الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واعظات الأوقاف يروين حكاياتهن مع الدعوة

واعظات الأوقاف يروين حكاياتهن مع الدعوة
واعظات الأوقاف يروين حكاياتهن مع الدعوة




كتب - عمر حسن

اجتمعن على حب الدعوة الإسلامية ونشرها بالمساجد، غير منتظرات لمقابل مادى، وإنما كن يبغين الأجر والثواب من عند الله، ولكل منهن قصة مع دخول المجال الدعوى، الذى أضفى على حياتهن نورًا وبركة فى الرزق، راجين أن تُكلل جهودهن بالنجاح، وأن تظهر آثارها على المجتمع، على اعتبار أن الإسلام هو دين ودنيا، ودستور حياة لا تستقيم الأسرة المسلمة إلا إذا سارت على نهجه.

وبما أن الأسرة هى نواة المجتمع، انطلقن فارسات الدعوة فى  المساجد منذ سنوات كثيرة، كل منهن تسعى قدر استطاعتها فى وعظ مثيلاتها من النساء فى كافة مناحى الحياة، أما الآن ومع صدور قرار وزير الأوقاف بتعيين عدد من الواعظات فى المساجد الكبرى، أصبحت هناك مظلة تتوحد تحتها الجهود، وبالتالى سارعت الواعظات لدخول تلك المسابقة التى نظمتها الوزارة، وبعد الخضوع للاختبارات العملية والنظرية، فُزن بمقاعد رسمية على كرسى الواعظة، تحت إِشراف الوزارة، ممثلة فى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
«روزاليوسف» التقت عددًا من الواعظات اللاتى تم اعتمادهن بوزارة الأوقاف، واللاتى روين حكاياتهن مع المجال الدعوى التى بدأت قبل سنوات بشكل فردى، وتستمر الآن فى شكل جماعى بالمساجد الكبرى على مستوى الجمهورية.
تبدأ الدكتورة يمنى أبو النصر بالحديث فتقول: «أعمل معالجًا نفسيًا وسلوكيًا، وبدأت العمل فى الدعوة بالمساجد منذ عدة سنوات، وكانت مجرد مجهودات فردية، لكن بمجرد أن علمت بمسابقة وزارة الأوقاف تقدمت لاجتياز الامتحان والمقابلة الشخصية منذ عام تقريبًا، وتم اختيارى ضمن الدفعة الأولى للواعظات».
تتابع «أبو النصر» بقولها: «الآن أصبحت لدينا مرجعية وتوحيد للمنهج والفكر، حيث سيتم التركيز على بعض القضايا المعاصرة التى تؤرق مجتمعنا».
وفى نفس السياق تروى سحر مجدى، حكايتها مع المجال الدعوى، التى بدأت بدخولها معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، فتقول: «بدأت طبعًا فى مجال الدعوة كمجهود فردى تطوعى بعدد من المساجد، لكن نالت فكرة توحيد المنهج من جانب وزارة الأوقاف إعجابى وقررت أن أنضم لركب الواعظات الجدد تحت مظلة الأوقاف»، وتتابع: «زوجى لم يعترض إطلاقًا على عملى كواعظة بالمساجد، بل أبدى استحسانًا، وقرر دعمى لذلك، رغم أن الموضوع تطوعى ولن أحصل منه على أجر حتى بعد التعيين»، موضحة أنها اختارت فى استمارة القبول بالأوقاف عدم حصولها على أجر، حيث تخير الوزارة الواعظات بين الحصول على مقابل مادى، أو عدم الحصول والعمل بشكل تطوعى، ويصل المقابل المادى إلى ألف جنيه أو أكثر، على حسب الخبرة فى المجال الدعوى، ولكن يُمنح ذلك الأجر للراغبات فقط.
أما فاطمة محمد عبدالمنعم، فهى كبيرة أخصائيين بوزارة التربية والتعليم، قررت قبل سنوات طويلة أن تخوض فى مجال الدعوة، وتسخر حياتها لخدمة الإسلام، من خلال وعظ النساء فى دروس تلقيها بعدد من المساجد دون مقابل، وتسعى من خلال انضمامها لوزارة الأوقاف إلى تحقيق عدد من الأهداف، فتقول: «جاء الدين الإسلامى لتنظيم حركة الناس فى الحياة، دون أن يتصادم مع أحد، لذا أسعى من خلال انضمامى لواعظات الأوقاف إلى التركيز على الفهم الصحيح للدين، بل وتطبيقه بشكل سليم، لأن تقويم السلوك فى المساجد سوف ينعكس حتمًا بصورة جيدة على المجتمع»، وتتابع: «سنركز أيضًا على قضايا شبابية كثيرًا ما عانى منها مجتمع الشباب تحديدًا مثل الزواج العرفى فى الجامعات، بجانب قضية الطلاق وارتفاع نسبته بشكل مخيف»، وتختتم: «الدين ليس شعارات ترفع فى المساجد، بل هو تعامل وفهم صحيح، وتطبيق مثمر».
