الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تجديد الخطاب الدينى طوق نجاة الأمة من الفكر الإرهابى

تجديد الخطاب الدينى طوق نجاة الأمة من الفكر الإرهابى
تجديد الخطاب الدينى طوق نجاة الأمة من الفكر الإرهابى




كتب ـ صبحى مجاهد


لا تزال قضية الخطاب الدينى هى الشغل الشاغل للأزهر ولعلمائه لا سيما مع تعدد أطراف كثيرة تحاول أن تدلو بدلوها فى هذا التجديد بما يشكل خطرا على ثوابت الدين وأسس الدين الصحيح، الأمر الذى اعلن علماء الأزهر رفضهم له مؤكدين أن الأزهر هو المؤسسة المنوط بها  هذا التجديد، مؤكدين أن تجديد الخطاب الدينى أصبح ضرورة لإنقاذ الأمة من فكر داعش.
من جانبه أكد د.عباس شومان وكيل الأزهر ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول مجدد فى الإسلام  وأن الصحابة بعد وفاة الرسول  قاموا بوقف أحد مصارف الزكاة وهو المؤلفة قلوبهم مع انه ذكر فى القرآن لأنهم فهموا ان العلة منه توقفت وهذا نوع من التجديد.
أضاف أن قضية تجديد الخطاب الدينى بالأزهر محسومة وهو يعرف دوره وليس كما يزعم البعض بان المؤسسة الأزهرية  تتقاعس عن التجديد، وقال إن الأزهر الشريف فى الفترة الأخيرة قام بالعديد من الجهود فى  تجديد الخطاب الدينى، ففى عام 2014 عقد الأزهر مؤتمر عن مواجهة الجماعات المتطرفة وانتهى بتوصيات تصلح ان تكون اجندة للعالم لكنه فى مواجهة الفكر المتطرف، كما عقد مؤخرا مؤتمراً  دعا فيه إلى إأقرار المواطنة بدلا عن الأقليات، كما شكل شيخ الأزهر فى اكتوبر 2014 لجنة تعمل على إعادة النظر فيما يدرس فى التعليم قبل الجامعى وتم تغيير بعض الأمور التى كانت تدرس، وهذه الجهود المتواصلة تؤكد أن الأزهر يقوم بدوره كاملا فى قضية تجديد الفكر
وشدد وكيل الأزهر أن الأزهر لا يخذل مما درسه لطلابه وقال: «وليس فى مناهجنا مايمكن أن يكون مدخلا للفكر المتطرف ونحن نفخر بما احدثناه من تطوير فى مناهجنا فى التعليم قبل الجامعى معلنا انه سيتم التطوير فى التعليم الجامعى،
وشدد أن أزمة الخطاب الدينى تكمن فى هذا الأداء المنفلت الذى يمارسه البعض وتصدى  غير المتخصصين للدعوة، مؤكدا أنه بدون ضبط لتفلت الأقوال الشاذة واعتبارها فتاوى لا يمكن بحال إصلاح الخطاب الدينى، وأن الأزهر يريد أن يستعيد الخطاب الدينى من مختطفيه حتى ينطلق خطابا دينيا قويا مناسبًا لعصره، ولن يلتفت  لتلك المحاولات العبثية للنيل منه، لأن الأزهر سيظل صامدا  كما ظل من قبل.
فيما أوضح  د.أحمد حسنى طه نائب رئيس جامعة الأزهر أنه فى ظل الأجواء المفعمة بالغلو فى الدين والتشدد ومحاولة حمل الناس على المغالاة فى كل شىء والخروج بهم من روح الشريعة إلى نفق الفكر المظلم  الذى يدفع لرفض الآخر واتهام الناس بالكفر واستباحة دمائهم لابد من التصدى لهذا الخطاب الذى شوه صورة الإسلام.
أضاف: إن تجديد الخطاب الدينى لا يعنى التحلل من ثوابت الدين حيث إن المشكلة ليست فى الدين لكن فى الفكر المغلوط الذى تحمله الجماعات المتطرفة الخارجة عن حد الوسطية والاعتدال والترويج على أنه هو أساس الوحى المنزل على الرسول.
