الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

30 يونيو.. 4 أعوام من التحدى والتنمية

30 يونيو.. 4 أعوام من التحدى والتنمية
30 يونيو.. 4 أعوام من التحدى والتنمية




تقرير ـ أحمد إمبابى

 قبل أربعة أعوام، وتحديدا فى الثلاثين من يونيو 2013، خرجت الملايين من أبناء الشعب المصرى بمختلف فئاته وشرائحه، ليثبت للعالم أجمع أنه أكثر وعياً مما تصور أعداؤه، وأقوى إرادةً مما اعتقد مَن حاولوا سلب إرادته، وأشد عزماً ممن أرادوا به الشر.
فى مثل هذه الأيام المجيدة، انتفض المصريون بأعدادٍ غير مسبوقة، ليسطروا ملحمةً وطنية فريدة، عمادها الحفاظ على الوطن، أرضِه وهويته، استقلاله وحريته، من قوى تصورت أنها نجحت فى السيطرة على مقدرات هذا الشعب.

وكما وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته أمس الاول، كانت ثورة الثلاثين من يونيو نموذجاً فريداً فى تاريخ الثورات الشعبية، حيث يثور الشعب ويعلن إرادته واضحة جلية، فتستجيب له مؤسسات دولته الوطنية، فى مشهدٍ تاريخى، لن يُمحَى من ذاكرة من عايشوه، وسيظل ملهماً لأجيالٍ مقبلة من أبنائنا وبناتنا.
 إسقاط حكم المرشد كانت هى الغاية، وبثورة شعبية سلمية كانت هى الوسيلة، وبدعم القوات المسلحة لإرادة الشعب المصرى كان التنفيذ، ثم بيان اتفاق القوى الوطنية بعزل محمد مرسى ووضع خارطة طريق متفق عليها كانت هى النتيجة.
الآن.. ونحن إذ نحيى الذكرى الرابعة لثورة الثلاثين من يونيو، ونستعيد ذكرى تلك الملحمة هناك ثلاثة أسئلة توضح مسار تلك الثورة وهى لماذا حدث، وكيف حدث، وما النتيجة؟.
وفى هذا الاطار توقف الرئيس فى كلمته فى الذكرى الرابعة للثورة أمام ثلاثة مسارات مضت فيهم الثورة منذ انطلقت عام 2013 وحتى الآن، وهى التصدى للإرهاب، ومواجهة القوى الخارجية الداعمة له، وتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية.
لكن الأهم الآن فى ظل الظروف الداخلية والمتغيرات الدولية والإقليمية، التعرف على نتائج ما حدث فى 30 يونيو والمكاسب التى حققتها الدولة المصرية حتى الآن، ذلك أن الدولة المصرية تعيش واقعًا جديدًا ومختلفًا، والمزاج السياسى المصرى اختلف عن اجواء ما قبل 30 يونيو كثيرا.
 نجحت الدولة المصرية فى تصحيح مسارها ونجحت فى تثبيت دعائم استقرارها الداخلى ودعم مؤسساتها فى مواجهة تحديات كبيرة لم تصمد أمامها عدد من دول المنطقة مثل ليبيا وسوريا واليمن.
 لماذا 30 يونيو؟
كانت هناك عشرات الأسباب التى تدفع ملايين المصريين للاحتشاد فى الشوارع والميادين، دون الالتفات لتهديدات عناصر جماعة الإخوان، فقد افتعلت الإخوان عشرات الازمات الداخلية والخارجية ودخلت فى خصومة مع مؤسسات الدولة وفئات وشرائح المجتمع المصرى، مما زاد من حجم الانقسام الداخلى وتهديد الأمن القومى المصرى.
كانت الثورة وهتافاتها حاضرة فى مختلف الميادين، بالتحرير وعبدالمنعم رياض وطلعت حرب، إلى جانب قصر الاتحادية وميدان مصطفى محمود بالجيزة وفى ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية وميدان الأربعين بالسويس وميدان الشونة بالمحلة، وميدان التركى بأسيوط ومختلف مدن المحافظات.
وسرعان ما تفاعلت القوات المسلحة مع مطالب الملايين فى الميادين المختلفة، المطالبة بإنهاء حكم الإخوان، ووقفت داعمة لإرادة المصريين، ليؤكد الجيش المصرى مرة أخرى دعمه لإرادة الشعب مثلما حدث فى الخامس والعشرين من يناير.
