الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قبل أن يبدأ.. تشكيليون يعلنون مقاطعة الدورة الـ«39» للمعرض العام

قبل أن يبدأ.. تشكيليون يعلنون مقاطعة الدورة الـ«39» للمعرض العام
قبل أن يبدأ.. تشكيليون يعلنون مقاطعة الدورة الـ«39» للمعرض العام




كتبت - سوزى شكرى

أعلن عدد من الفنانين التشكيليين فى بيان لهم مقاطعة المعرض العام الذى يقيمه قطاع الفنون التشكيلية سنوياً منذ 39 عاماً، وهى فعالية لها أهميتها لتوثيق الحركة الفنية التشكيلية المصرية، ولكن لم يطرح أى تغير فى آلياته، وكأنه الفعالية المقدسة التى يحرم فيها التغيير أو حتى إلغاءها واستبدالها بما يتماشى مع تطور الحركة الفنية، أصبح المعرض العام الفعالية الأكثر جدلاً وتعقيداً واعتدنا سنوياً أن يبدأ الهجوم عليه منذ طرح استمارة الاشتراك، ومن لم تصلهم دعوات يشعرون بالإهانة، ويتساءلون لمن إذا ترسل الدعوات الخاصة؟!، ثم يبدأ هجوم عنيف بعد إعلان كشوف المقبولين والمرفوضين، وتبدأ حملة التشكيك فى مصداقية تقييم اللجنة ومعايير القبول والرفض، رغم تغيير أعضاء اللجان سنوياً، وتشاع التساؤلات لماذا رفضت الأعمال؟ وما أسباب رفضها فنياً ونقدياً؟

 

