الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كواليس قمة 4+1 فى جدة.. لا تفاوض قبل الرضوخ

كواليس قمة 4+1 فى جدة.. لا تفاوض قبل الرضوخ
كواليس قمة 4+1 فى جدة.. لا تفاوض قبل الرضوخ




عواصم العالم - وكالات الأنباء


اعتبرت الصحف الخليجية الصادرة أمس، أن اجتماع وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب فى مدينة جدة السعودية أمس الأول بمشاركة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، وجه رسالة إلى دولة قطر مفادها الرضوخ الكامل وإلا ستواجه الدوحة عقوبات متدرجة.
وذكرت صحيفة «عكاظ» السعودية تعليقا على اجتماع جدة، أن «مفاد الرسالة أن على قطر الإذعان والرضوخ الكامل والالتزام بجميع مطالب الدول الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب، والتوقف نهائيًا عن دعم التنظيمات الإرهابية، ولا يمكن بأى حال من الأحوال التنازل عن المطالب الشرعية والعادلة الهادفة لتأمين المنظومة الأمنية» العربية.
وتابعت: إن ردة فعل الدول الأربع، وهى مصر والسعودية والإمارات والبحرين، باعتبار مذكرة التفاهم التى تم توقيعها بين واشنطن والدوحة خطوة غير كافية وستتم مراقبتها حتى تتوقف قطر نهائيا عن دعمها للإرهاب، دليل على ضرورة الرضوخ الكامل، إذ أشارت الدول الأربع فى نفس الوقت إلى أن الوصول إلى هذه المذكرة جاء وفقاً لمطالبها بسبب تمويل قطر للتنظيمات الإرهابية، وأنه لا يمكن الوثوق بأى التزام يصدر عن الدوحة دون ضوابط صارمة، لأن قطر دأبت على نقض كل الاتفاقات والالتزامات التى وقعتها.
ورأت الصحيفة السعودية أن قطر أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الرضوخ الكامل للمطالب أو مواجهة العواقب الوخيمة، مؤكدة أن الدول الأربع رفضت محاولة وزير الخارجية الأمريكى الالتفاف على الأزمة القطرية بتوقيع «مذكرة تفاهم» مع قطر فى شأن مكافحة تمويل الإرهاب.
من جانبها، نقلت جريدة «الانباء» الكويتية عن وزير الخارجية الإماراتى الشيخ عبدالله بن زايد قوله إن زيارة تيلرسون لن تحل الخلاف على الأرجح.
 وأضاف بن زايد: إن  زيارة تيلرسون ستهدئ التوترات لكنها ستؤجل المشكلة التى ستتفاقم فى المستقبل.
وفى مسعى لشغل الفراغ الذى سيخلفه أى فشل كامل للوزير الأمريكى ريكس تيلرسون فى حمل قطر على الاستجابة لمطالب الدول الأربع، أعلنت فرنسا أن وزير خارجيتها جان بيف لودريان سيزور الخليج نهاية الأسبوع لـ«تخفيف التوترات هناك».
فى الوقت نفسه، دخلت ماليزيا على خط الأزمة مع قطر، حيث أعلنت اعتزامها إرسال الوزير المكلف بالمهام الخاصة هشام الدين حسين، الأسبوع المقبل، إلى كل من السعودية والبحرين والإمارات لبحث الأزمة القطرية وسبل حلها.
ونقلت وسائل إعلام ماليزية عن الوزير حسين قوله، إن ماليزيا قلقة من الأزمة الخليجية، معربا عن أمله فى أن يتضح الوضع الحقيقى، ويحصل على آخر المعلومات من زعماء هذه الدول.
وأضاف الوزير: إنه إذا كان بإمكان ماليزيا لعب دور، فإنه يتعين عليها أن تعرف أسباب الأزمة بين الدول العربية المقاطعة وقطر، و«ذلك يكون فقط من خلال لقاءات شخصية مع ممثلى هذه الدول، التى تربطنا بها علاقة صداقة».
بدوره، هاجم السفير السعودى فى الجزائر، سامى بن عبد الله الصالح،  دولة قطر التى اعتبرها مخلبا من مخالب الارهاب فى المنطقة.
وقال السفير السعودى، فى حوار مع قناة «النهار» الجزائرية الخاصة: إن قطر تسمح لحركة حماس التى صنفها بأنها «حركة إرهابية» بأن تدير المؤامرات من فنادق خمس نجوم فى الدوحة.
ونفى الصالح أى نية للدول الداعية لمكافحة الإرهاب بالتدخل العسكرى لحل الأزمة مع قطر، مشيرا إلى أن هذه الدول ستفرض عقوبات بالتدرج حتى تستجيب قطر لمطالبها.
فى حين اعتبرت صحيفة « البيان» الإماراتية فى افتتاحيتها مذكرة التفاهم التى وقعتها الدوحة مع واشنطن تدين قطر أولا لأنها بمثابة اعتراف من قطر بوجود نشاطات إرهابية يتم تمويلها من الدوحة ولولا هذه النشاطات القطرية لما اضطرت الدوحة أساسا لتوقيع المذكرة.
