الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

التنمية ضلت طريقها إلى قرية «المضل» ببنى سويف




لم استغرب عندما اخبرنى المسئولون فى مجلس مدينة ببا انهم لا يعرفون بأن هناك قرية اسمها "المضل"ضمن اختصاص مسئولياتهم رغم ان تقرير التنمية البشرية الصادر عن الامم المتحدة صنفها ضمن افقر 10 قرى ليس فى بنى سويف فقط وانما على مستوى جميع قرى الجمهورية، الطريق اليها صعب ويستوجب ان تستقل جميع انواع المواصلات البرية والبحرية للوصول الى هذه القرية المنسية فى حضن الجبل الشرقى حيث يعيش بها نحو 4600 مواطن فى منازل تم إنشاؤها بالطوب اللبن ومحرومة من جميع  الخدمات فلا مرافق أو كهرباء أو مياه شرب أو صرف صحى ولا تعليم او صحة.

المشكلة الاساسية فى هذه القرية هى عدم تشغيل الوحدة الصحية على الرغم من وجود مبنى تم انشاؤه منذ 10 أعوام يطلقون عليه الوحدة الصحية.
 
 
يقول محمد منصور مدير جمعية تنمية المجتمع المحلى بالقرية : نعيش هنا فى منفى اجبارى فرضه علينا موقع القرية والاهمال الحكومى فالقرية لم يزرها اى مسئول او محافظ أو برلمانى سواء وطنى او اخوانى اللهم الا اللواء احمد زكى عابدين عام 2007 لافتتاح محطة مياه شرب نقالى لا تعمل سوى 3 ساعات فى اليوم فقط لانعدام الصيانة بها مما يضطرنا لشرب مياه الترع والطلمبات الحبشية ما أدى إلى تزايد الأمراض المستوطنة وانتشار الفشل الكلوى والكبد والأمراض الجلدية.
 
 
واشتكى منصور من نقص رغيف الخبز فى قرية «المضل» فمتوسط نصيب الفرد منه نصف رغيف فقط وهو الاقل على مستوى مصر كلها وصناعة الخبز فى المنازل مكلفة وفى حالة اشتعال النيران فى الافران تكون كارثة مثلما حدث منذ عدة سنوات واحترقت عشرات المنازل لعدم استطاعة وصول سيارات الاطفاء الوصول إليهم علاوة على ازمة انابيب الغاز مؤكدا انه من كثرة تقدمهم بالشكاوى واهمال المسئولين كفوا عن الشكوى.
 
 
ويشير ربيع عبدالحميد الى ان اهم مطالب القرية هو تشغيل الوحدة الصحية التى انشئت منذ 10 سنوات ولم يتم تشغيلها حتى الآن لعدم وجود اطباء وممرضات ونضطر لتطعيم اطفالنا فى وحدة الشراهنة غرب البحر وفى حالة تعرض الاهالى لوعكات صحية او لدغات عقارب او ثعابين اذا كان حظه حلو يكون قبل غروب الشمس لتحمله المعدية الى مستشفى الفشن او ببا اما اذا حدث له مكروه مساء فالانتظار اجبارى حتى الصباح.
 
 
ويوضح ممدوح صلاح موظف بمركز المعلومات بمدينة ببا ان اهالى القرية يبلغون 4600 نسمة وتعد من افقر 10 قرى على مستوى الجمهورية طبقا لتقرير التنمية البشرية الصادر عن الامم المتحدة اهلها يفتقدون كل الخدمات فالقرية لا يوجد بها مكتب بريد او مركز شباب فضلا عن انعدام المشروعات الاستثمارية ولا تزورنا القوافل الطبية ولا تعرف حيواناتنا التطعيم ضد الامراض البيطرية وقد فقدنا مئات من رءوس الماشية اثناء تفشى وباء الحمى القلاعية الصيف الماضى.
 
 
ويضيف عبد العليم محمود إن مركز الشباب عبارة عن غرفة ملحق بها قطعة ارض رملية للعب الكرة ولا توجد سوى مدرسة واحدة نصفها ابتدائى والنصف الآخر اعدادى من المثير ان المدرسة تقع داخل المقابر وعند دفن «ميت» تتوقف الدراسة والفصل الواحد به 80 طالبا لا يوجد بها مدرسون لرفضهم العمل بالقرية لصعوبة المواصلات مطالبا بإنشاء مدرسة جديدة ومعهد ازهرى.
 
 
ويحذر جمال عبد الله من وجود كشك كهرباء ملاصق للمدرسة وخطوط الضغط العالى تمر فوق البيوت مباشرة مما ينذر بكارثة مطالبا المحافظ ماهر بيبرس ووزير الكهرباء بسرعة ازالة خطوط الضغط العالى قبل وقوع الكارثة مؤكدا أنهم شكوا لطوب الارض.
 
 
وتشتكى زينب محمد محمود طالبة بكلية التربية جامعة بنى سويف من أزمة المواصلات التى تسبب صداعا فى رأس أهالى القرية ومن يذهب اليها عليه ركوب جميع انواع المواصلات البرية والبحرية مشيرة الى ان الطريق بين قرية الشراهنة والمعدية النيلية 3 كيلو مترات عبارة عن طريق ترابى وبح صوت اهالى القرية لرصفه دون جدوى..بعد جولتى فى القرية ذهبت الى مجلس مدينة ببا لم أجد من يتحدث معى وكأن الجواب الوحيد الريس فى اشارة لرئيس المجلس - مرور وكانت صدمتى شديدة عندما سمعت أحد العاملين يقول هو فيه قرية اسمها «المضل» فى ببا.