الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المجر من أوائل الدول الداعمة لمصر فى الحرب على الإرهاب

المجر من أوائل الدول الداعمة لمصر فى الحرب على الإرهاب
المجر من أوائل الدول الداعمة لمصر فى الحرب على الإرهاب




تقرير ـ أحمد إمبابى


 بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى فعاليات زيارته الرسمية لدولة المجر بالأمس، والتى يشارك خلالها فى قمّة تجمّع «الفيش جراد» وهو تحالف سياسى وثقافى يضم 4 دول هى المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا.
وتُعد تلك هى الزيارة الرسمية الثانية للرئيس السيسى منذ تولّيه قيادة البلاد، حيث كانت الأولى فى عام 2015، والتى نتج عنها تعزيز التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات.
وتعد أهمية تلك الزيارة فى أن مصر هى أول دولة من الشرق الأوسط تمّت دعوتها لحضور هذه القمة، ويأتى ذلك تأكيدا لإدراك هذه الدول لقيمة مصر ودورها القوى فى الشرق الأوسط.
على الصعيد السياسى هناك تعاون مصرى مجرى بين فى السنوات الاخيرة، حيث كانت المجر من أولى الدول الداعمة لمصر فى الحرب ضد الإرهاب، ولم يصدر منها أى انتقادات للقاهرة فى هذا الصدد، بل طالما نظرت بودابست إلى الحرب التى يخوض غمارها الجيش والشرطة.
فى مختلف أنحاء مصر، على أنها دفاع أيضا عن أمن المجر، لأن خطر الإرهاب يهدد الجميع.. وتؤمن المجر - التى تتمتع بعضوية الاتحاد الأوروبى - بأن استقرار مصر هو أفضل ضمان لاستقرار الشرق الأوسط، منطقة الجوار المباشر لأوروبا. وأعلنت دعمها الكامل لحصول مصر على مقعد فى مجلس الأمن الدولي، وفى المقابل، تعهدت القاهرة بتأييد ترشح المجر لعضوية مجلس حقوق الإنسان بجنيف لعامى 2016 - 2017.
 محطات العلاقات السياسية
وتوضيحا لأهم محطات العلاقة بين مصر والمجر على الصعيد السياسى، فإن العلاقات الدبلوماسية بدأت رسميًا بين مصر والمجر بعد انفصالها عن إمبراطورية النمسا والمجر عام 1928، وتعُد مصر هى الدولة العربية الأولى التى افتتحت فيها المجر بعثة دبلوماسية عام 1939، وقد تم إيفاد أول سفير مصرى للمجر عام 1948.
بعد الحرب العالمية الثانية، وقعت المجر تحت النفوذ السوفيتى، وتزامن ذلك مع توثيق مصر علاقاتها مع المعسكر الشرقى وتبنيها سياسات اشتراكية بعد ثورة 1952 وأدّى ذلك إلى تنامى العلاقات المصرية - المجرية بشكل كبير ومتشعب فضلًا على ازدياد حجم التبادل التجارى، حيث استوردت مصر من المجر الميكنة الحديثة والميكنة الزراعية من منتجات شركة جانز المجرية واللمبات الكهربائية من إنتاج شركة تونجسرام.
وإبان الحقبة الشيوعية، توافد الطلاب المصريون على الجامعات المجرية لدراسة علوم الرياضيات والهندسة والطب والزراعة، فقد تخرج فى الجامعات المجرية نحو 600 طالب ومن هؤلاء الخريجين عدد من كبار الأساتذة الجامعيين المصريين الذين تقلدوا مناصب رفيعة فى المجر، وقامت الدولة المجرية بتكريمهم بأرفع الأوسمة كالدكتور السيد حسن بجامعة أوبودا والدكتور مصطفى أنور بجامعة بودابست الاقتصادية ود. سمير راضى الخبير الزراعى المشهور.
مع سقوط الستار الحديدى وتغيير النظام فى المجر من الشمولية إلى الرأسمالية، جاء تركيز المجر على انضمامها إلى المؤسسات الأورو- أبلسية، تحديدا حلف الأطلنطي، عام 1999 والاتحاد الأوروبى عام 2004  على حساب علاقاتها التقليدية مع الوطن العربى وأفريقيا وبالتبعية مع مصر رغم استمرار آليات التشاور السياسى مع المجر.
استمر هذا الفتور حتى نهاية عام 2006 حينما قام الرئيس المجرى د. لاسلو شويوم بزيارة ناجحة لمصر فى ديسمبر 2006 التقى خلالها الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك إيذانا ببدء مرحلة جديدة من إعادة إحياء العلاقات، حيث شهد عام 2007 و 2008 التوقيع على عدد من الاتفاقيات المؤجلة أهمها اتفاق التعاون الاقتصادى الذى أنشئت بمقتضاه اللجنة المصرية - المجرية المشتركة التى شهدت القاهرة دورتها الأولى فى نوفمبر 2008.
