الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صلاح سلطان: دستورية تهانى الجبالى «سبب الانقسام» ..ولو تنازل الرئيس سنتظاهر ضده




تتوالى الأزمات والخلافات بين التيار الإسلامى والليبرالى حول أزمة الدستور وسيطرة التيار الدينى على الحياة السياسية وهو الأمر الذى أدى لانسحاب القوى المدنية من اللجنة التأسيسية والتهديد بحلها، وعقب ذلك قام الرئيس بإصدار الإعلان الدستورى من أجل تحصين اللجنة التأسيسية والشورى وتحصين بعض قراراته، وهو الأمر الذى صعد الخلاف ما بين الإسلاميين والليبراليين وتعددت المظاهرات والمليونيات والرغبة فى الحشد من أجل أن يضغط كل طرف على الآخر.
 
وحول الخلافات ما بين الإسلاميين والليبراليين وآلية التواصل وتأثير قرارات الرئيس الأخيرة على مصر، حاورنا الدكتور صلاح سلطان، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو المجالس فى أمريكا وأوروبا والهند والرئيس السابق للجامعة الإسلامية الأمريكية بولاية «ميتشجن».
لماذا تزايد الخلاف فيما بين الإسلاميين؟
- الاختلاف بين الإسلاميين شىء طبيعى ولو أن القرآن والسنة كافيان فى الاتفاق على الأصول والفروع لاتفق أصحاب النبى.
■  وكيف ترى خطورة الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين؟
 - الحقيقة داخل الوطن العديد من المعارك الكل فيها لابد أن يكون منتصرا وعلينا أن يكون للعلماء دور فى صناعة السلم الاجتماعى.
■  وكيف ترى تكفير الآخر وإقامة الحد عليه؟
- لا أجيز هذا ولا يجوز لأحد أن يقف أمام التعبير بالرأى سلميا والتجاوز تتم المحاسبة عليه بالقانون.
■  وماذا عن تصريحات وجدى غنيم التى تطالب بذلك؟ 
- اختلف تمامًا معه فلا يجوز شرعًا أن نقصى أحدًا أو نطالب بإدخاله السجن لمجرد الاعتراض.
■  وماذا عن تجاوزات شيوخ الفضائيات؟
- لا شك أن الفضائيات تحتاج لترشيد فى الأسلوب والخطاب وفى المقابل القنوات العلمانية بها تجاوز وعدم موضوعية.
■  وكيف ترى الخلط بين الدين والسياسة بمصر؟
- السياسة والدين شىء واحدًا وليس مختلفين، وإذا كان الدين يشمل جميع جوانب الحياة جميعًا فما الذى يمنع أن يوجد السياسى المسلم والاقتصادى المسلم، ولكن ألا يعنى هذا أن تقتصر المناصب المهمة بالدولة على الإسلاميين فى كل المواقع.
■  وكيف ترى حال اللجنة التأسيسية للدستور؟
- لقد تم انتخاب اللجنة التأسيسية من قبل مجلس الشعب المنتخب وكانت معبرة عن جموع الشعب وبها كل التيارات السياسية ولم يحصل الإخوان المسلمون بها سوى على 21 مقعدًا ومن الطبيعى أن يحصل التيار الذى كانت له الأغلبية بالبرلمان على تلك الحصة ولو كانت الأغلبية لأى تيار ليبرالى بالمجلس لطالب بحصة كاملة ولكن الإسلاميين تنازلوا كثيرًا من أجل تيسير الأمور وعدم التفريق بين طوائف الشعب المصرى