فى عصر اليوم التالى الأول من يوليو، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانًا يمهل القوى السياسية 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخى، وذكر البيان أنه فى حال لم تتحقق مطالب الشعب خلال هذه المدة فإن القوات المسلحة ستعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها.
وكالعادة تجاهلت الإخوان كل هذه الدعوات والمطالب، حتى مشهد النصر، لحظة نجاح الثورة فى الاطاحة بحكم الإخوان، عندما ظهر الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع وقتها فى مساء الثالث من يوليو مع ممثلى القوى الوطنية لإعلان بيان خارطة الطريق وإنهاء حكم الإخوان.
  مكاسب 30 يونيو
منذ نجاح ثورة 30 يونيو مرَ مسار الحكم فى مصر بمنعطفات مختلفة.. تحديات مختلفة ومخاطر عدة مرت بها الدولة المصرية كان أبرزها تحدى العنف والإرهاب، ومحاولات إفشال الدولة المصرية، لكن الدولة والأجهزة الأمنية استطاعت مجابهة أخطر موجات للارهاب حفاظا على أمن الدولة المصرية.
كان التحدى الأهم هو تثبيت دعائم مؤسسات الدولة المصرية حفظ أمن واستقرار الدولة فى مواجهة قوى الإرهاب، بما يضمن استكمال تشكيل المؤسسات الدستورية.
وبالفعل نجحت الدولة فى وضع دستور جديد والاستفتاء عليه فى يناير 2014، وإجراء انتخابات رئاسية فاز بها بأغلبية ساحقة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يونيو 2014.
بتولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم كانت الدولة المصرية مع منعطف جديد فى ادارة الحكم، اعتمد فيه على علاج مشكلات وأزمات يعانى منها المواطن وبالتوازى طرح مشروعات تنموية جديدة.
الاستراتيجية التى تبناها الرئيس السيسى فى فترة حكمه والذى بدأ تقريبا مع الذكرى الأولى لثورة الثلاثين من يونيو استهدفت علاج الإرث الثقيل من التحديات والمشكلات التى عانى منها المواطن المصرى لسنوات من التجريف السياسى والتردى الاقتصادى والظلم الاجتماعى وغياب العدالة الاجتماعية وطرح مشروعات كبرى تضع مصر على خريطة التنمية وتوفر فرص عمل.
وحتى تتضح الصورة كاملة سنعدد فى تلك السطور أبرز مكاسب ثورة 30 يونيو، وأبرز ما تحقق على مدى 3 سنوات من مشاريع وانجازات غيرت من الواقع المصرى الداخلى بشكل يشعر به المواطن على عكس ما تم فى حكم الإخوان، حتى وان بقت تحديات مازالت تعانى منها شرائح مختلفة من المجتمع المصرى ويتم التعامل معها.. ومن هذه المكاسب:
 1- تنفيذ خارطة الطريق التى توافقت عليها القوى الوطنية فى بيان 3 يوليو 2013، أول التعهدات التى نفذتها الدولة المصرية، حيث نجحت فى وضع دستور جديد يناير 2014، وفى إجراء انتخابات رئاسية نجح فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى يونيو 2014، وختاما بتشكيل مجلس نواب جديد فى نهاية عام 2015.
2 - ونجحت الدولة فى استعادة  الأمن والاستقرار الداخلى بعد فترة من الانفلات الأمنى والهجمات الإرهابية التى نفذتها قوى الإرهاب بعد الاطاحة بحكم الإخوان، وتصدت قوات الأمن للعناصر الإجرامية والمهربين الذين يستهدفون الإضرار بالأمن القومى المصرى حتى عاد الاستقرار الأمنى بشكل كبير فى الشارع.
3 - نجحت الدولة فى انجاز مجموعة من المشروعات القومية فى أوقات قياسية، لعل أبرزها مشروع حفر قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط ليستعد ثقة المصريين فى الإنجاز، وكانت القناة الجديدة باكورة المشروعات ضمن مشروع محور تنمية قناة السويس الذى يحول مصر لمركز لوجستى عالمى.
