الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزير أوقاف فلسطين فى حوار لـ«روزاليوسف»: نعيش أجواء رمضانية مفعمة بالمحبة بطعم الاحتلال

وزير أوقاف فلسطين فى حوار لـ«روزاليوسف»: نعيش أجواء رمضانية مفعمة بالمحبة بطعم الاحتلال
وزير أوقاف فلسطين فى حوار لـ«روزاليوسف»: نعيش أجواء رمضانية مفعمة بالمحبة بطعم الاحتلال




حوار – عمر حسن


يجمع شهر رمضان الكريم شتات المسلمين من جميع بقاع الأرض، فيوحدهم بالصيام وصلاة التراويح، وما إلى ذلك من شعائر تزيد من ترابط المسلمين، ولكل دولة طقوسها الخاصة فى الاحتفال بذلك الشهر، كما تفرض أيضًا الظروف داخل كل دولة إسلامية طبيعة لذلك الاحتفال، ومن بينهم دولة فلسطين المحتلة، التى ما زال يهنأ أهلها بمعايشة روحانيات الشهر الفضيل رغم النكبات التى تحل بهذا الشعب، والتى لم تزدهم إلا إخاءً وتماسكًا، ليس فقط بين المسلمين وبعضهم، وإنما بين المسلمين والمسيحيين على الأراضى المحتلة.
وفى ضوء الاحتفال بشهر رمضان، التقينا وزير أوقاف دولة فلسطين، الشيخ يوسف إدعيس، وتحدثنا معه عن طبيعة احتفال الفلسطينيين بهذا الشهر، وقضايا أخرى تخص التلاحم العربى فى مواجهة الإرهاب، ومواجهة مخاطر الفكر الإلحادى على الدول العربية والإسلامية، وإلى نص الحوار.
■ ما أهم مظاهر الاحتفال برمضان فى دولة فلسطين؟
ـ لكل دولة عادات فى شهر رمضان المبارك تميزها عن غيرها من الدول، وفى المجتمع الفلسطينى المسلم تتشابه كثير من العادات مع عادات الشعوب الإسلامية، النابعة من الإسلام العظيم، ففى رمضان يزداد الكرم والجود، وتزداد العلاقات الاجتماعية تحسنا، ويمكننى أن أقول لك إننا نعايش أجواء رمضانية مفعمة بالمحبة والتعاون، مثل أى دولة إسلامية رغم ممارسات الاحتلال الإسرائيلى التى تفرق بين المدن وبضعها.
■ كيف تتعامل قوات الاحتلال مع المصلين فى المسجد الأقصى؟
ـ تمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة التراويح، كما تمنع المسيحيين أيضًا من الوصول إلى كنيسة القيامة، فالاحتلال الغاشم لا يفرق بين فلسطينى مسلم أو فلسطينى مسيحى، هو فقط يريد تهويد كل شىء على أرض فلسطين.. والقدس تحتاج إلى وقفة شجاعة من الأمتين العربية والإسلامية للضغط على إسرائيل لوقف استهداف المقدسات والشعب الفلسطينى، فالصمت العربى والإسلامى يؤدى إلى زيادة سلطات الاحتلال فى الاعتداء والهيمنة على المسجد.
■ إذن ما طبيعة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى فلسطين؟
ـ العلاقة قوية ومتينة جدا، لأننا نعيش فى خندق واحد، فالمسيحيون لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وهذا ليس بجديد علينا كفلسطينيين، وحينما تأتى أعياد الميلاد تجد عددًا كبيرًا من المسلمين يشاركونهم، ويشاركوننا أيضا، فلدينا نسيج اجتماعى نتباهى به أمام دول العالم.
■ كيف استقبلتم رد فعل الكنائس برفع الأذان بعد منعه من قبل سلطات الاحتلال؟
ـ احترمنا هذا التصرف الذى قامت به الكنيسة، وهذا ينُم عن وحدة الشعب الفلسطينى، فعندما يحدث اعتداء على كنيسة تجدنا جميعا نذهب للكنيسة للتضامن واستنكار ما يحدث، وبالنسبة للمسيحيين حينما يحدث اعتداء على المساجد يتحركون ويعلنون التضامن والوقوف بجانبها.
< ما رأيك فى دعوات البعض بتحريم زيارة المسجد الأقصى لكونه تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلى؟
ـ رأى مجابه للصواب، والمسجد الأقصى فى حاجة إلى شد الرحال إليه من أجل الحفاظ على هويته الإسلامية، وإعطاء صورة للعالم أن الأقصى ليس فقط للفلسطينيين بل للعالم بأكمله، وإن كان هناك قيود إسرائيلية يجب أن يتحدوها ولا يعتبر ذلك تطبيعًا، ولكن عدم زيارة القدس يحقق رغبة إسرائيل.