من جانبها تؤكد دينا محمد، خريجة معهد إعداد الدعاة، والتى تعمل بالمجال الدعوى منذ 15 عامًا، أن أى عمل جماعى يكون له تأثير أقوى من العمل الفردى، وعن ضرورة قرار الوزارة بتعيين واعظات جُدد بالأوقاف تقول: «هناك أمور كثيرة وقضايا خاصة بالسيدات، قد يستحيل من مناقشتها مع الرجال، بينما يكون الأمر أكثر يُسرًا وتلقائية إذا ما تمت مناقشتها مع واعظة، تعرف دخليات المرأة ومتطلباتها».
تلتقط منال محمود صفوت زمام الحوار لتعرف نفسها قائلة: «تخرجت من معهد إعداد الدعاة فى عام 2003، وسلكت طريق الدعوة فى المساجد دون مقابلة»، وتتابع: «دورى هو توليف الحياة بين أفراد الأسرة الواحدة، ومحاولة جعل المجتمع على قلب رجل واحد، وتعريف المرأة بأن الدين شىء أساسى فى حياتها، تجنبًا للتمزقات التى تحدثها الأمراض الاجتماعية فى الأسرة المصرية»، وتستطرد: «لست ضد أن تعظ المرأة الرجل، ولكن هل سيقبل هو بالنصحية؟».
أما نجوى عزت، فهى خريجة معهد إعداد الدعاة، دفعة 2007، دخلت إلى ذلك المجال بتشجيع من أبويها، حيث تعلمت القرآن الكريم وحفظته كاملًا، وتمنت أن تعلمه لسائر الناس، فتقول: «من ذاق حلاوة طعم الطاعة يرغب فى أن يذوقها كل مسلم»، مضيفة: «زوجى رجل أعمال ولم يعارض فكرة عملى بالمجال الدعوى.. على العكس دعمنى لدخول مسابقة الأوقاف».
تستطرد نجوى فى حديثها: «وزارة الأوقاف انتصرت للمرأة، ودفعت بها إلى صفوف القائمين على تجديد الخطاب الدينى جنبًا إلى جنب، وسوف يظهر أثر ذلك فى كل المجالات بإذن الله».
من جانبها تقول الدكتورة أسماء جمعة الخولى: إن وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، اختارها لتكون مسئولة عن ملف الواعظات، موضحة: «أراد الوزير أن تكون المسئولية لسيدة، تيسيرًا للتواصل مع الواعظات».
وتتابع: «سوف يكون هناك دورات تدريبية لجميع الواعظات فور اعتمادهن، ونعمل حاليًا على تحديد مواعيد الدروس فى المساجد، كما نعكف على البحث فى الموضوعات المهمة وتحديد آلية مناقشتها، فضلًا عن إعداد كتب منهجية خصيصًا لذلك إذا تطلب الأمر».
وردًا على الهجوم الذى تعرض له قرار الوزير بتعيين واعظات بالأوقاف من جانب بعض مشايخ السلفية تقول: «اعتراض السلفيين على عمل المرأة بشكل عام وليس الواعظات فقط، مع العلم بأن أمهات المؤمنين كن يدرسن».
وعن أهم القضايا التى تركز عليها الدعوة النسائية فى رمضان أوضحت: أن غالبية الموضوعات شملت كيفية تحقيق المرأة للصوم الصحيح، فالصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو صوم عن الغضب والسب والذم والنميمة، فإذا لم تسفر العبادة عن سلوك أخلاقى فما فائدتها؟».
وأكدت أن أكثر ما يعيب المرأة فى رمضان هو إسرافها فى إعداد ولائم الطعام، بجانب  جلسات النميمة التى تبدأ مع المسلسلات الدرامية.. كل ذلك بخلاف اصطحاب المرأة لأطفالها فى صلاة التراويح مما يكدر على المصلين صفو صلاتهم فى كثير من الأحيان.. يجب أن نقدم صحيح الدين فى رمضان حتى تكون الصورة مشرفة».