4 - أعلنت الدولة عن أكبر مشروع للاسكان الاجتماعى يصل لتنفيذ مليون وحدة سكنية، وصمم المشروع لينفذ على مدار 5 سنوات بمختلف المحافظات.
5 - تطوير العشوائيات والمناطق الخطرة حيث تم افتتاح مشورع حى الأسمرات الإسكانى بحى المقطم، والذى تم نقل إليه سُكان المناطق العشوائية والخطرة بالقاهرة، ومشروع غيط العنب بالإسكندرية.
6 - نفذت الدولة مرحلة مهمة من المشروع القومى للطرق الذى يستهدف رصف 30 ألف كيلو متر، حيث تم انجاز 5 آلاف كيلو متر طرق لربط محافظات مصر، والانتهاء من إنشاء وتطوير واستكمال 135 كوبرى، بجانب خطة تطوير السكة الحديد والموانئ البحرية والجوية.
7 - أعلنت الدولة عن مشروع قومى للاستصلاح الزراعى مليون ونصف المليون فدان يتضمن إنشاء مجتمعات زراعية وريف مصرى حديث، وتم افتتاح المرحلة الأولى منه فى الفرافرة وحصاد باكورة انتاجه .
8 - واجهت الدولة أزمة انقطاع الكهرباء التى كانت عبئا على المواطنين خاصة فى فصل الصيف، وخلال عامين استطاعت الدولة القيام بأعمال الصيانة الدورية لكل المحطات لضمان انتظام عملها، وافتتحت 9 محطات جديدة بما ساهم فى تحقيق فائض فى الإنتاج.
9  - نجحت الدولة فى توفير الطاقة والوقود لجميع المصانع والمستثمرين، وخلال العامين أعلنت الدولة عن أكثر من اكتشاف للغاز الطبيعى فى مياه البحر المتوسط.
10  - وضعت الدولة خطة للرعاية الصحية وتطوير المستشفيات، ومن أهم ملامحها برنامج القضاء على فيروس سى، تتضمن المرحلة الأولى منها علاج مليون مريض بتمويل من صندوق تحيا مصر.
-11 ولم تغب سيناء عن مشاريع التنمية، حيث تنفذ الدولة مجموعة من المشروعات تستهدف التنمية فى شبه جزيرة سيناء أهمها إنشاء 6 انفاق أسفل قناة السويس لربطها بالدلتا، بجانب استصلاح أراضى ومحطات مياه ومزارع سمكية و15 خط إنتاج رخام ومصانع أسمنت.
12 - اهتمام الدولة بالشباب، وترجم ذلك مجموعة من المبادرات والفعاليات، أهمها البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة وتم بالفعل اختيار دفعتين كل منها 500 شاب، بجانب مؤتمر وطنى عام للشباب شارك فيه أكثر من 3 آلاف شاب، بجانب 3 مؤتمرات دورية بالقاهرة وأسوان والإسماعيلية.
13 -   وأعلنت الدولة عن إنشاء 6 مدن جديدة هى العاصمة الإدارية الجديدة، ومدن العلمين الجديدة والإسماعيلية الجديدة وشرق بورسعيد والجلالة البحرية والسويس الجديدة.
14 - لعل أبرز ما تم انجازه خلال الأعوام الثلاثة الماضية، هو تطوير تسليح الجيش المصرى وتطوير قدراته الدفاعية والهجومية لصد أى هجوم على الدولة المصرية.
حيث نجحت الدولة فى توقيع واستلام صفقة طائرات الرافال الفرنسية، بجانب أول حاملة لطائرات الميسترال تمتلكها دولة فى الشرق الأوسط، قطع بحرية فرنسية الفرقاطة، وطائرات F16  الامريكية.
15 - نجحت الدولة المصرية خارجيا فى استعادة علاقاتها مع مختلف دول العالم بسياسة خارجية تعتمد على التوازن، وقام الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال عامين فقط بـ44 زيارة خارج مصر، ليؤكد استقلالية القرار المصرى وارادة الشعب المصرى فى تحديد مصيره.
والأكثر من ذلك نجاح الدولة المصرية فى استعادة دورها فى محيطها الإقليمى عربيا وأفريقيا والتواجد بقوة فى مختلف المحافل الدولية خاصة بعد فوزها بمقعد غير دائم بمجلس الأمن.