الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الاختلاط فى صلاة العيد محظور شرعاً

الاختلاط فى صلاة العيد محظور شرعاً
الاختلاط فى صلاة العيد محظور شرعاً




كتب - عمر حسن


 فى كل عيد ترصد الكاميرات اختلاطاً بين الرجال والنساء فى صلاة العيد بحجة ازدحام المصلى، بل إن بعض النساء يذهبن لصلاة العيد وقد وضعن مساحيق التجميل وملابس لا تليق بالصلاة ، وهو الأمر الذى لا يليق بالاحتفال بنهاية شهر رمضان الكريم.
وحول ذلك الأمر شدد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة والفقه المقارن بجامعة الأزهر، على ضرورة الفصل بين الرجال والنساء فى صلاة العيد، مؤكدًا أن ذلك الاختلاط «لا يجوز شرعًا»، ومستشهدًا بما كان يفعله الرسول –صلى الله عليه وسلم- حينما كان يفرغ من أداء صلاة العيد وإلقاء الخطبة، حيث يذهب إلى مصلى النساء ليختصهن بعظة، وهذا إن دل فإنه يدل على أن النساء لا بد أن يكون لهن مكان خاص لتأدية صلاة العيد بعيدًا عن أعين الرجال.
وأضاف «كريمة» فى تصريحات خاصة لـ «روزاليوسف»: إنه من المكروه أن تؤدى المرأة صلاتها بمساحيق التجميل، ولكن هذا لا يعنى أن صلاتها غير مقبولة، حيث إنه لم يرد نص شرعى يقر ببطلان الصلاة بمساحيق التجميل.
وأشار أستاذ الشريعة والفقه المقارن إلى ضرورة حضور خطبة العيد، لأن فيها خير وبركة كما قال الرسول –صلى الله عليه وسلم- متسائلًا: «لماذا ينصرف المصلون مباشرة بعد أداء الصلاة؟.. فهل الخطبة ستعطلهم عن الاحتفال مثلًا!».
وشدد «كريمة» على أن الترويح عن النفس فى العيد لا بد أن يأتى فى إطار الآداب الشرعية، بعيدًا عن الرقص بين الفتيات والشباب على السماعات الصاخبة أو شرب المحرمات وما شابه ذلك.
وفى سياق متصل أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر أن الاختلاط فى العموم حرمه الدين الإسلامى، فما بالك بالصلاة؟ مستنكرًا ما يحدث بالمساجد فى صلاة العيد التى تجمع بين الرجال والنساء فى صفوف واحدة، حيث إن النساء يجب أن يصلين خلف الرجال إذا لم يكن هناك مكان خاص بهن.
وأشار فؤاد إلى أن الصلاة التى يجتمع فيها الرجال والنساء باطلة ولا يجوز انتشارها، حيث إن النساء فى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم كن يصلين خلف الرجال ويرحلن من المساجد سريعًا قبل الرجال تجنبًا لاختلاطهم فى طريق العودة لمنازلهم.
ومن ناحيته استشهد الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالجامع الأزهر، بحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حينما قال: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها»، وذلك حتى لا تختلط المرأة بالرجال أثناء الصلاة وتحدث فتنة نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم.
ودعا رئيس لجنة الفتوى الأسبق النساء للالتزام بالاحتشام عند الخروج لأداء صلاة العيد، وكذلك عدم التعطر أو التزين، وأن يختفين عن أعين الرجال قدر المستطاع.
وعن أدبيات الاحتفال بصلاة العيد قال «الأطرش»: «يبدأ المسلم ليلة العيد بالذكر والاستغفار والابتهال والدعاء عملًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»، وتابع: «يخرج المسلم فرحًا سعيدًا لأداء الصلاة بعدما أعانه الله على صيام رمضان فصامه، وقيام ليله فقامه، وعلى قراءة القرآن فتلاه».
واستطرد رئيس لجنة الفتوى الأسبق قائلًا: «يذهب المسلم إلى المسجد فى سكينة ووقار ويؤدى صلاته فى الخلاء إذا أتيح ذلك، وإن لم يستطع يؤدى صلاته فى المسجد»، موضحًا أن صلاة العيد يشهدها الرجال والنساء والأطفال والحُيّض.
واختتم قائلًا: «فرحة عيد الفطر تكمن فى أداء صلاته، على عكس فرحة عيد الأضحى التى تتمثل فى الأضحية وتكبيرات أيام التشريق الثلاثة عقب الصلوات الخمس عشرة فهى أيام الطعام والشراب»، وتابع: «نتمنى عدم حدوث التجاوزات فى الاحتفال بالعيد مثلما يفعل البعض كل عام، فلا يجوز الاحتفال به بالرقص والملابس الخليعة والانكباب على الملاهى الليلية».
الجدير بالذكر أن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى أكدت فيها أنه ينبغى الفصل بين الرجال والنساء فى صلاة العيد، وكذلك فى سائر الصلوات؛ درءًا للفتنة، وهذا ما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما وقوف النساء بجانب الرجال فإنه يجعل صلاتهم مكروهة بل تبطل صلاة الرجل إذا صلى بجانب المرأة عند الحنفية، ولذا سار العمل على أنَّ صلاة الرجال تكون فى أماكن مخصصة لهم وصلاة النساء فى أماكن أخرى خصصت لهنَّ، أو على أَنْ يكون بينهما فاصل أو حاجز».