الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

العلاقة الحرام بين الجماعة الإرهابية ودولة الخمينى

العلاقة الحرام بين الجماعة الإرهابية ودولة الخمينى
العلاقة الحرام بين الجماعة الإرهابية ودولة الخمينى




عرض - مصطفى أمين عامر

كشفت دراسة حديثة عن تفاصيل جديدة  حول العلاقة «الحرام» بين  جماعة الإخوان الإرهابية وإيران  خاصة مع تزايد احتمالات  لجوء الإخوان الهاربين من مصر إلى إيران حال تخلى قطر عنهم بعد مقاطعة  الدول العربية الأربع «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»  لها.
وأكد حسام الحداد الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية ومدير مركز «إدراك» للدراسات والذى قام بإعداد الدراسة أن جماعة الإخوان وإيران بينهما العديد من  محددات التلاقى والانسجام على الرغم من أنه ليست هناك علاقات تنظيمية  بين إخوان مصر وإيران، إلا أن جماعة «الإخوان» كان لها تأثير كبير على إعادة بعث الروح الإسلامية فى إيران:

فقد سعت هذه الحركة إلى الترويج للإسلام ليس باعتباره ديناً فقط، وإنما كفكر يحكم جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما أن «موجتبى ميرلوحى»، المعروف باسم «نواب صفوي» (1924-1955)، كان عالماً دينياً إيرانياً شاباً أسس «جمعية أنصار الإسلام (SID)» فى أوائل الأربعينيات من القرن الماضى ولعب دوراً كبيراً فى ربط الأصولية الشيعية بالحركات الأصولية الإسلامية فى دول أخرى. وعلى غرار الآباء المؤسسين لحركة إعادة بعث الروح الإسلامية فى مصر، كانت «جمعية أنصار الإسلام (SID)» تؤمن أنه من أجل مقاومة هيمنة الغرب، يتعين على المسلمين محاربة الطائفية، وتنحية الصراع الشيعي–السنى جانباً، وإنشاء جبهة إسلامية موحدة.
أما ما يؤكد تلك العلاقة بين الطرفين وأهميتها. صمت «الجماعة الإرهابية» عن الاعتداء على حرمة السفارة السعودية فى طهران وقم الأول من يناير 2016، والتهجم على المملكة. إذ إن تلك العلاقات تعمقت منذ ثورة الخمينى التى قام «الإخوان» بتهنئته بنجاحها عبر استئجار طائرة خاصة ضمت قيادات الجماعة من عدة دول.
وفى أدبيات الإخوان ينظر إلى إيران وتشيعها على نحو «متساهل» بسبب منهج الجماعة القائم على «إحسان الظن بالمسلمين وعدم التدقيق على خلفياتهم العقدية، خاصة إذا كانوا فى صراع مع القوى المعتدية على الأمة الإسلامية» وكان المرشد العام الثالث للإخوان عمر التلمسانى قد كتب مقالاً فى العدد 105 من مجلة الدعوة فى يوليو 1985 بعنوان «شيعة وسنة» قال فيه: «إن التقريب بين الشيعة والسنة واجب الفقهاء الآن (.. وبعيدًا عن كل الخلافات السياسية بين الشيعة وغيرهم، فمايزال الإخوان المسلمين حريصين كل الحرص على أن يقوم شيء من التقارب المحسوس بين المذاهب المختلفة فى صفوف المسلمين.
وفى تنظيره لمفهوم «الإسلام الشامل»، يقول زعيم حركة النهضة التونسية المحسوب على التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين راشد الغنوشى فى كتاب «الحركة الإسلامية والتحديث»: «إن المفهوم يستهدف إقامة المجتمع المسلم والدولة الإسلامية على أساس ذلك التصور الشامل، وهذا المفهوم ينطبق على ثلاثة اتجاهات كبرى: الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية بباكستان، وحركة الإمام الخمينى فى إيران .
 وتكشف الدراسة عن المزيد من العلاقات الإيرانية بجماعة الإخوان المسلمين  وتفصل طبيعة العلاقات الإيرانية الإخوانية ومدى استفادة الطرفين منها وكذلك رؤية مستقبلية لهذه العلاقة المتبادلة، بداية من موقف إيران من الإخوان، وموقف الشيعة من الإخوان ثم موقف المتشيعين من الإخوان، وعوامل الالتقاء بين إيران والإخوان وعوامل الافتراق بينهما، والعوامل التى أزمت العلاقة بين الطرفين.
موقف إيران من الإخوان:
