الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الدوحة عاصمة المنبوذين والمتطرفين

الدوحة عاصمة المنبوذين والمتطرفين
الدوحة عاصمة المنبوذين والمتطرفين




عواصم العالم - وكالات الأنباء

لا يزال إصرار قطر على تحدى العالم يثير التداعيات، وأشارت تقارير أمريكية إلى أن أمير قطر تميم بن حمد أضحى «مكبل اليدين» بسلطة تحكم من وراء العرش، رغم أنه لاحت فرصة جديدة للدوحة لفتح صحة بيضاء مع دول الخليج العربى عندما تسلم الأمير حمد مقاليد السلطة من والده حمد بن خليفة عام 2013.
وأكد تقرير لوكالة «بلومبرج» أن تولى تميم للسلطة فتح آمالاً بفتح صفحة جديدة وتغير مواقفها التى أغضبت جيرانها وحلفاءها، خصوصاً فيما يتعلق بدعم الإخوان، لكن هذا كله لم يتغير، بل قاد الدوحة إلى عزلة كبيرة دخلت فى أسبوعها الخامس على يد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين

قالت الوكالة إنه «لم يتغير أى شيء فى سياسات قطر، فالأمير الأب لا يزال يتحكم فى الأمور»، ونقلت عن رئيس معهد المشرق للشئون الاستراتيجية فى بيروت سامى نادر، قوله إن «الأمير تميم يدفع ثمن الحفاظ على سياسات والده، رغم أنه أعطى انطباعاً بأنه سيعيد صياغة سياسات قطر، ولكن الأزمة أظهرت أن سياسات الأب لا تزال راسخة تماماً».
ونقلت عن مصادر خليجية أن الأمير تميم مكبل اليدين من قبل الأب، ويتعرض لضغوط شديدة تسير على نفس نهج النظام السابق، ليتحول إلى نسخة من والده.
وأشارت «بلومبرج» إلى أن الشيخ حمد ظل مختفياً بصورة كبيرة عن الإعلام، منذ تنازله، ولم يظهر إلا فى مرات نادرة، لكن هذا ليس دليلاً على عدم سيطرته على الحكم.
تاريخ متناقض
وقالت خبيرة فى شئون الشرق الأوسط بشركة «ستراتفور» الاستشارية إيميلى هورثورن: «لا يزال الأمير الوالد له حضور مؤثر حتى الآن فى الدوحة»، وتطرقت الشبكة إلى جانب من التاريخ السياسى المتناقض لأمير قطر السابق، مشيرة إلى أنه صنع علاقات مع الجميع، بما فى ذلك حزب الله المدعوم من إيران وحركة حماس وإسرائيل التى فتح لها مكتباً تجارياً بالدوحة.
فى السياق ذاته، أكدت صحيفة «عكاظ» السعودية أن استمرار سياسات الأمير السابق التى أغضبت جيران قطر جعلت الدوحة عاصمة للمنبوذين والمتطرفين، وعلى رأسهم قادة الإخوان المسلمين.
الخيوط بيد الأب
وقالت صحيفة عكاظ فى افتتاحيتها: «جاء قطع العلاقات مع قطر فى 5 يونيوالماضى ليؤكد أن الخيوط لا تزال بيد الأب، وأن الابن ضحية سياسات والده، ولكن سياسات الأمير الأب أثبتت فشلها، إذ لم تتحول الدوحة مركزاً للدبلوماسية العالمية كما أراد لها، كما أنها لم تستفد شيئاً من حشد شذاذ الآفاق، من قادة الإخوان وحماس وحزب الله ومتطرفى ليبيا، بل تضررت».
وبرأى الصحيفة: «لعل أبرز ضرر هو ما تشهده قطر من عزلة ومقاطعة حالياً، ويضع ذلك الأمير الشاب فى وضع محرج جداً، فهو عاجز عن إرضاء جيرانه والأسرة الدولية لأنه لا يمكن المساس بسياسات والده».
وكان رئيس وزراء الأمير الأب حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى قال فى مقابلة مع تشارلى روز بثت فى مايو2014 ما يأتى نصاً: «ما حدث فى قطر هو أن السلطة تحولت إلى الابن بينما لا يزال الأب قوياً»!
التآمر مع الحوثيين وزعزعة مجلس التعاون
كما رفع المستشار فى الديوان الملكي، المشرف العام على مركز الدراسات والشئون الإعلامية، سعود القحطاني، الستار عن معلومات جديدة عن «الدور القطرى فى زعزعة منظومة دول مجلس التعاون، ومحاولة العبث بالأمن الوطنى السعودي، والتآمر مع الحوثيين فى اليمن ضد قوات التحالف الذى كانت الدوحة عضوا فيه قبل طردها أخيرا».
