الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السينمائيون يفتحون النار على «القاهرة»

السينمائيون يفتحون النار على «القاهرة»
السينمائيون يفتحون النار على «القاهرة»




تحقيق  _آية رفعت


منذ أيام قليلة انتشر خبر حول ضم إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للبرامج الموازية الثلاث التى كانت تقام على هامش المهرجان، لتكون تحت إشراف الإدارة الأم بدلا من تولى مؤسسة فنية مختلفة لكل منهما. وبعد انتشار الخبر أثار جدلًا واسعاً بين السينمائيين خاصة أن هذه البرامج قد أضيفت للائحة الجديدة للمهرجان بدورة عام 2014 التى كانت تحت إدارة الناقد الكبير الراحل سمير فريد. وقد ادخلها فريد ليتم استخدام برامج مستقلة بلجان التحكيم والمشاهدة والجوائز التى تمنح.
وخلال الدورات الثلاثة الماضية تم إقامة البرامج الثلاثة بنجاح وهى برنامج «آفاق السينما العربية» تحت اشراف نقابة السينمائيين وكان يديره السيناريست سيد فؤاد، ويعتبر البرنامج مسابقة مختصة بالافلام العربية المتميزة بالمنطقة العربية والتى لا تشارك بالمسابقة الرسمية. وبرنامج «سينما الغد» والمسئول عنه معهد السينما ويشرف عليه المخرج سعد هنداوى ويهتم بالمقام الأول بأعمال خريجى معاهد السينما حول العالم وتشارك به الاعمال الاكثر تميزا والتى لم تعرض من قبل بمصر أو تطرح على الانترنت، ويعتبر هذا البرانامج الوحيد المسئول عن الأفلام القصيرة. بالإضافة إلى برنامج «اسبوع النقاد» والذى تشرف عليه جمعية نقاد السينما المصريين تحت إدارة الناقد أحمد حسونة، ويتخصص باختيار النقاد للافلام الاكثر تميزا والتى تم جلبها من مهرجانات عالمية عالية المستوى.
وبعد ضم المهرجان البرامج الثلاثة تحولت لمسابقات تابعة للاشراف الادارة به، ولكن مع استمرار تواجد بعض ميروها ليكون لكلا منهم مدير فنى مستقل عن الخاص بالمهرجان ككل. ولكن الامر لاقى اعتراض لدى البعض وعلى رأسهم السيناريست سيد فؤاد الذى اعلن عن رفضه تولى إدارة برنامج «السينما العربية» بالدورة المقبلة مؤكداً أنه من وجهة نظره ليس من حق ادارة المهرجان أن تسلب الثلاث سنوات التى تم تقديم هذه البرامج بها بنجاح وبشكل مستقل.. حيث قال:» عندما اقدم الناقد الراحل سمير فريد على خطوة إدخال هذه البرامج الموازية كان يصر على استقلاليتها عن إدارة المهرجان وذلك اقتداءً بما يحدث بمهرجان «كان» العالمى. وكان الهدف من الاستقلالية هو تعدد وجهات النظر والرؤى مما يخلق حالة من التنوع بجانب مسابقات المهرجان المختلفة».
وأضاف فؤاد قائلًا: «كان الأجدر بهم أن يقوموا بالغاء البرامج الثلاثة بدلا من السطو على مجهود السنوات السابقة ونجاحها، فأنا لا أستطيع أن أتعاون معهم لاننى على خلاف بطريقة إدارة المهرجان، وفكرة التدخل بالبرامج وضمها إليهم غير مرضية بالنسبة لى».
