حديث، خلال زيارة الرئيس إلى ألمانيا، بين الوزيرة ورؤساء وممثلى شركات «ديا» و«مرسيدس» و«كناوف» الألمانية، حول زيادة استثماراتهم فى مصر خلال الفترة المقبلة، مشيدين بالإجراءات التى اتخذتها الحكومة لتحسين بيئة الاستثمار.