الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جائزة العروض المختارة تثير غضب المسرحيين بالمهرجان القومى!

جائزة العروض المختارة تثير غضب المسرحيين بالمهرجان القومى!
جائزة العروض المختارة تثير غضب المسرحيين بالمهرجان القومى!




أثارت جائزة العروض المختارة حفيظة وتساؤل الكثير من المسرحيين، وهى المسابقة الثانية التى اعتمدها المهرجان القومى للمسرح فى دورته العاشرة فى الفترة من 13 إلى 27 يوليو الجاري، بجانب المسابقة الرسمية وتتلخص فكرة تسابق العروض المختارة فى منح جائزة أخرى خارج التسابق الرسمى ولكن عن طريق تصويت الجمهور بتوزيع استمارات استبيان على الحضور لإبداء آرائهم فى العمل المسرحى، بالطبع لم تلق هذه الجائزة ترحيب معظم المشاركين وغير المشاركين بهذه الدورة حتى أن البعض اعتبرها نوعاً من الإهانة والاستخفاف بمجهود الفرق المشاركة، كما أنه على حد قول الجميع ليست هناك رؤية واضحة وصيغة مفهومة لمعيار التسابق بتصويت الجمهور وبالتالى هناك من اتخذ موقفا حازما بعدم المشاركة بشكل نهائى وكان على رأسهم عرض «ساحر الحياة» للمخرج محمد جبر التابع لفريق كلية الألسن جامعة عين شمس، حيث قرر جبر وفريقه الانسحاب تماما من المشاركة ضمن فعاليات المهرجان بعدما علم بشكل رسمى أنه ضمن العروض المختارة وأكد جبر أنه تم وضعه فى هذه الجائزة على غير رغبة منه، ففى الاستمارة التى تقدم بها للمشاركة بالمهرجان كان اختياره المشاركة فى المسابقة الرسمية، إلى جانب أن معيار المنافسة فى هذه المسابقة الجديدة غير واضح المعالم فكيف سيتم توزيع 50 استمارة على جمهور بقاعة عرض قد تحمل 200 شخص ومن خلال هؤلاء سيتم التقييم بناء على الخمسين فقط سواء كان بالإيجاب أو بالسلب، أعتقد أن هذا الأسلوب إهانة وهدر لمجهود الفريق وتقييم من غير متخصصين ويترك التقييم لأهواء 50 شخصاً من الحاضرين وهذا غير منصف وغير عادل بجانب أننا طالبنا باستبعادنا من المشاركة ضمن هذه المسابقة والعرض على الهامش لكن إدراة المهرجان رفضت وبالتالى قررنا الانسحاب نهائيا.
      وكذلك كان الوضع مع عرض «واحد تاني» للمخرج شادى سرور حيث أكد أحد أبطال العرض عمرو عبد العزيز أن هذا الشكل من التسابق غير منصف وغير مفهموم كما انه ليس من العدل أن يتم تقييم شباب مع محترفين لذلك أرى أننا كعرض كبير سبق وأن نجح جماهيريا باعتراف الجمهور والبيت الفنى للمسرح الذى قرر أن يمد العرض بسبب الإقبال الجماهيرى بعد أن قدمنا 60 ليلة، لذلك خاطبت المخرج شادى سرور وطلبت منه أننا لن نشارك فى هذا التسابق لأنه إهانة لنا كصناع عمل وكمسرحيين محترفين وبما أن فلسفة المهرجان هدفها أن يتم فتح المسرح للجمهور مجانا ليس لدينا أى مانع فى أن نقوم بذلك على أن يتم اعتبار عرضنا على هامش المهرجان كضيف شرف ولكن ليس ضمن تسابق لعروض مختارة، فهل يعقل أنه بعد نجاح عرض مثل «ليلة من ألف ليلة» بهذا الكم من الإيرادات والإعادات يتم تقييمه باستمارة استبيان أعجبنى أو لم يعجبني، هل كان سيقبل المخرج خالد جلال أن يدخل هذا التقييم بعرض مثل «الإسكافى ملكا» لا يمكن أن يحدث ذلك على الإطلاق.
ويضيف: واقترح على إدراة المهرجان أن تستضيف مجموعة من المنتجين والمخرجين الكبار ضمن فعالياته لمشاهدة هؤلاء الشباب الجدد واختيار أعداد منهم كى يكونوا وجوهاً جديدة فى أعمال درامية وسينمائية مقبلة مثلما فعل خالد جلال وغيره وتكون هذه جائزة من المهرجان لهؤلاء الشباب بدلا من جائزة العروض المختارة.