موقف إيران من الجماعة الإرهابية فى مصر كشفتها دراسة للباحث الإيرانى عباس خامة يار بعنوان «إيران والإخوان المسلمين» والتى تناولت تفاصيل  العلاقات بين إيران وجماعة الإخوان المسلمين قبل انتصار ثورة الخمينى 1979 وبعدها فجماعة الإخوان المسلمين وانطلاقًا من الفكر الوحدوى لا تحمل موقفًا سلبيًا أو عدائيًا تجاه العقائد والأفكار الشيعية، أما الفكر الوحدوى عند الشيعة أو عند الحركة الشيعية الإيرانية، يعنى به التصريحات أو الكتابات التى صدرت من الخمينى وبعض مراجع الشيعة بضرورة التقارب بين السنة والشيعة، واتحادهما لمواجهة الأخطار الخارجية  وهذا الفكر الوحدوى عامل تقارب مهم للعلاقات الإيرانية الإخوانية.
أما موقف  المتشيعين من الجماعة فهو أكثر عداء من غيرهم ويمثلهم فى مصر أحمد راسم النفيس وفى كتابه «رحلتى مع الشيعة والتشيع فى مصر»، يصرح بأنه انضم للإخوان لمدة 10 سنوات حتى بداية عام 1985، وقد وصف سلوكهم بأنه هو «الفجور الأخلاقى الذى أدمنه هؤلاء الأفاقين».
كما يعتبر حسن البنا هو «أول من افتتح ثقافة العنف المعاصرة.. وانتهى به الأمر لأن يقتل وليس شهيدًا كما يزعم الأفاقون ومزورو التاريخ المعاصر، ويواصل النفيس توصيف فكر الجماعة بقوله: «الثابت أن منظرى الإخوان قد اتخذوا من ابن تيمية مرجعًا فقهيًا لفتواهم الدموية، ذلك الفكر التكفيرى الدموى الذى مازال يترعرع ويتمدد فى جماعة هؤلاء الجهال المتفخين»
أما صالح الوردانى الزعيم المتشيع فى مصر، المبشر بمذهب جديد فى كتابه «أزمة الحركات الإسلامية المعاصرة من الحنابلة إلى طالبان»، فيقول عن الجماعة: «هم الذين أرجعوا التيارات الإسلامية الناشئة الفكر الوهابى الذى اكتووا بناره فيما بعد» ويتهمهم أنهم دخلوا فى تحالف غير مباشر مع النظام البعثى ضد النظام الإسلامي.ِ
 عوامل الالتقاء بين الحركتين:
والمقصود هنا «الحركة الإسلامية الإيرانية» بدلاً من إيران، حيث نعنى بها الحركة الشيعية النشطة المعارضة لشاه إيران والتى سيطرت على نظام الحكم فى إيران بعد ثورة 1979. أما الحرك الثانية فهى جماعة الإخوان المسلمين وهناك كثير من العوامل التى أثرت فى التلاقى بين هاتين الحركتين من بينها:
 الفكر الوحدوى عند الحركتين
 ما يعنيه هنا من فكر وحدوى عند الجماعة الإرهابية، هو أن هذه الجماعة عموماً لا تحمل موقفاً سلبياً أو عدائياً تجاه العقائد والأفكار الشيعية، فالجماعة منذ نشأتها عُرف عنها التساهل إزاء العقائد والمخططات الشيعية، وقد أورد يارا فى كتابه أقوالاً كثيرة لقادة الإخوان، يهوّنون فيها من الخلافات بين السنة والشيعة، ويعتبرونها خلافات فى الفروع، منها قول البنا: «..أما الخلاف فهو فى أمور من الممكن التقريب بينهما»، وقول د. عبد الكريم زيدان، وهو من كبار جماعة الإخوان فى العراق: «ليس بين الفقه الجعفرى والمذاهب الأخرى (أى الأربعة) من الاختلافات أكثر من الاختلاف بين أى مذهب وآخر».
أما الفكر الوحدوى عند الشيعة، أو عند الحركة الشيعية الإيرانية، فيعنى به تلك التصريحات أو الكتابات التى صدرت من الخمينى وبعض مراجع الشيعة بضرورة التقارب بين السنة والشيعة، واتحادهما لمواجهة الأخطار الخارجية إضافة إلى بعض الأشياء العملية من قبيل تغيير بعض المناهج الدراسية، الخاصة بأهل السنة، وتقديم المساعدات للكثير من الهيئات السنيّة، والاهتمام بالمناطق السنيّة فى إيران.
موقف الحركتين المشترك إزاء القومية
تعتبر هذه النقطة العامل الثانى الذى أحدث تقارباً بين الإخوان وإيران، حيث إن كلتا الحركتين اتخذتا موقفاً سلبيًّا من الاتجاهات القومية، فالإخوان اعتبروا أن القومية العربية هى سبب ضياع الخلافة الإسلامية، وضياع فلسطين، فى حين أن الحركة الشيعية الإيرانية «ترى نفسها ضحية من نوع آخر للقومية التى تجلت تارة فى 2500 عام من النظام الشاهنشاهي، وتارة أخرى فى الأحزاب الوطنية المعارضة للثورة والمرتبطة بالقوى الغربية، والتى وقفت موقفاً عدائياً من الثورة الإسلامية بعد انتصارها».
 المحددات الحاكمة للموقف الإيرانى من الجماعة الإرهابية