■  هل ترى أن هناك أخونة للأزهر والأوقاف كما يدعى البعض؟
- هناك أوائل فى الأزهر والجامعات الشرعية تم إقصاؤهم خلال السنوات الماضية من قبل النظام السابق ولم يأخذوا حقهم رغم كفاءتهم، ويشهد الله لو أن أحدكم «معجون» شفيق ويؤدى شهادة المجلس فإنى احترمه وأقدره، وأن أى إنسان ينتمى للإخوان ولا يؤدى رسالته لا أقدره والمجلس به 400 موظف ولا يوجد واحد من الإخوان وكل هذا نتيجة الإقصاء على مدار 52 عامًا ولم نعين أى إخوانى بالمجلس وبوزارة الأوقاف المناصب السيادية بها ليس من الإخوان، ولا يعقل أن يأخذ الكل حقوقهم وهؤلاء يتم إقصاؤهم حتى بعد قيام الثورة.
■  وكيف ترى المطالب بحل التأسيسية بسبب استحواذ الإخوان عليها؟
- هذا يعتبر افتراء كاذبًا وإذا كان الإخوان واحد وعشرين من المائة، والذين خرجوا شاركوا فى كتابة الدستور وهذا ابتزاز سياسى ولا يقدرون على الشارع وعندما كان هؤلاء فى السلطة أقصوا الإسلاميين تمامًا وعندما جاء الإسلاميون للسلطة لم يقوموا بإقصاء أحد.
■  وماذا عن الإعلان الدستورى الأخير للرئيس والذى أعطى لذاته صلاحيات شبهها البعض بالأولوهية  والديكتاتورية؟
- لا أرى أنه أصبح إلها وعليهم أن يلوموا انفسهم لأنهم كانوا فى السلطة واعدوا القانون لانتخاب مجلس الشعب وقاموا بالاشراف على الانتخابات النزيهة كما شهد العالم أجمع ولكن لم يتوقعوا أنهم سيكونوا الأقلية بالمجلس وسط الإسلاميين ولهذا انقلبوا على الديمقراطية وهددوا بحل الشعب.
  ولهذا عليهم أيضا أن يلوموا دستورية تهانى الجبالى هى المسئولة عما يحدث الآن لأنها حلت الشعب والرئيس أراد أن يحصن ما بقى من مؤسسات منتخبة مثل الشورى واللجنة التأسيسية ولو أعطى حصانة لقراراته فهى مؤقتة للحماية وهى واجبهة لمدة شهرين على الأكثر، فكيف يريدون أن ينالوا من هيبة الرئيس.
■  هل ترى أن الحل فى تنازل الرئيس؟
 - لن يتنازل الرئيس عن تلك القرارات لأنها فى مصلحة البلاد ولو تنازل سأكون ضده.
■  وكيف ترى المظاهرات الآن بالتحرير والتى من أجل الضغط لإلغاء الإعلان الدستورى؟
- المظاهرات حق مطلق لأى إنسان بعد الثورة ولكن دون أن يستخدموا البلطجة والسيوف وحرق المقرات لابد من عقابهم وهذا دور النائب العام لانهم يستخدمون صغار الشباب والفقراء من أبناء الشعب.
■  البعض يقول قضى على القضاء، فهل ترى ذلك؟
- ادعاء كاذب لأن النائب العام اعتقل 30 ألفًا من الإخوان بجنايات باطلة كلها فهم أكابر المجرمين التناقض لدى من يسمون أنفسهم ثوارًا وطالبوا بعزل النائب العام قبل ذلك وبالتالى عليهم أن يعودوا لرشدهم فكيف يعترضوا الآن وكانوا يطالبون بعزله لأنه طمس الأدلة وأخفى وسائل إدانة المتهمين بقتل الشهداء وكان سبباً فى هروب العديد من رجال النظام السابق وضياع أموال مصر.
■  البعض يصف شباب الإخوان بأنهم قطيع لا رأى لهم؟
- نحن لا نربى قطعانًا نحن نربى فرسان، وكنا لا نقبل أن نقود طلاب الجامعة وكنا نربى على اتخاذ القرار ليكونوا قادة المستقبل.
■  وماذا عن مطالبات الثوار بعزل الرئيس؟
-   هم بذلك يريدون عزل الشعب الذى انتخبه فهو أول رئيس مدنى اختاره الشعب بعد سنوات من الحكم الظالم لمبارك، عليهم أن يصارحوا انفسهم لأنهم يطالبون بالديمقراطية واختيار الشعب وهذا اختيار الشعب وعليهم أن يتقبلوا رأى الأغلبية.
■  مظاهرات الإخوان تخلق نوعاً من الانقسام فما الحل؟
  -  لماذا احتكار الميدان للثوار لوحدهم فقد كان الإخوان هم فرسان وحراس الثوار والميادين فهل حلال للطير من كل جنس وحرام على الإخوان يوم واحد، وقد ترك الإخوان لهم الميدان أيام كثيرة فلماذا لا يترك الثوار الميدان يومًا واحدًا للإخوان ليعبروا عن رأيهم ونأمل ألا يحدث صدام واحتكاك بينهم.
■  وماذا يجب على الرئيس فى الفترة المقبلة.
  -  يتواصل دون أن يتنازل.