سرج ودرع يكشفان رحمة الحضارة الإسلامية بالحيوان
علاء الدين ظاهر
كتب - علاء الدين ظاهر
إذا كان رمضان شهر الرحمة والمغفرة، فإنه فرصة كى نعرف أن الحضارة الإسلامية عرفت الرحمة بكل معانيها، وأنها لم تقتصر على الإنسان، بل الرحمة بالحيوان ولأقصى درجة، حتى أنه كان يتم الاهتمام بزينة الحيوانات، كما إنه فى الحروب تصنع أشياء وأدوات خاصة بالأحصنة لحمايتها من ضربات السيوف.
وقد رصدنا خلال جولتنا فى المتحف الإسلامى آثارا وتحفا فنية تؤكد هذا المعنى، ومنها غطاء سرج حصان من القطيفة والحرير وموشى بخيوط الفضة، ويرجع تاريخه إلى «تركيا - العصر العثمانى..القرن 10هـ/16م»، ورقم الحفظ 12027 فى القاعة رقم 20 بالمتحف.
وتبرهن هذه التحفة الفنية على قيمة الرحمة عند المسلمين، حيث أنتج الفن الإسلامى العديد من التحف الفنية لحماية الحيوانات والاهتمام بها، وعلى الرغم من أنها غطاء سرج كان يوضع على ظهر الحصان، إلا أننا نجد أن الفنان قد اعتنى بزخرفته وصنعه من القطيفة والحرير وأسلاك الفضة، وذلك يؤكد بما لا يدع مجالا للشك فلسفة الجمال والرحمة والعطف على الكائنات الحية فى الحضارة الإسلامية.
وهناك أيضا درع لوقاية وجه الحصان من النحاس «المكفت بالذهب والفضة» مصر - العصر المملوكى.. القرن 8هـ/ 14م، ورقم الحفظ 15138 فى القاعة 14 بالمتحف، حيث عرف الفن الإسلامى العديد من التحف الفنية المخصصة لحماية الحيوانات كسروج الخيول والدروع، وتُبرهن هذه التحف على الجانب الإنسانى والسمو الأخلاقى عند المسلمين الذى تمثل فى الرفق بالحيوان وحمايته، وقد زُخرفت هذه التحفة بالعديد من النصوص الكتابية بخط النسخ المنفذة بالتذهيب.