ساعد هذا الزخم على الصعيد السياسى والتجارى والتعاقدى فى إتمام زيارة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك إلى المجر خلال الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر 2009 والتى تعد أول زيارة لأى زعيم مصرى للمجر ورافقه وزراء الخارجية والاستثمار والتجارة والصناعة فضلا على وفد من كبار رجال الأعمال، وهى الزيارة التى شهدت تأسيس مجلس الأعمال المصرى  - المجرى المشترك، وساهمت بشكل كبير فى قبول رئيس الوزراء المجرى جورد ون بايناى الدعوة لزيارة مصر وإتمام زيارة ناجحة للقاهرة فى الفترة من 8 - 9 فبراير 2010.
 دعم مجرى للرئيس السيسى
رغم أن المجر منذ انضمامها للاتحاد الأوروبى تتبنى مواقف الاتحاد الأوروبى خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إلا أنها تحرص بشكل عام على اتخاذ مواقف متوازنة وتأييد رؤية مصر إزاء قضايا السلام فى الشرق الأوسط وخطورة سياسة الاستيطان الإسرائيلية وضرورة وقفها فورا وفقا لاتفاق أنابوليس، كما تدعو لوجود مراقبين دوليين لمراقبة وقف الاستيطان على أرضية الواقع، وتعكس تصريحات كبار القادة والمسئولين فى المجر تقديرهم البالغ لدور مصر فى تحقيق السلام والاستقرار فى منطقتها ودورها كقوة اعتدال رائدة فى محيطها العربى والإسلامى والأفريقى والمتوسطى، فضلا على دورها النشط على الساحة الدولية.
حرصت مصر والمجر على استمرار التشاور بينهما دفعهما  لإنشاء آلية دورية للمشاورات السياسية والاستراتيجية بين وزارتى الخارجية فى البلدين، وهى المشاورات التى تجرى على مستوى مساعدى الوزير، كما يلاحظ أن المجر تؤيد المرشحين المصريين فى المحافل الدولية بشكل عام.
فى 13 / 6 / 2014 وجّه رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان دعوة رسمية إلي الرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة بودابست، وقام بتهنئته بفوزه فى الانتخابات الرئاسية مؤكدا أن المجر تعتبر مصر شريكًا استراتيجيًا فى إطار سياسة المجر الخاصة بالانفتاح نحو الشرق.
فى 6/ 6/ 2015 قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة للمجر، حيث التقى الرئيس السيسى مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان  وتبادل الجانبان الرؤى بشأن العلاقات المصرية - المجرية والموضوعات الدولية ذات الاهتمام المشترك فى إطار تعزيز التعاون المثمر وتوثيق أواصر الصداقة بين البلدين.
 العلاقات العسكرية
هناك علاقات عسكرية مشتركة بين مصر والمجر، حيث التقى الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى  فى فبراير 2017 ايشتيفان شميتشكو وزير الدفاع المجرى خلال زيارته الرسمية لدولة المجر، حيث عقد الوزيران جلسة مباحثات ثنائية رفيعة المستوى على صعيد التعاون العسكرى والأمنى تركزت على مجالات التصنيع الحربى ونقل وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين فى العديد من المجالات.
وتتحد الجهود المصرية المجرية فى الحرب العالمية ضد الإرهاب، والجريمة الدولية المنظمة، وتهريب السلاح والمخدرات، والهجرة غير الشرعية، والاتجار فى البشر، بالإضافة إلى الجرائم الاقتصادية.
كما يوجد تعاون بين البلدين فى مجالات الزراعة ومعالجة المياه والسكك الحديدوإنتاج الآلات والبحث العلمى والتكنولوجى والسياحة والسياحة العلاجية.
كما يوجد التعاون الأورومتوسطي، ودعم جهود «الاتحاد من أجل المتوسط» لتحقيق النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتتسم سياسة بودابست الخارجية بالتوازن داخل الاتحاد الأوروبى، خاصة حيال الأزمة الأوكرانية، مؤكدة أنه لا يمكن تحقيق الأمن فى المنطقة بعزل روسيا.