الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أجواء حرب أهلية فى فنزويلا

أجواء حرب أهلية فى فنزويلا
أجواء حرب أهلية فى فنزويلا




كراكاس - وكالات الأنباء


قال الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، إن مروحية تابعة للشرطة ألقت قنبلتين على مقر المحكمة العليا فى كراكاس، فيما أعلن ضابط الشرطة المنفذ للهجوم بدء انتفاضة لإسقاط النظام .
وحذر مادورو خلال احتفاله بيوم الصحفى فى قصر ميرافلوريس الرئاسى فى كراكاس من أنه «وضع جميع القوات المسلحة فى حالة جهوزية للدفاع عن النظام العام»، مضيفا: «سنقبض سريعا جدًا على المروحية وجميع من نفذوا هذا الاعتداء الإرهابى».
وأوضح أن إحدى القنبلتين انفجرت والأخرى لم تنفجر، دون أن يشير إلى وقوع إصابات، مؤكدا أن المروحية التى ألقتهما تابعة للشرطة الفنزويلية.
وأضاف: «كان هناك حفل استقبال فى المحكمة العليا، وكان باستطاعة المهاجمين أن يتسببوا فى مأساة، لقد قصفوا المحكمة العليا وحلقوا فوق وزارة الداخلية والعدل، هذا هو التصعيد العسكرى الذى أتيت للتنديد به».
من جهته، ذكر وزير الاتصالات والإعلام الفنزويلى أرنيستو فيلياغس، أن المروحية هاجمت مبنى وزارة الداخلية أيضا، مطلقة عليه 15 طلقة نارية، وذلك قبل توجهها إلى مقر المحكمة العليا.
وبحسب الرئيس الفنزويلى، فإن المروحية التى شنت الهجوم كان يقودها طيار وزير الداخلية والعدل السابق ميجيل رودريجيز توريس، الجنرال المتقاعد الذى شغل لفترة طويلة منصب رئيس الاستخبارات، لكنه فى الآونة الأخيرة ابتعد عن الحكومة.
واتهم مادورو، الجنرال توريس بالتورط فى تحضيرات لتنفيذ انقلاب ضده.
من جانبه، أدان توريس الهجوم «الجنوني» على مرافق الدولة، داعيا إلى نبذ العنف، لكنه فند كلام الرئيس مادورو، وأشار إلى أن اسم طياره هو بيدرو بيريز، وليس أوسكار بيريز الذى اختطف المروحية وهاجم بها المحكمة العليا.
وكان بيريز وهو ضابط فى جهاز التحقيقات العلمية والجنائية فى الشرطة الفنزويلية خضع للتدريب الخاص، بما فى ذلك قيادة المروحيات، وسجل قبل تنفيذ الهجوم خطابا مرئيا باسم «تحالف لأفراد الجيش والشرطة والمدنيين لا انتماء سياسى له»، دعا فيه إلى رحيل الرئيس مادورو وحكومته وإجراء انتخابات عامة.
وكانت المروحية تحمل شعارا مكتوبا عليه «350 - الحرية» فى إشارة إلى المادة الـ 350 من الدستور الفنزويلى التى تعطى المواطنين الحق فى عدم الاعتراف بالسلطة فى حال انتهاكها القيم والمبادئ والضمانات الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ووسط هذا التصعيد، هدد الرئيس مادورو باللجوء إلى السلاح دفاعا عن حكومته الاشتراكية، حيث قال لأنصاره خلال مسيرة فى العاصمة كاراكاس: «إذا وقعت فنزويلا فى حالة من الفوضى والعنف ودُمرت الثورة البوليفارية، فإننا سنخوض المعركة».
وأضاف مادورو: «إذا لم نستطع فعل ذلك بالأصوات فإننا سنفعل ذلك بالسلاح».
ويسعى مادورو، الذى يقول إن المعارضة تتآمر مع الولايات المتحدة لتنظيم انقلاب ضده، إلى إجراء تصويت فى 30 يوليو المقبل لإقامة جمعية تأسيسية، غير أن خصومه يقولون إن هذه الخطوة ستحول البلاد إلى ديكتاتورية.
وأكد وزير الإعلام أرنيستو فيلياغس أن حادث المروحية الأخير لن يؤثر على الاستعدادات لإجراء التصويت وعقد الجمعية التأسيسية.
فى هذه الأثناء، أعلن زعيم المعارضة الفنزويلية هنريك كابريليس أن مقر البرلمان، بمن فيه من النواب، تعرض لحصار من قبل من وصفهم بالجماعات المسلحة المؤيدة لمادورو.
واستمر الحصار 5 ساعات قبل أن يتمكن النواب والصحفيون والموظفون من مغادرة المبنى فى وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضى.
ويواجه مادورو، الزعيم الاشتراكى البالغ من العمر 54 عاما، احتجاجات منذ 3 أشهر من زعماء المعارضة، الذين وصفوه بـ«دكتاتور دمر الاقتصاد» الذى كان مزدهرا.
وحذر مادورو، نظيره الأمريكى دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة ستواجه تدفق ملايين اللاجئين الفنزويليين إذا لم تعمد واشنطن إلى «وقف جنون» المعارضة التى ضاعفت منذ مطلع أبريل تظاهراتها ضد الحكومة، والتى يتهمها الرئيس الاشتراكى بالتآمر مع واشنطن لإسقاط نظامه.
وقال مادورو: «اسمع أيها الرئيس دونالد ترامب، القرار بين يديك.. إذا تمكنت هذه القوى العنيفة والحاقدة والقاتلة من تدمير فنزويلا فإن البحر الأبيض المتوسط لن يكون شيئاً أمام البحر الكاريبى، مع آلاف وحتى ملايين (الفنزويليين) الذين سيتوجهون نحو الولايات المتحدة، ما من شىء وما من أحد سيتمكن من وقفهم.. سيكون عليك أن تبنى 20 جداراً فى البحر!».
وتابع: «أوقف جنون اليمين الفنزويلي!»، محذراً من إنه «إذا غرقت فنزويلا فى الفوضى والعنف وإذا دمرت الثورة البوليفارية فسنذهب إلى الحرب .. وما لم يكن ممكناً بواسطة الأصوات سنحققه بالسلاح».
لكن مادورو حرص على التأكيد على «احترامه» لترامب، مؤكداً انفتاحه على الحوار.