الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العنف ومشاكل الأسرة أهم أسباب هروب الفتيات للشارع

العنف ومشاكل الأسرة أهم أسباب هروب الفتيات للشارع
العنف ومشاكل الأسرة أهم أسباب هروب الفتيات للشارع




تحقيق - رانيا رضا  

أثارت «فتاة كوبرى العباسية» التى انتشرت صورها مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعى استغراب واندهاش الكثيرين فكيف يمكن لفتاة تنتمى لأسرة ثرية أن تهرب وتنام على الرصيف بل وتشحت من المارة فى وضع مهين، ومع تداول القصص اليومية لهروب الفتيات بمجتمعنا ورغم تعدد واختلاف الدوافع تبقى القضية واحدة وهى «هروب الفتيات» من منازلهن وتفضيلهن البقاء فى أحضان الشارع عرضة لمصاعب الزمن وتقلباته على العيش مع أهل ربما افتقدوا معانى الدفء والطمأنينة.   
 وكان المركز القومى للبحوث الاجتماعية الجنائية قد أكد خلال دراسات ميدانية ارتفاع معدل هروب الفتيات من بيت الأسرة فى السنوات الأخيرة ففى مدينة كالقاهرة مثلا كان معدل هروب الفتيات من سن 12إلى 17عاما وصل إلى 28حالة عام 1991 زادت إلى 95 حالة عام  1994وعام 2000 وصل عدد الحالات الى 105 حالات، والأمر لم يتغير فهناك زيادة مستمرة لهذا العدد بشكل كبير ينذر بالخطر.
 وأرجع المركز أسباب هذه المشكلة إلى أسباب عديدة، منها المؤثرات الإعلامية السلبية، بجانب الظروف الاقتصادية وتطلعات الفتيات المراهقات من الطبقات الدنيا إلى الثراء واللاتى يتم التقاطهن لتحويلهن إلى سلعة فى سوق بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والأسرية القاسية، وتزايد حدة الخلاف بين الأب والأم وارتفاع نسب الطلاق.
«روزاليوسف» طرحت سؤالًا على بعض الفتيات حول السبب الذى قد يدفعهن للهروب وهل هذه الفكرة قائمة أم لا؟
منى حليم أكدت ان المعاملة السيئة من الأب والأم واستعمال الضرب والإهانة أهم العوامل التى قد تدفعها إلى الهروب للشارع  أو ارتكاب الأخطاء، وأشارت إلى أن صديقتها تعرفت على شاب بالقاهرة وحملت منه سفاحا وقررت  الهروب من الأهل بالصعيد لخوفها وهى الآن تختبئ بإحدى مساكن الكنيسة.
وتضيف مريم صلاح:» كثيرا ما تلجأ الفتيات إلى الانتحار خوفا من فكرة الهروب، فالكثير من الأسر الفقيرة تجبر الفتيات على الزواج من ثرى عربى وكثرة الضغط والخوف الشديد من الأهل تجبر الفتاة على الهروب.
وفى إحدى إشارات المرور بشارع الجامعة بمدينة المنصورة تحكى زينب مصطفى، بائعة ورد، قصة هروبها من أهلها قائلة:»هربت من أهلى بإحدى القرى بعد وفاة أبى وزواج أمى من رجل لا يعرف الشرف وكان دائما يتحرش بى ورفضت الإقامة معهما وهربت إلى الشارع  واحتمى بعسكرى مرور وأعيش بمدخل إحدى الجوامع والكثير بالشارع يعطف عليّ. تعلق الدكتورة وفاء مرقس، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، على هروب الفتيات قائلة أن هناك عوامل متعددة تدفع الفتاة للهروب أبرزها تفكك الأسرة الذى يكون سبب الخلافات الدائمة بين الوالدين أو بسبب الانفصال أو طلاق الوالدين وعيش الفتاة مع زوجة الأب أو مع زوج الأم وهو ما يمكن ان يؤدى إلى اختلال خطير فى العلاقات الأسرية، وغالبا فإن الفتيات يكن أكثر تأثيرا من الذكور، لافتة إلى أنه فى مجتمعنا الرافض لزواج مختلف الأديان نجد فتيات يلجأن للهروب للعيش مع الحبيب، ومع فشل العلاقة تعيش بالشارع رافضة الرجوع لأهلها خوفا من العقاب.
 وتضيف وفاء أن شعور الفتاة بحاجاتها النفسية نحو الحب والاعتراف غير محقق وعندما يعرف يتم إهانته والتقليل من قيمته، وعندها تتسع الفجوة بين الفتيات وآبائهن وتبدأ الصرعات الداخلية والاكتئاب تصل للانتحار أو الهروب للشارع.