الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«ساحر الحياة» يتحدى عجزه بالرقص!

«ساحر الحياة» يتحدى عجزه بالرقص!
«ساحر الحياة» يتحدى عجزه بالرقص!




بعد نجاحه فى تقديم عرض «1980 وأنت طالع» بفريق مسرح كلية التجارة جامعة عين شمس استطاع محمد جبر أن يحتل مركز الصدارة فى إفراز فرق عروض المسرح الجامعى، فلم يتوقف خياله وإبداعه عند النجاح الكبير الذى شهده هذا العرض بل ذهب بنفسه وبفريقه إلى مناطق أخرى أرحب وأوسع حيث قدم بنفس الفريق عرض آخر بعنوان «البروفة» ونجح أيضا فى استقطاب عدد لا بأس به من الجمهور ثم قرر أن يكتشف مواهب أخرى قادرة على الجذب الجماهيرى ومن ثم النجاح فنجحت تجربته مع فريق كلية الألسن بعرض «ظل الحمار»، ثم أخيرا مع مجموعة جديدة من فريق الكلية بعرض «ساحر الحياة».
ربما أكثر ما يميز فريق عرض «ساحر الحياة» أنه فريق مختلف أو بمعنى آخر قادر على تقديم إبداع من نوع خاص وذلك رغم حداثة سن المشاركين به وكذلك حداثة عهدهم بالتمثيل، ففى ساحر الحياة قدم الممثلون والمخرج حالة فنية مختلفة نفتقدها كثيرا فى المسرح وهو مسرح اللعب على المشاعر، فاحتوى العرض على مجموعة متضاربة ومتناقضة من المشاعر الإنسانية استطاع المخرج إبرازها بجدارة، يتناول العرض قصة رجل عاجز يسير على عكاز لكنه قرر أن يتحدى هذا العجز ويؤسس مدرسة للرقص المعاصر وهو الفن الذى حرم من ممارسته بسبب عجزه عن الحركة، وداخل هذه المدرسة نرى علاقات معقدة ومشاكل نفسية تجمع أعضاء هذه المدرسة فكل منهم جاء المكان كى يتخلص من عقد بداخله، فبدت هذه المدرسة وكأنها مصحة للعلاج النفسى أكثر منها مكان للإبداع والفن وربما ساهمت اعترافاتهم جميعا، بانطلاق موهبتهم وفتحت لهم آفاق الخيال والإبداع بتقديم عمل فنى راقص حتى ولو لم يكن سيعرض بشكل تجارى للجمهور.
صمم جبر الديكور من ألواح خشبية أحاطت المسرح من كل الجوانب مع الإضاءة الخافتة التى كانت أشد تعبيرا عن حالة الاعتراف والقتامة التى يعيشها مدير المدرسة وفريقه، كما سبق وذكرنا اكتشف جبر فى هذا العرض مواهب متعددة بدء من مدير المدرسة الذى قدم دوره بمهارة واحتراف ونهاية بالفتاة المستحدثة التى طرأت على المدرسة وعلى أعضائها فجأة دون سابق إنذار والتى قدمت دورها بحضور وخفة ظل شديدة واستطاعت أن تخطف أنظار الجمهور لها ببساطتها منذ بدء العرض وحتى نهايته وكذلك الفتاة التى قدمت دور المتلعثمة فى نطق الكلام كانت شديدة المهارة والتميز فى أداء هذه الشخصية وبدت كما لو أنها تعانى من أزمة نفسية حقيقية وكذلك كان باقى فريق العمل، وإذا استمر الفريق على تقديم عروضه بهذا الشكل سوف يحتل مع مرور الوقت مكانة كبيرة بين فرق المسرح الجامعى، لما تمتعوا به من كاريزما وأداء جماعى متلاحم وقوى خاصة فى المشاهد التى أدوا فيها أكثر من شكل فنى وانفعال أثناء تدريبهم على الخيال وعمل تشكيلات وتكوينات جسدية متنوعة.
قدم العرض على خشبة مسرح الهوسابير وشارك فى بطولته صابر عادل، علياء أشرف، نادين خالد، فادى أيمن، لبنى المنسى، أحمد حمام، بسمة شيرين، أحمد علاء، حسن شهاب، بهيرة إيهاب، مادونا عماد، شيرين محمد، محمد طه، ندى عيد، مى محمد، نهى محمد، ديكور محمد جبر، إضاءة محمود طنطاوى ملابس لبنى المنسى، استعراضات هانى فاروق، تأليف محمود جمال.