الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فتح مكة رد على من يدعون دموية الإسلام والمسلمين

فتح مكة رد على من يدعون دموية الإسلام والمسلمين
فتح مكة رد على من يدعون دموية الإسلام والمسلمين




 فى «ذكرى فتح مكة» يظهر العديد من الرسائل والذى يؤكد دائما سماحة الإسلام وإقراره مبدأ التعايش، واحترام العهود حتى مع غير المسلمين، وبقى علينا أن نسترجع تلك الرسائل التى تحملها ذكرى فتح مكة لنرد بها على أعداء الإسلام الذين يروجون من وقت لآخر ان الإسلام دين لا يعترف بالآخر، وانه يدعو للعنف مع كل من يخالفه.
فمن جانبه أكد الشيخ جابر طايع وكيل أول الوزارة رئيس القطاع الدينى أن  فتح مكة يظهر قوة الإسلام  ومدى سماحته حتى مع الغلبة، وقال إن صلح الحديبية كان إرهاصًا لفتح مكة، وأن الحِلف الذى كان يعقد بين القبائل يوجب للحليف النصرة، ورد البغى، مشيرًا إلى أن قبيلة خزاعة التى دخلت فى حلف النبى (صلى الله عليه وسلم) قد أغارت عليها قبيلة بنو بكر حليف قريش.
وأوضح أن هذا يُعَدُّ نقضًا للعهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعدوانًا ظاهرًا على حلفاء المسلمين الذين تلزمهم نصرتهم، فبعث النبى (صلى الله عليه وسلم) إلى قريش ليستوثق الخبر ويخيرهم فى دفع دية قتلى خزاعة، أو البراءة من حلف بنى بكر الذين غدروا بخزاعة، أو بقطع الهدنة وإعلان الحرب، فاختاروا القتال، وبذلك برئت ذمة المسلمين بإقامة الحجة على قريش، وهذا يبرز التزام المسلمين بعهودهم مع غيرهم من غير المسلمين ونصرتهم والدفاع عنهم خاصة إن كانوا شركاء فى الوطن.
فيما أكد الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية والأستاذ بجامعة الأزهر  أن فتح مكة كان نصرا متفردا فى نوعه على مدى التاريخ الإنسانى وصفه الله بالفتح المبين، وأعاد الله به حال المسلمين السابقة قبل الخروج من دارهم وهم أشد قوة وعددا وكرامة، كما كان الرسول عليه السلام فاتحا عظيما، فى تلك الموقعة حيث حقق النصر دون إراقة دماء.
وأضاف إن فتح مكة شدد كذلك على دور المرأة فى المجتمع ومشاركتها فى تنميته، وعلى اهتمام الإسلام بالأمن والأمان والسلام وقيم التسامح والرحمة وعدم إجبار أحد على الدين الإسلامى، واستعاد به المسلمون وضعهم وانتصروا على عدوهم.
وطالب النجار بالاستفادة من دروس فتح مكة لتحقيق تقدم المجتمعات الإسلامية ونهضة شعوبها والاهتمام بقيم التسامح والتراحم والبعد عن المشاحنة والغلو والتشدد.
وعن الدروس المستفادة من فتح مكة  أوضح الشيخ محمد الدومى إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود بالقاهرة أن من أعظم الدروس المستفادة من الفتح الربانى الذى استبشر به أهل السماء مع أهل الأرض: إثبات صدق بعثة النبى (صلى الله عليه وسلم) حيث رأى النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه يعتمر بمكة، وقد سجل القرآن الكريم هذا التأييد الإلهى للنبى (صلى الله عليه وسلم) بقوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}، مشيرًا إلى أن هناك دروسًا عديدة تثبت رحمته (صلى الله عليه وسلم) وترجمته العملية للعفو، تتجلى رحمته (صلى الله عليه وسلم) عندما سمع سيدنا سعد بن عبادة الأنصارى رضى الله عنه وأرضاه يقول، عندما مر بأبى سفيان فى كتيبة الأنصار: «اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشاً» ولما وصل الخبر لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، استنكره، وأرسل إلى سعد ونزع منه اللواء، ودفعه إلى ابنه قيس، ورأى أن اللواء لم يخرج عن سعد إذ صار إلى ابنه. وردت هذه الكلمة الخالدة على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «اليوم يوم المرحمة، اليوم يعز الله قريشاً، ويعظم الكعبة» ويصلى النبى (صلى الله عليه وسلم) فى جوف الكعبة ويقف المسلمون، وأهل مكة، كل يٌحمل ذكرياته فيقول النبى (صلى الله عليه وسلم): ما تقولون وما تظنون؟ قالوا: نقول: ابن أخ، وابن عم، حليم، رحيم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أقول كما قال يوسف: «لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين»، حتى مع من أهدر دمه وجاء مستعطفًا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عفا عنه أيضًا، فتجسد العفو النبوى عمليًا  فى هذا اليوم المبارك.