أما المخرج سعد هنداوى فقال: إنه مستمر فى كونه المدير الفنى لمسابقة سينما الغد مؤكدًا أن معهد السينما كان يشرف عليها «بالاسم» فقط بينما كانوا يقومون كإدارة مستقلة بتشكيل لجان التحكيم والاختيار والاتفاق على الأفلام واستضافة صناعها وكل شىء ولم يكن للمعهد أى تدخل بالميزانية. وعن التغيير الذى طرأ بلائحة المهرجان قال هنداوى: «اللائحة السابقة للمهرجان التى وضعها الراحل سمير فريد وكان له الفضل الأول والأخير فى إقامة هذه البرامج قد تم تغييرها وفكرة أن المهرجان ينفق من ميزانيته كانت صحيحة فهم لازالوا مسئولين عن استضافة الأفلام والضيوف، وانا قبلت العمل كمدير فنى للمسابقة لان فكرة ضمها فى حد ذاتها لن تضرها إلا إذا افقدوها استقلاليتها وخصوصيتها. فهذه مسابقة تحقق صدى ونجاحاً عالمياً ويشارك بها الطلاب بالاعمال المميزة وكان الشرط الذى وضعته الادارة هو تقليل عدد اعضاء لجنة اختيارالافلام وهم من طلاب المعهد المتميزين ووافقت على الأمر توفيرًا للميزانية. أما إذا حدث أى تدخل آخر فسانسحب وليكمل المهمة أحدا غيرى».
أما الناقد أحمد حسونة فقال: إنه تولى منصب المدير الفنى لبرنامج «آفاق السينما العربية» بدلا من أسبوع النقاد» وذلك لعدم اقتناعه بضم أسبوع النقاد بشكل خاص للمهرجان، حيث قال: «أسبوع النقاد برنامج له خصوصيته وأسلوب اختيار الأفلام على أسس مختلفة وقد حاولت اقناع إدارة المهرجان بعدم ضمه ولكن كان البديل لضمه إلغاءه تمامًا، وبعد دراسة الموقف وجدوا أنه ليس من الصواب ضياع كل مجهود ونجاح السنوات الماضية فتم ضمه وإسناد الإدارة الفنية إلى الناقد الشاب رامى عبد الرازق بينما توليت أنا المدير الفنى لآفاق السينما العربية».
وعن ضم البرامج والتأثير عليها قال حسونة: هذا الأمر قد يؤثر بعض الشىء على الاستقلالية ولكن المهرجان كان يصر عليها من ميزانيته الخاصة والجهات المفوضة بالأمر لم تكن تدعمها إلا جمعية النقاد الوحيدة التى كانت تلتزم بجميع المصاريف الخاصة بالبرنامج. ولكل برنامج منها مديره الفنى المسئول عن اختيار الأفلام وأعضاء لجنة التحكيم وكلنا نعمل تحت إشراف رزق الله الذى سيكون الأمر مشاورة بيننا. بينما لجنة المشاهدة العامة للمهرجان اعتقد أنها ستقوم بفرز الطلبات المقدمة وتوزيعها على الأقسام المختلفة. وسيقتصر دور الجهات الراعية مثل الجمعية والنقابة والمعهد على تقديم الجوائز فقط باسمها. فكل ما تم فقط أن إدارة البرامج أصبحت تابعة بشكل رسمى للمهرجان. وكل ما يهمنى فى الأمر أن إدارة الأمر تظل بهذا الاتفاق من الاستقلالية مع انفصال لجان تحكيم كل برنامج على حدة. وأعتقد أن التعامل مع شخص متفتح وسينمائى مثل يوسف شريف رزق الله لن يكون متعبا فى النقاش».
وأضاف حسونة: إنه كانت قضيته بفكرة سحب أسبوع النقاد من الجمعية انهم كانوا يقومون بإنشاء برامج موازية للأسبوع نفسه، حيث يقومون بعقد ندوات وتكريمات خاصة للنقاد وعروض للأفلام مثل الفيلم البولندى وغيرها من الفعاليات التى تم الغاءها لانضمامه مع إدارة المهرجان.
أما الناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفنى للمهرجان فقال إن قرار ضم البرامج ليس لتقنين حريتها أو تغيير فى لوائحها ولكن الأمر أنه كان من المفترض على كل جهة أن تمد هذه البرامج بالميزانية المناسبة وعلى المهرجان المشاركة، بينما الأمر لم يكن كذلك وميزانية المهرجان تخصص ولا يتم وضع إشراف عليها فيما تم انفاقها، مما قد يتسبب فى عدم مقدرة لحجم الميزانية. وأضاف قائلًا: «إن فكرة الضم أن يكون توزيع الميزانية والمصروفات تحت إشراف الإدارة نفسها اما الوضع الفنى للبرامج فهو منفصل عن مسابقات المهرجان ولن يتم التدخل مع المديرين التنفيذيين بهم. فكل مسابقة لها شروطها ولجانها الخاصة ونحن فقط سنشرف ماليًا واداريًا ولن تغير أى شىء.