قضايا أخرى
■ وزارة الأوقاف المصرية تطبق نظام الخطبة الموحدة.. فما هو الحال لديكم؟
ـ لدينا أيضا خطبة موحدة تراعى الفعاليات الوطنية والدينية وما يتطلبه المجتمع من موضوعات مهمة، ونحن نطبق ذلك منذ سنين، ونجحنا فى ذلك نجاحا كبيرًا.
■ ما طبيعة علاقتكم بالمؤسسات الدينية فى مصر؟
ـ هناك تواصل فيما بيننا عند وقوع أحداث معينة فى القدس، ونحترم دورها فى المؤتمرات الدولية إذ يكون لها رأى وتعاطف فى دعم القضية الفلسطينية العادلة، ونتمنى أن تدعو وزارة الأوقاف المصرية المصريين إلى زيارة القدس.
كما يوجد تعاون بيننا فى مجال الدعوة والإرشاد، ولا ننسى مكانة الأزهر الشريف فهو القبلة المرجعية العليا لكل المؤسسات الدينية فى العالم العربى والإسلامي، وكان له دور بارز فى دعم قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
■ هل هناك موضوعات مشتركة ينبغى أن يركز عليها الخطاب الدينى فى الدول العربية الإسلامية؟
ـ طبعًا، فالظروف العصيبة التى تمر بها الدول العربية تحتاج إلى التوحد والتشاور الدائم لمواجهة الإرهاب الذى يضرب الكثير من الدول العربية، ويشوه صورة الإسلام لدى المجتمعات الغربية، على اعتبار أنه دين إرهاب، ودورنا أن نصحح تلك المفاهيم الخاطئة، وننشر الصورة المشرقة عن الإسلام المتسامح المعتدل.
■ إلى أى مدى يمكن أن يساهم الإعلام فى تجديد الخطاب الدينى؟
ـ مبدئيًا كل دولة لها نهجها فى تجديد الخطاب الدينى، ونحن فى فلسطين نركز فى خطتنا على المشاكل الداخلية، والموضوعات الاجتماعية التى يحتاجها المواطن، فتتولد بالتالى وحدة فى الفكر والرأى.. ومن جانبه يمكن أن يركز الإعلام على إثارة الموضوعات التى تشغل حيزًا من تفكير المواطن داخل كل دولة، ويسعى إلى حلها وعلاجها بالتشاور مع أهل العلم المتخصصين فى أمور الفتوى والدعوة الإسلامية.
■ كيف ترى حال الفتوى الإسلامية فى عالمنا العربى؟
ـ الفتوى فى أى دولة عربية إسلامية تصدر بما يتلاءم وينسجم مع متطلبات الواقع، لكن هناك من يقلدون أنفسهم مُفتون من أصحاب الفكر المتطرف، ومن ثم يطوّعون الأدلة والنصوص الدينية، بعد أن يتجزئونها من السياق العام؛ لخدمة أفكارهم وأغراضهم، وعليه ينبغى أن تتحرى وسائل الإعلام الدقة فيمن تستضيفهم للظهور على الشاشة أمام الملايين لإبداء الفتوى، فالبعض منهم غير عالم بأصول الفتوى، وآخرون قد يخدمون بفتاواهم أغراضًا خبيثة.
■ ما تعليقك على زيادة نسبة الإلحاد فى الوطن العربى؟
ـ ربى هو الحامى الأول والأخير للإسلام ولأهله، ومهما كان من مخططات لنشر الأفكار الإلحادية فإن الله لها بالمرصاد، فهؤلاء الشباب يقعون فريسة لأفكار مسمومة تبثها عقول متربصة بالإسلام، وتستغل فترة الضعف التى أصابت الدول العربية الإسلامية، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لزرع تلك الأفكار المنافية لتعاليم الدين، وتتعمد إيهام بعض المسلمين بنقاط ضعف فى الإسلام، فيسارعون بالخروج منه، بل إنكار وجود إله والعياذ بالله، ومواجهة الفكر لا تكون إلا بالفكر.
■ فى مصر رفض الأزهر التصديق على مشروع قانون بإلغاء الطلاق الشفوى.. كيف نقلل إذن من نسبة الطلاق فى المجتمعات الإسلامية؟
ـ لكل دولة مشاكلها الداخلية، وعندما تصدر فتوى فإنها تتفق مع طبيعة معالجة تلك المشكلة، والأزهر ارتأى عدم شرعية إلغاء الطلاق الشفوى فى مصر، وعليه ينبغى أن نركز على الأسباب الحقيقية التى ترفع من معدلات الطلاق فى العالم العربى الإسلامى بشكل عام، وفى الأغلب هى أسباب اجتماعية لا تنفصل عن الدين، وعلاجها يكون اجتماعيًا دينيًا، عن طريق إعادة بناء مفهوم مقومات الحياة الزوجية السليمة، من خلال حلقات نقاشية تبثها القنوات الإعلامية المختلفة، وغير ذلك من حلول قد تساهم فى خفض نسبة الطلاق إلى حد معقول بالدول العربية الإسلامية، وليس فى مصر فقط، فمن الملاحظ أن نسبة الطلاق أصبحت مرعبة فى الكثير من الدول العربية، وينبغى أن نتعامل مع تلك الإحصائيات بعين الاعتبار، لأن الحفاظ على نسيج الأسرة، هو جزء من الحفاظ على نسيج المجتمع ككل، باعتبارها نواة المجتمع.
■  أخيرًا ما الكلمة التى تريد توجيهها  للأمة الإسلامية؟
ـ اسأل الله أن يوحد صف الأمة الإسلامية وأن يوطد المحبة والألفة فيما بينها، وأن يزيل العداء الذى يحاول البعض إثارته داخلها فتتشتت وتذهب ريحها، وهذا ما لن يحدث بإذن الله طالما نحن على قلب رجل واحد.