الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مفتى الجمهورية: مسئولية الأزهر تصحيح الصورة المشوهة من قبل المتطرفين

مفتى الجمهورية: مسئولية الأزهر تصحيح الصورة المشوهة من قبل المتطرفين
مفتى الجمهورية: مسئولية الأزهر تصحيح الصورة المشوهة من قبل المتطرفين




أكد  الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية- أن الإسلام منذ اللحظة الأولى يقصد إلى الانفتاح والتواصل مع جميع الحضارات، لأن طبيعة الرسالة المحمدية عالمية والله سبحانه وتعالى أرسل النبى صلى الله عليه وآله وسلم للناس كافة وللعالمين، فكان لا بد أن تصل هذه الرسالة إلى الآفاق، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا عن طريق التواصل مع الآخر ومع كل الحضارات.
وأضاف إن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان حريصًا على التواصل مع الحضارات الأخرى، ففى مكة تواصل مع الأنصار فى بيعة العقبة الأولى والثانية، وتواصل مع زعماء القبائل وكذلك أرسل المسلمين فى الهجرة الأولى إلى الحبشة، مشيرًا إلى أن هذا التواصل يحتاج لذكاء وخطط مدروسة ووعى بقضايا المجتمعات التى نتواصل معها حتى يؤتى ثماره، لا أن يتم بصورة عشوائية حتى لا يعطى نتائج سلبية.
وشدد على أن الإسلام لم يهدف أبدًا إلى صراع الحضارات أو العيش فى عزلة وانغلاق عن الآخرين، مؤكدًا أن منطلقات التشريع الإسلامى تسعى إلى التواصل والتعارف، يقول تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
وأشار إلى أن الصحابة الكرام الذين أرسلهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحبشة اندمجوا اندماجًا فعالًا فى مجتمع الحبشة ودافعوا معهم عن تلك الأرض، واستطاعوا أن يدافعوا عن قضيتهم وتوضيح حقيقة الإسلام عندما حاولت قريش الوقيعة بين النجاشى والمسلمين بأن القرآن يسيء لسيدنا عيسى عليه السلام، إلا أن الملك العادل استمع للطرفين وعرف صدق المسلمين وكذب قريش.
وقال المفتى: «إننا أمام منطلق من منطلقات الدعوة الإسلامية وهو ضرورة التواصل مع المجتمعات الأخرى، وإبلاغ الدعوة وتوضيح وجهة النظر وليس فرض الإسلام فرضًا، فكل النصوص متوافرة على أنه لا بد من التواصل وتبليغ الرسالة مع الحفاظ على حرية الاعتقاد.
وأوضح مفتى الجمهورية أن مواقف النبى صلى الله عليه وآله وسلم تدل على أن هذا مبدأ أصيل من مبادئ الإسلام، حيث سعى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلى التواصل مع جميع الحضارات التى كانت موجودة فى ذلك العصر عبر الرسائل وإرسال الرسل، وكانت رسائل النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى زعماء تلك الأمم تضم عبارات التقدير والاحترام وهو أدب من آداب التواصل، ويدل على عدم الصدام ودعوة للتعارف والحوار.
ولفت إلى أنه كلما حدث انغلاق وعدم تواصل مع الدول والأمم الأخرى يحدث تأخر وتراجع، مؤكدًا أن المسلمين مطالبون فى كل وقت وحين أن ينفتحوا على العالم بالطريقة المدروسة التى تفيدهم.
وأضاف: إن التطرف والإرهاب أثَّرا بشكل كبير على سمعة الدين الإسلامى فى الغرب فهى على المحك الآن، بدلًا من أن تكون صورة الإسلام مشرقة كما كانت فى البداية، مشيرًا إلى أن الإسلام دخل إلى دول جنوب شرق آسيا على أيدى التجار الذى اعتنوا بالجانب الأخلاقى فى تعاملهم مع الناس فكانوا خير دعاة للإسلام، ولم يحتاجوا لخطب أو مواعظ، ولكنهم كانوا دعاة بأخلاقهم الإسلامية وتعاملاتهم الحسنة.
وقال فضيلة: «إن المسلمين الآن لديهم تحديات كبيرة داخل الدول الإسلامية وخارجها؛ لذا فإن عليهم بذل مزيد من الجهد لإزالة الصورة المشوهة التى تسبب فيها الإرهابيون، كما أن عليهم أن يظهروا بصورة حضارية وأخلاقية فى الداخل والخارج تعبر عن حقيقة الإسلام».
وأضاف: إن المسلمين فى الغرب هم جزء لا يتجزأ من أوطانهم الأوروبية والغربية، وعليهم دور كبير فى تحسين صورة الإسلام باندماجهم الإيجابى والفعال، وأنهم إذا أظهروا أنفسهم بهذا المسلك الحضارى يكونون قد فعلوا الكثير فى توصيل رسالة الإسلام وصحيحه.
وأشار إلى أنه على الجاليات المسلمة فى الخارج ألا تنشغل بخلافات «تافهة» فيما بينهم يمكن أن يجرى حولها حوار يعزز من احترام كافة الثقافات والآراء.
وعن أهمية زيارات المرجعيات الدينية وقادة الرأى أكد مفتى الجمهورية أن هذه الزيارة تؤدى إلى تقريب وجهات النظر، مضيفًا أنه عندما ذهب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إلى ألمانيا مثلًا دار نقاش فعال فى قضايا مهمة، وقام فضيلته بإيضاح وجهة النظر الإسلامية الصحيحة.
وقال: أرى أن هذه الزيارات المتكررة، وخاصة من المؤسسات الدينية المصرية كالأزهر الشريف بمؤسساته المختلفة وكذلك الكنيسة المصرية، تمثل القوة الناعمة الحقيقية لمصر فى تقريب وجهات النظر وتصحيح الصورة التى تم تشويهها من قبل المتطرفين، وأن التطرف لا دين له ولا وطن، ولكنه موجود عند أتباع كافة الأديان وفى جميع البلدان.