وأضافت: إن «هذه المذكرة تفتح الحسابات المالية القطرية عبر البنك المركزى القطرى وحسابات المصارف للرقابة الأمريكية عبر وزارة الخزانة وعبر وسائل عديدة، كما أنها تجعل كل النشاطات السياسية والأمنية القطرية مراقبة من جانب المخابرات الأمريكية».
بدورها دعت صحيفة (الوطن) الإماراتية إلى إجراءات رادعة تحجم قطر وتلجم جموحها القائم على الشر والتدخلات وإلحاق النكبات بالشعوب، مشيرة إلى أن أجندة العدوان القطرى لم تستثن لا قريب ولا بعيد ومخططاتها التآمرية طالت الجميع.
ووصفت النظام القطرى بأنه « نظام مارق ماض فى عناده ويرفض تغيير أو تصحيح سياسته تلك ومع هذا جرت بعض الوساطات لكنها فشلت جميعها لمواقف الدوحة وساستها واختيارها الإرهابيين ودعمهم على حساب كل شيء آخر».
وفى السياق ذاته، وعلى الرغم من حياد السودان حيال الأزمة مع قطر، انتقد وزير الإعلام السودانى، أحمد بلال عثمان، قناة الجزيرة، واصفا خطها الإعلامى تجاه مصر تحديدا بالخاطئ والمرفوض.
وأكد عثمان، فى تصريحات إعلامية أن خط قناة الجزيرة الإعلامى الواضح هو إسقاط النظام فى مصر، وإثارة الفوضى واتهام النظام المصرى باستمرار، مشيرا إلى أن ذلك خطأ.
وشدد الوزير السوداني، فى هذا التصريح الاستثنائى، بالنظر إلى موقف الحياد الذى اتخذته بلاده منذ نشوب الأزمة مع قطر، على أن مصر أقدم دولة فى المنطقة العربية وتتمتع بنظام راسخ، لافتا فى الوقت ذاته إلى أن الشعب المصرى والجيش المصرى قادران على تغيير النظام إن أرادا، من دون تدخل خارجى.
وأشار وزير الإعلام السودانى، إلى أن التدخلات ومحاولات التحريض من قبل قناة الجزيرة مرفوضة.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية رفيعة فى مدينة حضرموت اليمنية إن «قطر قامت خلال الشهرين الماضيين بتجنيس العشرات من العناصر الإخوانية المرتبطة بتنظيم القاعدة، فيما قامت أيضا بعملية نقل لإرهابيين من سوريا والعراق إلى اليمن».
وأكدت المصادر أن «العشرات من عناصر الإخوان غادروا حضرموت ومأرب ومدن يمنية أخرى صوب الدوحة للحصول على الجنسية والجواز القطرى»، ويعتقد مراقبون أن الدوحة تسعى إلى منح العناصر الإرهابية جواز سفر قطرى ليسهل عليها التنقل وتنفيذ عمليات إرهابية خاصة فى المنطقة العربية والخليج.
وحذر الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية سعيد بكران من «قيام قطر بتجنيس عناصر إخوانية لأن الهدف نقلهم للتدريب ومن ثم دمجهم مع القاعدة»، ولفت بكران إلى أن «قطر تنوى من خلال تجنيس العناصر الإخوانية والإرهابية، منحهم جواز سفر للتنقل بين الدول».
من ناحية أخرى، كشف مصدر أمنى يمنى رفيع فى السلطة الشرعية عن تحركات حثيثة يجريها حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين باليمن) وبتنسيق قطرى تركى، لإيواء إرهابيين من سوريا والعراق إلى اليمن.
ووفقًا لمصادر أمنية يمنية، فإن الأجهزة الأمنية أبلغت الحكومة والتحالف العربى بتحركات نقل الإرهابيين إلى اليمن وبالأخص إلى مأرب، حيث تم ترتيب العملية من قبل حزب الإصلاح وبدعم وتنسيق تركى قطرى.
وأكدت المصادر أن المعلومات التى وردت تؤكد تلك التحركات، خاصة بعد الهزيمة التى تلقاها الإرهابيون فى الموصل، فى إشارة إلى أن تنظيم داعش الذى تلقى هزيمة فى مدينة الموصل بالعراق وقبلها فى حلب بسوريا، ويعمل على نقل أعضائه الذين كانوا يقاتلون هناك إلى اليمن.
وقالت المصادر «إن الإرهابيين الذين يجرى الاستعداد لنقلهم إلى اليمن، غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية، حيث يرتب حزب الإصلاح لنقلهم إلى محافظة مأرب ومعسكرات فى محافظة البيضاء وخاصة معسكر أبو محمد الأيوبى بمنطقة يكلا بالبيضاء ومعسكرات أخرى فى مأرب».