ومن عجائب الرفض التراكمية التى تتم كل عام أن يتم رفض الحاصلين على منحة تفرغ من الدولة من المعرض العام، وهذا تناقض وازدواجية من جهة وزارة الثقافة، فهم حصلوا على لقب مبدعين بختم وزارة الثقافة المصرية، ولجنة من فنانين كبار منحوهم التفرغ للإبداع، والأعجب أن لجنة المقتنيات تقتنى من الحاصلين على منحة التفرغ، بدون شراء نقدى باعتبار أن أعمالهم مدفوعة مقدما من مرتب المنحة، ولكن حتى الاقتناء لا يشفع لهم للمشاركة، مع الأسف هؤلاء وضعونا أمام أمر مريب ومربك فى كل دورة.
واستكمالا للمشاكل نأتى إلى يوم افتتاح المعرض العام لنجد الاعتراض الدائم من الفنانين على مكان عرض أعمالهم، والبعض يسحب عمله الفنى من قصر الفنون فى نفس يوم الافتتاح وحدث هذا أكثر من مرة، وهنا تكمن إحدى المشاكل وهى مكان عرض العمل الفنى التى مهما نسقها المنسقون بكل دقة لن يرضى أحداً، ثم التساؤل الأخير المصاحب للمعرض العام: من هم الفنانون الذين اقتنت منهم لجنة المقتنيات أعمالهم، وهذا نظرا لارتباط المعرض العام بوجود لجنة المقتنيات.
بيان مقاطعة الفنانين للدورة الـ (39) للمعرض العام
منذ فترة وجيزة طرحت استمارة المشاركة للمعرض العام الدورة الحالية (39) المقرر له الافتتاح التاسع من سبتمبر، بحسب ما صرح به من قبل رئيس قطاع الفنون التشكيلية د.خالد سرور، قوبلت هذه الدورة قبل أن تبدأ بهجوم على صفحات التواصل الاجتماعى، فقد أعلن بعض الفنانين التشكيليين حملة جمع توقعات لمقاطعة المعرض، رغم أن البعض مقاطعين من عدة دورات سابقة ولكن بشكل غير معلن، إعلان المقاطعة بحسب ما جاء فى البيان أنه لمصلحة الفن والفنانين وليست ضد قيادات وشخصيات المؤسسة الرسمية فالجميع لهم كل التقدير والاحترام، والكل فى النهاية أصدقاء بالفن.
 قال الفنانون عن المقاطعة أنها «تسجيل موقف» حتى تتم مناقشة مشكلات المعرض العام على نطاق أوسع، حيث إن المعرض العام مضى عليه 39 عاما بدون تعديل أو تغيير فى اللوائح! وفقد التواصل الزمنى مع ما يحدث فى العالم المعاصر.
تناول البيان عدة نقاط مهمة نلخصها كالآتى أولاً: اعتراض على الدعوات التى ترسل لبعض الفنانين للمشاركة فى المعرض العام، والتى يراها المقاطعون أنها ترسل بدون معايير معلنة واضحة ومقنعة، وترسل لمن هم أقل فى المستوى الفنى، وأن المعرض العام يعانى من ازدواجية فى آليات المشاركة وهى (دعوات – استمارة المشاركة والعرض على لجنة فرز)، وأن قوائم الدعوات محددة ولا تتغير ولا تتناسب مع حجم التغير والحراك الفنى المستمر للحركة التشكيلية المصرية، هذا ما اعتبره المقاطعون إهانة للفنانين المتحققين محلياً وعالمياً.
ثانيا: تساءل المقاطعون عن معايير لجنة المقتنيات بصفة عامة والتى باتت مع الزمن سرية، وتساءلوا على أى أساس يتم الاقتناء ولمن؟ وما ضوابط وشروط التى تحكم الاقتناء؟ وهل يتم الالتزام بها أم يتم تدوير الاقتناء لأصحاب الحظوة والقرابة والصداقة بل والاعضاء نفسهم بلجنة المقتنيات.
ومن جانبنا وإيماناً منا بدورنا الصحفى والنقدى سوف نذكركم بملخص لمقترحاتنا وملاحظتنا آخر ثلاث دورات (36،37،38) التى نشرناها بصفحة الثقافة بـ«روزاليوسف» اليومية والتى جاءت متسقة ومتوافقة تماماً مع بعض ما جاء فى بيان المقاطعة للمعرض العام للدورة الحالية بل ويزيد عليها ملاحظتنا عن التنسيق ومكان العرض، ولكن على ما يبدو أن المسئولين لم يقرأوا ما نكتبه من مقترحات، ولم تكتب توصيات من قبل اللجان السابقة، إلإ قلة محدودة سوف تعطيها حقهم بالشكر فى هذا التقرير.
 المعرض العام الدورة الـ (36)
- نشرنا على صفحاتنا بتاريخ 27 يونيو 2014 تحت عنوان «سلبيات وإيجابيات المعرض العام الدورة الـ (36)»، أن العروض فى الممرات فى قصر الفنون تسببت فى إهانة الفنانين، فالممرات لاتصلح للعرض الفني، فما فائدة العرض والعمل الفنى لا يوضع فى مكان مناسب للعرض، على الجانب الآخر نجد بعض الفنانين الكبار منحوا مساحات كبيرة للعرض فى نحو 3 أمتار وأكثر لكل فنان ليست هناك علاقة بين المساحة والقيمة، وأنها مسألة نسبية، خاصة مع الحاجة لتوفير مساحات كثيرة لفنانين آخرين تعويضا عن العرض فى الممرات الضيقة والسلالم، والبعض سحب عمله يوم الافتتاح، وأن الفئة العمرية فوق الثلاثين، لديهم فرصتين للمشاركة فى فعاليات وزارة الثقافة، الأولى فى صالون الشباب الذى ينتهى عند 35 عام، والثانية فى المعرض العام الذى يبدأ من الثلاثين، وهذا يحتاج إلى إعادة صياغة فيما يخص سن المشارك وعروض الممرات».
المعرض العام الدورة الـ (37)