وأوضح أن تجديد الخطاب الدينى يحتاج إلى عودة الخطاب الدينى إلى ماكان عليه الأمر فى عصر النبوة ونزول الوحى بحيث يتسم بالمرونة والسعة دون تضييق على الناس وحملهم على الأشد من أقوال العلماء  تطبيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين احدا إلا غلبه»، موضحا أنه لابد من مواجهة فكر هؤلاء الظلاميين ومنهم جماعات التطرف من خلال توضيح النصوص، وحقيقة ما جاءت به الرسالة المحمدية.
أضاف إن الأحكام الشرعية قسمان أولهما ثابت وهو ما يعرف بالثوابت من الأحكام المتعلقة بأركان الإسلام، والقسم الثانى متغير يبنى على حسب تغيير الزمان والمكان والمرجع فيه إلى العلماء كى يجتهدوا ما يناسب الدين وحال الناس وظروفهم، وهذا ما فيه التجديد.
وشدد أن تجديد الخطاب الدينى يعنى مخاطبة الناس بلغتهم التى يفهمونها، بحيث يراعى الداعية والعالم حال الناس ولغتهم، كما يعنى عرض الإسلام على أنه مجموعة من التكاليف والأحكام الشرعية التى من شأنها الارتقاء بسلوك البشر نحو الأفضل وليس لتعذيب البشر، فلانريد ان ننفر الناس من الدين وخطابه كما يفعل البعض.
وطالب بتأسيس مفهوم قبول الآخر وحقه فى المخالفة عند تجديد الخطاب الدينى لأن مسألة أحادية الرأى باب مرفوض، مؤكدا أن الخطاب الدينى الذى نحتاج إليه هو الخطاب السمح.
فيما أوضح د.على جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء أن الأزهر يبذل جهودا للحفاظ على دين الأمة وتأسيس العلوم وحمل الفكر الوسطى للعالم اجمع، وأنه لا بد من التفرقة بين التجديد والإصلاح فيما يتعلق بالخطاب الدينى، فما نريده هو التجديد بالتمسك بالنص الثابت من القرآن والسنة، وان ندرك واقعنا الإمعاصر ونعرف تطوراته  دون الخروج عن اجماع.
أضاف إنه علينا أن نفرق بين التبديد والتجديد، فهناك ملامح للمبتدئين أولها أنهم يفكرون بصورة منفلتة خارج القواعد والمناهج، وعدم اعتبار المآلات، واختلاف المفاهيم، فيأتون بمفاهيم مدلسة ويحلونها مكان مفاهيم صحيحة فيلبسون على الناس دينهم، ويحاولون الإتيان بدين مواز، مشيرا إلى أن من ملامح التبديد فقدان النص المعرفى وعدم إدراك الواقع، وعدم إدراك المعانى الصحيحة.
وأوضح أنه فى الــ100سنة الأخيرة ظهر المبتدئون ووجدوا علماء الأمة أمامهم يردونهم فيما يقولون، وان التجديد الذى يقوم به الأزهر يدرك عصره ويعرف المآلات.
فيما أكد د.جاد الرب أمين عبدالمجيد عميد  كلية الدراسات الإسلامية والعربية   ان تجديد الخطاب الدينى ضرورة حتى نبرئ الأزهر من اتهام التطرف الذى نسبته فيه جماعات التشدد وأن السبب الرئيسى مما تعانيه الأمة من العنف والمغلاة والإرهاب سببه سوء الفهم وسفاهة تأويل نصوص القرآن وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
وشدد أن داعش ومن على شاكلتها نشأت بسبب الفهم الخاطئ للدين والتأويل المغلوط لنصوص الإسلام، وهو ما يتطلب العمل على إعادة الفهم الصحيح للنصوص، وإيجاد الحلول الحاسمة لتجديد الخطاب الدينى مع عدم الاقتراب من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لأن التجديد المتعلق بهما هو فهمهما ودقة إسقاط أحكامهما على أرض الواقع.