الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تفاصيل 39 ساعة أشغال سياسية واقتصادية شاقة فى برلين

تفاصيل 39 ساعة أشغال سياسية واقتصادية شاقة فى برلين
تفاصيل 39 ساعة أشغال سياسية واقتصادية شاقة فى برلين




أحمد باشا  يكتب من برلين

منذ لحظة وصوله مساء يوم الأحد الماضى، وحتى مغادرته برلين ظهيرة الثلاثاء قضى الرئيس عبدالفتاح السيسى 39 ساعة أشغال سياسية واقتصادية وأمنية شاقة لم يتوقف خلالها رغم ضيق الوقت وقلة ساعات النوم وازدحام جدول الأعمال وظروف صيام شهر رمضان الممتدة ساعاته هنا لأكثرمن 18 ساعة عن عقد اجتماعات مع فريق الإدارة المصرية المصاحب لسيادته وكذا فريق السفارة المصرية ببرلين ترتيبا وتجهيزا للقاء القمة الثنائية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وكذا مشاركة سيادته فى قمة أفريقيا - G20 وأيضا لقاءات ثنائية ممتدة مع المسئولين الألمان.
رغم وجود أكثر من زعيم ورئيس أفريقى هنا، إلا أن المستشارية الألمانية لم ترتب لقاءات ثنائية لميركل سوى مع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى والرئيس ألفاكوندى باعتباره رئيساً للاتحاد الأفريقى فى دورته الحالية.
اللقاء السادس بين السيسى وميركل فى غضون عامين ونصف العام والذى تجاوز الوقت المحدد سلفاً، يكشف الفارق بين اللقاء الأول الذى نجحت فيه القاهرة فى كسر جزء من سور برلين بعد فترة جفاء سياسى فى أعقاب ثورة 30 يونيو وإزاحة نظام الإخوان عن الحكم، وبين اللقاء الأخير الذى حسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة لـ«روزاليوسف» أنه كان ودوداً وغلب عليه التفاهم والاحترام المتبادل، لدرجة أن أحد الدبلوماسيين الألمان المشاركين والحاضرين لأغلب الفعاليات، وصف ما جرى بأنه بداية نشأة «كيميا» خاصة بين السيسى وميركل، وبدا هذا واضحاً فى التقارب والتفاهم بخصوص القضايا الثنائية بين البلدين والتى أخذت حيزاً كبيراً فى مباحثات الزعيمين وفى مقدمتها الوصول بالعلاقات إلى درجة الشراكة الحقيقية والعمل على تطويرها، وكذا ما طلبته مصر فيما يخص توطين التكنولوجيا والتعليم الفنى والذى أخذ أيضا حيزاً كبيراً من المفاوض المصرى، كما طفا على السطح تنسيق مشترك ومساعدة ومعاونة فى ملف تأمين وضبط الحدود عبر مساهمات ومساعدات ومعدات تكنولوجية حديثة لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وفى سياق متصل تسير فى العلاقات العسكرية الخاصة بتسليم بقية صفقة الغواصات الألمانية، كما هو متبع حسب الجدول الزمنى الموضوع مسبقا.
سيدة أوروبا القوية التى تستعد لانتخابات المسشارية بعد عدة أشهر تتفهم جيداً دور مصر كمركز ثقل فى منطقة الشرق الأوسط وجنوب المتوسط، كما أن الاستقرار السياسى والأمنى الذى تشهده مصر حاليا أهلها لتكون الطرف الفاعل والمؤثر للقيام بأكثر من دور فى المحيط الإقليمى والدولى وتبدى ذلك فى كون ألمانيا تعول على الدور المصرى فى ليبيا، مشيدة بالجهود المبذولة من جانب القاهرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ليبية تمثل كل الطيف السياسى هناك، وكذا التفاهم والتعاون فى وجهات النظر بضرورة إيجاد حل سياسى للأزمة فى سوريا، كما تطرقت المباحثات لقضية الإرهاب التى تشهد تطابقاً حول مفهوم ومواجهة الإرهاب، مهما تعددت المسميات تظل العقيدة ثابتة وضرورة مكافحة الدول الممولة والداعمة للتنظيمات الإرهابية وبالطبع يأتى فى مقدمتها قطر.
فى المقابل ورغم ابتسامته الرحبة التى يلتقى بها الرئيس السيسى المسئولين الألمان الذين توافدوا على مقر إقامته، إلا أنه كان قادراً على فرض أولوياته بهدوء على جدول الأعمال باعتباره قارئا جيداً للملف المصرى - الألمانى والملفات الإقليمية وقدرته على استخدام قاعدة المصالح المشتركة بأدوات مرنة ولديه وقت الضرورة بدائل تكتيكية تقود لنفس الهدف.
الرجل الذى يجيد استخدام المقارنات التاريخية فى اللحظة المناسبة والمنطق السياسى البراجماتى، لا يضيع وقته فيما لا يفيد، ولا يقول إلا ما يتوجب قوله بصياغات لها معانٍ محددة ولا يرى نصب عينيه إلا مصلحة الوطن وبوصلته موجهة بدقة على احتياجات مصر الآن وفى المستقبل.
فى السياق ذاته كان أن عرض رئيس شركة سيمنز تجربة شركته للعمل فى مصر كنموذج يحتذى وقابل للتجربة والتكرار فى الدول الإفريقية، حتى لوضع مشروعات أقل ضخامة من تلك التى تتولاها فى مصر.
فى كل مناسبة لا يفوت الرئيس المصرى فرصة لتقديم بلاده ووجهة نظرها وعرض ميزاتها حتى خلال حفل الإفطار الرمضانى الذى أقامته المستشارة الألمانية ميركل لضيوفها من زعماء ورؤساء الدول الإفريقية، والذى اشتمل على قائمة طعام مشهورة فى المطبخ الألمانى وبعض الفواكه الطازجة.