وكشف القحطانى أن تميم بن حمد تعهد، بعدم تقديم الدعم لأى فئة كانت فى اليمن ممن تشكل خطرا على الدول المجاورة لليمن، بحسب وثيقة نشرتها شبكة CNN لاتفاق الرياض الذى وقع عليه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة، فى العام 2014، ولكنه لم يلتزم به
وقالت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، فى بيان مشترك أمس الأول، إن الوثائق التى شملت اتفاق الرياض عام 2013 والاتفاق التكميلى عام 2014 «تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على تهرب قطر من الوفاء بالتزاماتها، وانتهاكها ونكثها الكامل لما تعهدت به».
وقال القحطاني، فى أول تصريح من نوعه لمسئؤول سعودي، عن تورط قطر فى التآمر على قوات التحالف فى اليمن: هل تظن سلطة قطر أن إعطاءها لإحداثيات قوات التحالف باليمن وتآمرها مع الحوثيين ضد قواتنا سيمر مرور الكرام؟.
وأوضح فى تغريدات عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، أن السلطة القطرية لاتزال تمارس ما وصفه بـالاستذكاء السياسى فى تمويلها للمنشقين فى دول الخليج والعمل على تقسيم الدول العربية.
وتساءل هل تعتقد الدوحة أن دولة بحجم السعودية يخفاها التمويل القطرى للمنشقين والتمويل الفاشل لخريف عربى يتوهمونه فى المملكة؟.
انتهاكات قطرلاتفاق الرياض
وقال القحطانى عبر هاشتاج «انتهاكات قطرلاتفاق الرياض»: هل تظن قطر أنها ستتلاعب بأمننا الوطنى ونكتفى بالتفرج وتنتهى المسألة بحبة خشم؟ هل تظن السلطة القطرية حقا أن تمويلهم لإرهاب العوامية وقلب نظام الحكم فى البحرين سيمر دون عقاب؟
وأضاف: لو كانت قطر لا تعترف بأن تنظيم الإخوان المسلمين هو تنظيم إرهابى فلماذا وقعت على اتفاق الرياض؟ هل تعتقد سلطة قطر أنها ستعمل على انهيار الدول ونشر الفتن وإراقة الدماء وتمويل الإرهاب دون رد وعقاب؟
وكشف القحطانى «أن الدوحة جنست عسكريين بحرينيين لأهداف وصفها بأنها لا تخفى على كل لبيب، فى انتهاك واضح لاتفاق الرياض، الذى شدد على عدم تجنيس مواطنى الدول إلا بموافقة دولهم»، مبينا أن قطر استضافت إماراتيين من تنظيم الإخوان المسلمين، واستخدمتهم للتحريض من خلال قناة «الجزيرة» وقناة «الحوار»، أمثال سعيد ناصر الطنيجي، أحمد الشيبة، محمد صقر الزعابي، حسن الدقي.
وأكد القحطانى أن دولة بحجم وتاريخ مصر قد نفد صبرها، بسبب «التلاعب القطرى بأمنها القومى وسفك دماء أبنائها».
وأكدت  نائبة مدير إدارة البحوث فى مركز «تريندز»، ليا شيرود، لـ»سكاى نيوز عربية»: «اتفاق الرياض تضمن مطالب واضحة انتهكتها قطر وردت على ذلك دول مجلس التعاون الخليجي».
وتابعت شيرود: «إن كان هناك اتفاق بين عدة دول، خاصة إن كان مكتوبا فيجب على الدول احترامه والامتثال لما جاء فيه، وإلا سيكون ذلك انتهاكا للقانون الدولي».
هذا الانتهاك تنبأت به الاتفاقات وأوضحت إجراءات الرد عليه فى حال حدوثه، مما يسمح للموقعين على الاتفاق باتخاذ إجراءات لمحاسبة من لا يلتزم بما ورد فيه.
وبما أن إحدى الدول الأعضاء لم تلتزم بالاتفاق بل وبالقانون التأسيسى لمجلس التعاون الخليجي، فإن الإجراءات التى اتخذت وستتخذ، مبررة قانونا، خاصة أن جميع الدول وقعت عليه، بما فى ذلك قطر بمختلف قياداتها.
إلى ذلك، قال وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش، إنه يجب التصدى لدعم قطر للتطرف والإرهاب وتقويض الاستقرار الإقليمي، مؤكدا أن الحلول المؤقتة ليس حلا حكيما.
وأكد قرقاش فى تغريدات على موقع تويتر أن «الأزمة ليست ضمن أربع دول خليجية، ولكنها بسبب دولة غنية تروج لأجندة متطرفة وفى حالات كثيرة لدعم منظمات إرهابية».
