الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لا تفاوض على الدم المصرى

لا تفاوض على الدم المصرى
لا تفاوض على الدم المصرى




كتب - رئيس التحرير


عن أى مصالحة يتحدث المتحدثون، بأى مهلة يطالب المماطلون، وحده الدم المصرى يتكلم بينما على الجميع أن يستمع، يخطئ من يعتقد أنه يمكن أن تكون الدماء المصرية محلا للمزايدة على طاولات المفاوضات سرا أو علانية، رائحة الدماء الزكية لا تنضب أو تتلاشى، بل يزيدها الزمن تركيزا وتأثيرا، الأيادى القطرية الملطخة بالدماء  المصرية مازالت لا تدرك معنى الغضب المصرى، بعدما أخذتها العزة بالإثم، مازالت لا تدرك مكانة الثأر فى أدبيات الثقافة والوعى المصرى.  
فى بيوت الشهداء مازالت الدماء لم تجف، لازالت تصرخ تنادى بحق الثأر، بينما آلة الدم القطرية مازالت تمول قتلتها المأجورين يحصدون أرواح المصريين، بينما جزيرة الشيطان تُمارس فعلها الفاضح العلنى، ثم تجد من يحاول أن يبرر لها منطقا أو عذرا، كما لو كان مرتعدا من تحول آلة القتل القطرية نحوه، وهو مدرك لحجم ذاته التى لن تتحمل ما تحملته مصر العظيمة، كما لو كان واهما فى إمكانية أن يسوق فزعه فى كواليس الدولة، هناك حيث يعرف الرجال لا محل لاختبار أحجام النخوة والكرامة المصرية، لا محل للمراهنة على حق الثأر، لا محل لوهم مقايضة الدم المصرى، لا محل للدم مقابل الدولار، لا محل لوهم الاعتقاد بأنه يمكن أن تترك مصر وحيدة، مصر التى أعجزت الصبر لطالما أعتقد المرجفون أنها قابلة للإخضاع، فلم يزدهم خذلانهم إلا الندامة.
بصمة الدم المصرى تعلو جباه القتلة تختمهم بخاتم العار، تميزهم بينما دماء الشهداء تحاصرهم تتوعدهم لا يملكون منها فرارا مهما طال الزمن، فالدماء لن تجف والثأر لا يبرد والشهيد لا ينسى، والأجيال الناشئة ترث الحق فى الثأر، ولا يرث المتخاذلون إلا العار بعدما سيطر عليهم خوفهم، متناسين أن الخضوع لابتزاز الأصاغر لن يزيدهم إلا عارا.
المنخدعون بإرادتهم الحرة، هل يملكون إثناء قطر عن تمويل الإرهاب الذى يستهدف مصر بامتياز؟ هل تمنحهم أحجامهم الإقليمية تأثيرا ملموسا أعلى طاولات المفاوضات؟ هل يملكون قدرة على إقناع قطر بتسليم قتلتها المأجورين؟ هل يملكون إقناعها باتفاق ملزم مع أطراف الأزمة الدائرة؟ هل يملكون مواجهة أهالى الشهداء؟ أم أن دور الوسيط ما هو إلا اتقاء لغضب قطرى يهددهم بالعبث فى مقدرات أوطانهم؟.. يقينا إجابات تلك الأسئلة لاتهم مصر بعدما أدركت أن قطر المحتلة إخوانيا لم تعد تملك من أمر نفسها شيئا، أم أنها حالة تدليس لاستدراج مصر للتفاوض مع التنظيم الدولى؟!
قطر التى تحولت لشعبة إخوانية فى بنيان التنظيم الدولى بعدما فقدت عذريتها السياسية باتت تستوجب الحجر العربى على تصرفاتها، فلم يعد بالإمكان أن يتم التفاوض معها كطرف فاعل فى الأزمة بل مفعول به من التنظيم الذى عزله المصريون بعد كشفه وفضحه سياسيا وتنظيميا، ومازالت دول أسيرة لخوفها من قدرة التنظيم على العبث بأمنها فقبلت أن تلعب دور الوسيط خضوعا لابتزاز التنظيم.
بقدر أحجامها تتحرك الدول، مصر التى ركّعت التنظيم الدولى العصابى ومستمرة فى دهسه ليست بصدد تفاوض مع إحدى أدواته الإقليمية، ليست معنية بمنحه هدنة تكتيكية لالتقاط الأنفاس، فمن تورط فى حضور الغضب المصرى لا يملك أن يصرفه وقت ما شاء، تجار الدم لا يملكون تسويق بضاعتهم لمصر، صحيفة الحالة الجنائية لشبه الدولة القطرية صدرت مختومة ببصمة الدم المصرى لا تمحوها وساطات ولا توسطات، لا يمحوها إلا الثأر، فيا أيها الوسطاء لا تشغلوا بالكم بمصر، بل انشغلوا بأنفسكم واتقوا يوما تدور فيه الدوائر القطرية عليكم.
مصر لا يمكن استدراجها لحالة من الأنانية السياسية، لايمكن استدراجها لحالة من قصور الرؤية المستقبلية المتعمدة ، مصر لاتتصدى لملف الإٍرهاب القطرى باعتباره ملفا ثنائيًا خلافيًا، مصر تتعامل مع الحاضنة القطرية باعتبارها خطرًا على السلم والأمن الدوليين، ليس هناك مجال للاعتذارات أو الصفقات، من يتحمل الدماء الليبية، من يتحمل الدماء السورية، من يتحمل صرخات الأيتام والثكالى والجرحى، مصر ليس بمقدورها أن تقايض على الدم العربى.