- نشرت روزاليوسف تحت عنوان «قصر الفنون يتصدر المشهد فى أزمة المعرض العام» بتاريخ 29 يونيو 2015 عن الدورة الـ 37 للمعرض العام، وذكرنا أن المعرض العام فى السنوات الأخيرة أصبح لمجموعة من الفنانين وبات لا عام ولا قومى، ورصدنا غياب عدد ليس بقليل لفنانين لهم باع فى الفن من جيل الوسط والكبار، نعلم أنهم فنانون مقاطعون لهم تحفظات على استراتيجية المعرض العام عموماً وليس على الأفراد، بعض الفنانين قدموا أعمالا جديدة للمعرض العام، والبعض قدموا ما هو موجود لديه من أجل الاقتناء من الجانب التنظيمى، ولأن قصر الفنون هو المكان الوحيد المخصص للعرض، فقد استغل القوميسر الفنان التشكيلى محمد طلعت بخبراته كل الأماكن فى قصر الفنون لاستيعاب كثافة الاعمال باختلاف أنواعها وأحجامها، إلا ان هذا أظهر بقوة العيوب المعمارية فى قصر الفنون، وشكوى الفنانين من مكان العرض والتى كنا قد ذكرناه فى الدورة السابقة (36)، وأن أزمة قصر الفنون معمارية تعوق التنسيق والكارثة المعنوية التى ترسبت نتيجة العيوب المعمارية جعلت الفنانين يترقبون من سوف يعرض له فى ساحة القصر ومن فى الممر، فعلينا مراجعه أسلوب العرض والتسيق فى قصر الفنون، و تلافى التميز بين الفنانين، وإلغاء العرض فى الممرات وتحت السلم، وتقليل مساحة عرض اللوحات التصويرية فى الدورات القادمة، بل الأفضل تغيير قصر الفنون للمعرض العام، واختيار مكان آخر أو تحديد قاعات آخرى لتكفى عروض الفن المعاصر، أو تقسيم المعرض العام على مجموعة عروض نوعية وليكن ثلاثة عروض متتالية، ولتجنب الخلاف الأزلى بين الفنانين والمنسقين حول اختيار الأعمال، يمكن أن توضع شروط عامة للمشاركة، على سبيل المثال، أن يكون الفنان أقام معرض فردى فى آخر سنتين ويثبت هذا من خلال وجود كتالوج لمعرضه، وله مشاركات جماعية تؤكد مشاركته المستمرة فى الحركة الفنية، وتلغى الدعوات الخاصة التى يتم إرسالها للفنانين لأنها أصبحت تسبب خلافات مع منظمى المعرض العام.
- وبعد ما نشرنا المقترحات فى مقالنا عن المعرض العام الدورة الـ 37 استجاب قيادات القطاع، والحق يقال إن الفنان محمد إبراهيم مدير قصر الفنون كان أكثر المتابعين لكل ما كتب عن قصر الفنون، وبالفعل تم استبعاد الممرات والسلالم سواء فى المعرض العام أو الفعاليات الأخرى للقصر، كما تم إدراج شروط المشاركة فى الدورة الـ 38 والتى قصدنا بها شروط أن يكون الفنان نشط وله مشاركات مستمرة بالحركة الفنية سواء معرض جماعى أو معرض شخصى أو معارض دولية ويثبت مشاركته.
المعرض العام الدورة الـ (38)
فى مقالة عن المعرض العام الدورة الـ 38 تحت عنوان «المعرض العام بين التشكيك والإنجاز والتغيير»، نشرناه بتاريخ 16 يونيو 2016، ذكرنا فيه عدم قناعة المرفوضين بأسباب الرفض الجدلية الأزلية التى رسخت ثقافة التشكيك فى كل اللجان، والتى أصبحت تحتاج إلى ندوات نقدية عن تقيم العمل الفنى حتى يتم إزاحة التخوين عن كل اللجان السابقة والقادمة، وليكن مؤتمر صحفى يصاحب الفعالية، كما تناولنا إشكالية آلياتة التى نذكرها فى كل دورة، وتحدثنا عن أن تقسيم الآليات إلى قسمين ( استمار مشاركة ولجنة الفرز – ودعوات) أصبح لا يقنع الفنانين، كما وجدنا نفس الضغوط على قصر الفنون المكان الوحيد للعرض، فذكرنا لمحة من تاريخ المعرض العام أنه منذ دوراته الأولى وآلياته كانت كالآتى (لجنة فرز واختيار – استمارة مشاركة – دعوات خاصة - عروض فى اربعة قاعات) تكفى فنانين الحركة الفنية، وهما: قصر الفنون بالأوبرا- القاعة المستديرة «نقابة التشكيليين»- قاعة «ايزيس» وقاعة «نهضة مصر» بمتحف محمود مختار)، ولكن فوجئ القطاع بالهجوم والأغلبية تطالب بالعرض بقصر الفنون!، كما اعترض النقاد أن العروض فى أكثر من مكان تشتيت للرؤية لتقيم الحركة الفنية!، استمر هذا الحال والعروض فى أربع قاعات حتى الدورة الـ34 إلى أن استقر المعرض العام بدءا من دوراته الـ35 بقصر الفنون فقط، استجابة للاعتراضات، وقعنا فى قضية المكان الوحيد المتاح لفعالية بحجم المعرض العام.
 كما قدمنا فى نهاية المقالة عن الدورة السابقة الـ 38 المقترحات وتحت عنوان مقترحات لتعديل مسار المعرض العام: «لا نريد أن نعيب فى كل دورة عن سلبيات لفتنا الانتباه لها كل الدورات السابقة،.نرى أن يطلب قطاع الفنون من كل الفنانين تقديم مقترحات للمعرض العام لتعديل مساره فى السنوات المقبلة لمصلحة الجميع، وأن تخصص صفحة على موقع التواصل الاجتماعى لطرح الأفكار تحت عنوان «المعرض العام الجديد»، حتى نغلق الباب على المشاكل القديمة ونقضى على الاحتقان بين الفنانين وإنهاء الخلافات، وتشكل لجنة متطوعة بها فنانون ونقاد لجمع كل المقترحات وتقنينها، وإذا تعسر الأمر ولم يكن أمامنا إلا قصر الفنون للمعرض العام، فليعقد المعرض كل عامين، ويقدم على شكل مجموعة من المعارض النوعية المتخصصة، ولابد من أن يحدد هدفاً واضحاً: ما هو المطلوب وما هو المقصود بالمعرض العام؟. وبالنسبة لآليات المعرض العام فى المشاركة، تحدد شروطاً واضحة ومعلنة ومتفق عليها لمن ترسل الدعوات الخاصة، كما يلزم وجود ناقد فنى أو أكثر فى اللجان يكشف الأصالة الفكرية للأعمال الفنية، ويطلب منه بشكل رسمى توثيق الدورة نقديا، لأن كم من الفنانين ظلموا نقديا بسبب عدم وجود ناقد موثق لأعمالهم.
هذا ملخص ما كتبناه على مدار الثلاث دورات الأخيرة للمعرض العام، نذكر به الإدارة الحالية ونطالبها بالتغيير، وقد اقترب المعرض العام من عامه الأربعين، والمتعارف عليه أن كل فعالية تتطلب لتقيم كل خمس سنوات للوقوف على ايجابيات وسلبيات، فمتى تقيم فعاليتنا بدلا من التكرار الممل لفعالية بنفس الأداء، ورفع الاتهام الدائم للمسئولين بالتقصير.