وأوضح قرقاش أن السياسية القطرية منذ 1995 تعد كارثية للمنطقة، وهى بؤرة دعم الإرهاب والتطرف، لكنه أردف أن «لدينا فرصة ذهبية لتغيير ذلك».
وأشارإلى أن الأزمة الخليجية مع قطر لها عدة عوامل أولها غياب الثقة ثم التطرف والإرهاب ومن ثم تقويض الاستقرار الإقليمي. وقال إنه «يجب يتطرق الحل إلى كل ما سبق»
مسلسل التآمر التركى – القطرى
واستمرارًا لمسلسل التآمر التركى القطرى، أعلن  وزير الاقتصاد التركى نهاد زيبكجى أمس إن أنقرة أرسلت 197 طائرة شحن و16 شاحنة وسفينة واحدة إلى قطر لتلبية احتياجاتها اليومية منذ اندلاع الأزمة الشهر الماضى بين قطر ودول خليجية.
وخلال اجتماع مع زيبكجى فى أنقرة قال وزير الاقتصاد القطرى أحمد بن جاسم آل ثاني، إن الدوحة مستمرة فى ممارسة التجارة البحرية والبرية.
وساندت تركيا قطر بعد أن قطعت الإمارات والسعودية ومصر والبحرين كل العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية معها بسبب استمرارها بدعم الإرهاب.
كما أعلنت أعلنت وزارة الدفاع القطرية عن وصول الدفعة الخامسة من القوات التركية، فى خطوة تشير لاستمرار تعنت الدوحة مع مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، مصر، البحرين) ومنها إغلاق القاعدة التركية.
وكان البرلمان التركي، قد أقر فى السابع من يوليو مشروع قانون يسمح لحكومة البلاد بنشر وحدات من القوات المسلحة التركية فى أراضى دولة قطر، بموجب بروتوكول أبرم بين البلدين يوم فى 2 ديسمبر 2015.
استهجان لكذب الدوحة وغدرها
وجاءت ردود فعل رجال السياسة والإعلاميين العرب تستهجن كذب الدوحة وغدرها، فاتهمت الصحف السعودية الصادرة أمس قطر بـ»الكذب والغدر والخيانة»، وأبرزت «نقض الدوحة وعدم التزمها ببنود اتفاق الرياض العام 2014»، كما اهتمت باجتماع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ا فى جده مع وزير الخارجية الامريكى ريكس تيلرسون.
وتنبأت صحيفة الجزيرة السعودية فى افتتاحيتها تحت عنوان: «ليل دولة قطر بكوابيسه ما أطوله؟!!» أنه « يوماً بعد آخر يزداد الحصار الحقيقى لقطر، والحصار الذى تعنيه هذه الجرائم القطرية التى تتحدث عنها الوثائق والمستندات مسجلةً أقوى حصار.
وفى الملف نفسه تحدثت صحيفة «اليوم» السعودية فى افتتاحيتها تحت عنوان «تمويل الإرهاب وانكشاف اللعبة» : عن أن «دعم دولة قطر للإرهاب يمثل خطرا داهما على استقرار وأمن دول الخليج والجوار، وهذه حقيقة لا تقبل جدلا، ذلك أن الدعم المتواصل للإرهاب بالمال والإعلام والمواقف السياسية المكشوفة أدى إلى زرع مساحات لمناخ سلبى شعرت المنطقة بخطره المحدق.
وبالمثل كتبت صحيفة «عكاظ « فى افتتاحيتها تحت عنوان «مسعى قطرى مفضوح»:» يوما بعد يوم تخنق قطر نفسها بيدها , فبعدما فضحتها قناة سى إن إن أمس الأول بنشرها وثائق اتفاق الرياض ، وملاحقة وآلية تنفيذه التى وقع عليها أميرها بخط يده , لم يعد أمامها أى مجال للإنكار أو المناورة أو إدعاء المظلومية».
وقالت «باتت الدوحة الآن مكشوفة أمام الرأى العام الخليجى والدولى فى أنها تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى التهرب من استحقاقاتها والتملص من وعودها والعمل على تفتيت منظمومة مجلس التعاون الخليجي» .
وأضافت « إنه رغم جهود الوساطة الكويتية والدولية الجارية الآن فى المنطقة ، فإن النظام فى الدوحة لايزال ماضيًا فى غيه وتسويفه وتضييعه للوقت والجهد ، إذ لم تعلن حتى الآن عن أية بوادر للقبول بالمطالب الخليجية المشروعة والمبادئ الستة التى أعلنها أخيرًا وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب».