الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

موسم الهجوم على مصر

موسم الهجوم على مصر
موسم الهجوم على مصر




كتبت - داليا طه


بات واضحا أن عملاء الفتنة قرروا تدشين موسم الهجوم على مصر؛ الهجوم الذى بات يصنع فى «صوب» جاهزة للانطلاق فى أى لحظة؛ بخطة جاهزة وعملاء معروفين واتهامات «معلبة» تبدأ فى الطعن بمشروعية النظام السياسى للدولة؛ مرورا بملف «الحريات والسيادة الوطنية والتخوين وصولا الى الطعن فى مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية باعتبارها حصن الدولة المصرية».
وبدأت الأموال المشبوهة المدعومة من الخارج تحرك أعوانها مع اقتراب نهاية الفترة الرئاسية الاولى للرئيس عبد الفتاح السيسى إذ تسعى منظمات أمريكية وأجنبية ذات تمويل مشبوه لإجراء حوارات مع معارضين للنظام وإبراز تصريحاتهم المناهضة للسيسى على أنها موقف عام للمصريين.
وقد أجرت منظمة أمريكية تخدم سياسات ومصالح واشنطن واسرائيل فى المنطقة وتدعى «مشروع الديمقراطية فى الشرق الأوسط» - والتى سبق ان طالبت الادارة الامريكية بضمان وفاء القاهرة بالتزاماتها بالسلام مع اسرائيل، قبل صرف أى مساعدات، عسكرية او اقتصادية - حوارا مع أشرف الشريف - محاضر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة – جاء بعنوان «مصر فى عهد السيسى فى تدهور كبير». وتحدث الشريف نيابة عن الشعب المصرى قائلا» المصريون لم يعودوا يؤمنون بمعجزة السيسى أو كونه أسطورة الجيش.. كان من الصعب جدا التحدث ضد السيسى فى الأماكن العامة، ولكن الآن هناك تدفق مستمر من الشتائم على وسائل الاعلام الاجتماعية. كما أنه لا يتمتع بالاحترام العام الذى حظى به رجال مصر السابقون، حتى مبارك الذى كان لا يحظى بشعبية. وهذا التآكل فى مكانة الرئاسة هو مجرد علامة واحدة على أزمة عميقة فى الحكم والعلاقة بين الدولة والمجتمع».
واستنكر الشريف فى حواره للمنظمة الأمريكية الدور السياسى للجيش المصرى وتميزه اقتصاديا قائلا: «الجيش أصبح دوره السياسى كبيرا وأصبح عنصرا اقتصاديا أكثر تميزا لا يخضع للمنافسة ويستخدم المجندين كعمالة مجانية بدون رقابة»؛ متجاهلا ان الجيش المصرى لا يريد تحميل اقتصاديات الدولة أى أعباء؛ وتناسى الشريف الدور الاقتصادى الذى تلعبه معظم الجيوش العالمية وعلى رأسها الجيش الامريكى المساهم الرئيسى والمالك لـ25 شركة أمريكية فى مجالات التكنولوجيا والطيران والصناعات المنزلية؛ والجيش التركى الذى يمتلك 60 شركة تعمل فى صناعة السيارات، والأسمنت والإنشاءات والأغذية والشيكولاتة، والجيش الباكستانى يدير محفظة استثمارية قيمتها 20 مليارا.
كما وصف – الشريف - نظام السيسى بأنه فوضوى جدا وسلطوى ومتمركز على ذاته «نظام أشبه بالمافيا» على حد تعبيره.
وزعم فى حواره أن الدولة المصرية لا تفتح السوق للاستثمار أو المنافسة وتعتمد على سياسات غريبة مثل السماح للجيش باحتكار العديد من أجزاء الاقتصاد. ووفقا للشريف «التسلسل الهرمى لعملية صنع القرار المتعلق بالأمن القومى ليس واضحا، فداخل مختلف الأجهزة الأمنية هناك مصالح ومجالات مختلفة من التخصص، مما يجعل من الصعب تحديد من لديه القول الفصل فى القرارات الرئيسية». كما شكك الشريف فى الاعداد التى خرجت يوم 30 يونيو للاطاحة بمرسى قائلا «استجابت اعداد كبيرة لدعوة السيسى فى التظاهر ولكننا لا نعرف عددهم بالضبط بسبب الدعم الكامل لوسائل الإعلام الموالية للدولة»؛ بالرغم من الاعتراف الدولى بثورة 30 يونيو.
ووصف ما حدث برابعة العدوية بأنه «مذبحة»، كما ألقى باللوم على الدولة بأنها سبب الوقيعة التى حدثت بين الشعب المصرى وجماعة الاخوان الارهابية قائلا: «لقد أثارت الحكومة والنخبة نوعا من الهستيريا تجاه جماعة الإخوان المسلمين، واستمر هذا الأمر بين الطبقات الحضرية الوسطى والطبقة الوسطى الدنيا بطريقة لم أشهدها قط».
واستطرد: «إن دعم المصريين القوى للسيسى يستند إلى خرافتين. الأولى هى أن السيسى أنقذ الأمة من كارثة معينة وهى «الإخوان»، والثانية هى أن الجيش يمكن أن يحقق النتائج الاقتصادية والتقدم والحداثة لمصر.
وزعم الشريف أن السيسى قام بعزل وتخفيض عدد الموظفين العموميين المكلفين بمكافحة الفساد قائلا «خطاب السيسى عن التخلص من فساد مبارك أجوف».
كما ادعى أن السياحة لم تتعاف بسبب الانطباعات العالمية لعدم الاستقرار السياسى والتهديدات الأمنية فى البلاد قائلا: «لا تزال المشاكل الاقتصادية والأمنية التى يتهم فيها جماعة الإخوان قائمة والواقع أنها أسوأ الآن».
يذكر أن هناك مقالات كثيرة نشرت لأشرف الشريف بمركز كارنيجى الذى يتبنى دائما موقفا سلبيا من مصر. كما أنه أدان إحالة أوراق الدكتور عماد شاهين أستاذ السياسات العامة بالجامعة الأمريكية وجامعة جورج تاون فى قضية التخابر الى المفتى وقال فى تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «صورتى مع الدكتور عماد شاهين وهو يسلمنى شهادة التخرج من الجامعة الامريكية»..وفى سياق متصل؛ فى سابقة الأولى من نوعها، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية مقالا بعنوان «جزر مصر المسلوبة: فضيحة نظام السيسي» للكاتبة أهداف سويف وهى أديبة مصرية، وروائية، ومحللة سياسية وخالة الناشط السياسى علاء عبد الفتاح وخالة منى سيف التى قام الرئيس السيسى بالعفو عنها العام قبل الماضى. بالرغم انه من النادر ما يتم ترجمة مقالات تنشر فى النسخة الانجليزية، ولكن تمت ترجمة المقال الى اللغة العربية لما يحتويه من معان سلبية ومعادية للنظام المصرى بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. واستنكرت سويف فى مقالها الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها أجهزة الأمن حول مبنى البرلمان استعدادا للبدء فى مناقشة قرار اعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية؛ واعادة جزيرتى تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية؛ وقالت «عملية التصويت فى البرلمان سبقها تصعيد أيضاً لنشاط الشرطة والأمن فى أنحاء البلاد، فتسارعت وتيرة القبض على ناشطين وعلى شخصيات معروفة وأيضاً على شخصيات وأفراد لا يُعرف لهم أى نشاط أو انتماء. وجدنا أنفسنا على أرض نعرفها جيداً: المحامون ينتشرون فى كل أماكن الاحتجاز المحتملة، متطوعو الإعاشة يبدأون فى العمل، الكل يعمل على جمع الكفالات المنتظرة - والكل يحاول فى نفس الوقت ألا يحيد بصره عن القضية الأساسية: قضية الجزيرتين».
وبالرغم من الخطاب الذى سبق إن كتبته أهداف سويف باللغة الانجليزية لكل سياح العالم بأن يتوقفوا عن زيارة مصر؛ استعرضت فى مقالها اهمية الجزيرتين سياحيا حيث انها غنية بالحياة البحرية وبالمرجان، وهى غاية مهمة للسياحة وبالذات لهواة الغطس.
ووصفت أهداف عددا كبيرا من نواب البرلمان بأنهم «أمنجية» قائلة: «فى برلماننا عدد كبير من النواب الذين ينتمون إلى الأحزاب أو التكتلات التى كوَّنتها الاجهزة الأمنية منذ حوالى ثلاث سنوات استعدادا للانتخابات البرلمانية». كما اتهمت المجتمع المصرى بأنه عدائى ولا يرحب بالنازحين واللاجئين وطاردة لأولادها موضحة «مصر تطرد الذين يقذفون بأنفسهم فى الصحارى والبحار هرباً منها».
وتجاهلت سويف ان مصر تأتى فى المركز الخامس استيعابا للاجئين السوريين، إضافة إلى لاجئين من 60 دولة أخرى أكثرهم من السودان والصومال، وكذلك اللاجئون الليبيون. كما تجاهلت الكاتبة فى مقالها تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة ان عدد اللاجئين فى مصر تزايد فى العام الحالى، حيث وصل العدد إلى أكثر من 115 ألف لاجئ.
وهددت سويف فى مقالها النظام المصرى قائلة «رد الحكومة على المعارضة هو حجب المواقع الإخبارية والقبض على أعداد أكبر واحتجازهم. لكن هذه المعارضة مستمرة ولن تتوقف. لن نصمت».