فى حين قرر هؤلاء الانسحاب قرر آخرون البقاء لكن مع تحفظهم على هذه الجائزة غير الواضحة المعالم كما قال سعيد سليمان مخرج عرض «شامان» احترمت قرار اللجنة ولم اتحدث منذ علمى بإختيارى لهذه الجائزة لكن هذا لا يمنع أن لديه بعض التساؤلات حول ماهية هذه الجائزة، كيف سيتم التقييم والتفريق بين جمهور القاعة الصغيرة والقاعات الكبرى بغض النظر عن نوعية العرض، كما أنه على سبيل المثال عروض الجامعات يكون هناك سيطرة تامة على الجمهور من قبل زملائهم وهم يتحكمون فيمن سيحضر ومن لا يحضر العرض وبالتالى قد تحصل عروض لا تستحق على تصويت أصحاب صناع العرض وقد تذهب عروض تستحق بسبب فكرة التحكم فى نوعية الجمهور، كما كيف تثق إدراة المهرجان فى مستوى وعى الجمهور فقد تحصل عروض تافهه على أعلى الأصوات لمجرد أنها أعمال تافهة خالية من المضمون لذلك من حق أى شخص أن يتساءل ويعترض على هذه القضية، خاصة أننى حقيقة لا أفهم كيف سيتم السيطرة على هذه الجائزة.
من جانبه أكد أيضا وليد طلعت مخرج عرض «الجسر» التابع للجامعة الألمانية أنه سيشارك ضمن فعاليات المهرجان احتراما لقرار اللجنة لكنه فى الوقت نفسه لم يستوعب هذه الجائزة، مؤكدا أن اختراع فكرة عروض مختارة ليس بها هامش وخضوع هذه العروض لتقييم مختلف، هى فكرة قوية جدا وجديدة لكننى لم أر لها آلية تنفيذ واضحة، فليست هناك رؤية تحكم تنفيذ هذه الجائزة فهناك حالة من التخبط وعدم الوضوح، كما أن تقليل عروض المسابقة الرسمية حرم الكثيرين من المشاركة ضمن فعاليات المهرجان خاصة وأن انتاجنا أصبح ضخما فى السنوات الأخيرة الماضية ففى الجامعات الخاصة هناك حركة مسرحية قوية تضاهى حركة المسرح بالجامعات الحكومية مثل الجامعة الألمانية والجامعة البريطانية لذلك كان يجب مراعاة هذا الزخم الإنتاجى وهذا التنوع.
كما سجل المخرج المسرحى محمد فوزى اعتراضه الشديد على فكرة تقسيم الجوائز إلى عروض مسابقة رسمية وعروض مختارة وأشار إلى ضرورة أن يغير المهرجان منطق التسابق وفلسفة التعامل مع فكرة المهرجان القومى الذى يجب أن ينتشر فى كل ربوع مصر من أقاليم ومحافظات ولا يجب أن تقتصر عروضه على التسابق والمنافسة فى القاهرة فقط لأن هذا ينفى عنه فلسفته التى أقيم من أجلها وهى فكرة القومية بمعنى مشاركة كل جهات الإنتاج المسرحية ضمن فعاليات هذه التظاهرة الفنية التى تكون بمثابة فرصة للقاء المسرحيين ورؤية أعمال بعضهم البعض واستشهد فى حديثه بمهرجان بوخارست الذى يقام داخل كل انحاء وربوع المدينة، كما أكد على ضرورة أن يتغير منطق التنافس والنظر إلى الجائزة على أن تكون هذه الجائزة أفيد من الحصول على مجرد مبلغ من المال بل كان من الأجدى أن تستبدل إدراة المهرجان هذه الجوائز بإقامة رحلات سفر بالخارج تفيد المسرحيين فى الإطلاع على تجارب فنية مختلفة.
بينما أوضح من جانبه الدكتور حسن عطية رئيس المهرجان أن هذه الجائزة سوف تتم تحت إشراف ومراقبة المركز القومى للبحوث الاجتماعية وهى ليست جائزة واحدة بل هى جائزة تجمع النقاد والجمهور فحاليا جار تحديد أعضاء لجنة النقاد الذين سيشاركون فى التحكيم على هذه الجائزة وبالتالى فهى تحتوى على درعين درع النقاد ودرع الجمهور كما أنه تم تحديد عدد 50 استمارة استبيان على عدد جمهور القاعة حتى تكون النسبة والتناسب بين القاعة والمسرح الكبير لأنها فى النهاية عينة عشوائية سيتم اختيارها بشكل عشوائى وبناء على منهج علمى والمنهج العلمى يتبع هذا التقسيم فى انتقاء العينات العشوائية وجائزة الجمهور موجودة ومعترف بها فى كل المهرجانات فعلى سبيل المثال هناك جائزة جمهور بمهرجان جميعة الفيلم.
جدير بالذكر أن جائزة العروض المختارة تمثل المرحلة الثانية من التسابق بعد عروض المسابقة الرسمية فنظرا لتقليص عدد عروض المسابقة الرسمية إلى 20 عرض فقط، قرر المهرجان أن يستعيض عن فكرة عروض الهامش بمنح بعض العروض التى لم يحالفها الحظ فى التسابق بالحصول على جائزة النقاد والجمهور والتى سميت بجائزة العروض المختارة ويشارك ضمن هذه الجائزة 15 عرضاً مسرحياً تتبع جهات مختلفة فمن مسرح الغد «شامان» إخراج سعيد سليمان، و«لعبة العراف» إخراج عمر الشحات، «الجسر» من الجامعة الألمانية وإخراج وليد طلعت، «معتدل بهدوء غاضب» إخراج عمر رضا، «حل والضفاير» إخراج محمد فؤاد عابدين، «الغرفة» إخراج محمد زكى، «عيد ميلاد ماريونت» إخراج محمد عبد الصبور، «أنا» إخراج شادى أحمد.