 يعى النظام الإيرانى أن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين تاريخية وتتصف بالاستراتيجية على مر عقود التلاقى الفكرى والأيديولوجى والسياسى بين الجانين، كما يحمد النظام الإيرانى لقادة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان كونهم أول من أيد قائد الثورة الإيرانية آية الله الخمينى فى مقر إقامته بضاحية نوفل لو شاتو بالعاصمة الفرنسية باريس قبيل نجاح الثورة كما كان قادة التنظيم الدولى للجماعة أول من هنأ الخمينى بنجاح الثورة فى طهران.
أدركت إيران منذ البداية أهمية الجماعة الإرهابية كتنظيم دولى قوى ظل يعمل فى مصر بطاقته القصوى وهو ممتد ومتشعب فى عشرات الدول حول العالم، كما أن المرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى نفسه يعد واحدا من المتخصصين الإيرانيين القلائل فى شئون الجماعة الإرهابية ولأنه طليق فى اللغة العربية، تحدثا وكتابة؛ فقد ترجم للقيادى البارز فى الجماعة الإرهابية سيد قطب ثلاثة كتب قبل الثورة الخمينية ويحرص فى كل رمضان على جمع عدد من القراء المصريين فى منزله.
 إن إيران الإسلامية ركزت فى تعاطيها مع الجماعة الإرهابية على مفاهيمهما المشتركة فى بناء الدولة ونظام الحكم الإسلامى وعزز ذلك المواقف المتطابقة لدى الجماعة وإيران فى عدة مسائل منها مناهضة «الاستكبار العالمى الذى تقوده الولايات المتحدة» واتفاقهما على أن «إسرائيل هى الشيطان الأصغر فى المنطقة»
تعتقد إيران أن مصر التى يوجد فيها مقر وثقل الجماعة الإرهابية، هى مركز القوة فى العالم الإسلامى السني، لما تشكله من ثقل سكانى وإرث حضارى وموقع جغرافى متميز (هو ما يبرر الدعوة التى نادى بها الدكتور فهمى الشناوى إيران إلى الاستفادة من تلك الأهمية).
يعتبر العقل الجمعى لدى قادة الجماعة الإرهابية، النظام الإيرانى مدين لهم بحلحلة معضلة العلاقات مع مصر، لا سيما أن أول رئيس إيرانى تطأ قدماه أرض مصر بعد 34 عاما من المقاطعة كان فى فترة حكم رئيس من الجماعة، كما أن أول زيارة لرئيس مصرى إلى طهران بعد الثورة الإسلامية الإيرانية 1979م، كانت فى ظل (المعزول نفسه).
منيت إيران بخسائر لا يمكن تداركها بسهولة، بعد حملة العلاقات العامة الهائلة التى شنها السلفيون والأصوليون فى مصر فى الفترات الأخيرة وتصدير صورة نمطية عن الدولة الإيرانية باعتبارها تسعى للمد الشيعى فى بلدان العالم العربى السنية، وهذا من شأنه كذلك أن يباعد بينها وبين الجماعة الإرهابية، فى ظل حرص الأخيرة على الانفتاح على كل التيارات السياسية فى المنطقة العربية، خاصة ذات المرجعية الإسلامية المعتدلة.
تقول الدراسة إن لدى الجماعة الإرهابية عدد كبير من القادة الميدانيين الشبان الذين فروا من مصر إلى الدول العربية الحليفة، فور فض اعتصام رابعة مساء يوم 14 أغسطس 2013م، ومنهم عدد كبير متواجد الآن فى أبو ظبى والرياض والكويت والمنامة وعَمّان، مما يشكل عليهم خطورة بالغة فى حالة معرفة السلطات فى تلك العواصم بالأمر، لذلك فإن التحالف مع إيران، يمكن أن يدفع البعض للتفكير فى اللجوء إلى إيران، إذا كان من الممكن أن توفر لهم مقرا آمنا بعيدا عن الملاحقات الأمنية.
تنسجم العقيدة التاريخية لدى كل من إيران والجماعة الإرهابية حول عدد من القضايا الثابتة فى التكوين الأيديولوجى لدى كل منهما وعلى رأس ذلك الموقف من الغرب، ومن إسرائيل، ومن دعم حركات المقاومة فى فلسطين وهو ما يسمح ببناء قاعدة صلبة يمكن البناء عليها فى حالة تفكير إيران فى إيواء قادة الجماعة فى داخل أراضيها، إذا تمت تسوية قضايا خلافية برزت وترسخت مؤخراً بين الطرفين فى اليمن والعراق وسوريا والبحرين.
وجود مؤشرات عن حدوث لقاءات أجراها دبلوماسيون إيرانيون فى مصر مع قادة الإخوان الموجودين فى مصر للوقوف على إمكانية وآلية التعاون فى تلك الفترة
ان فكرة البديل الإيرانى أمام رموز قادة الجماعة اللاجئين لدى كل من قطر وتركيا، تنطوى على عدة مخاطر لا تخص الإخوان وحدهم بل تتعلق أيضا باللاعب الإيرانى الذى يسعى آنيا إلى استخلاص موقف مصرى مؤيد لتحركاته الإقليمية الاستراتيجية خاصة إزاء الملف السورى بالرغم من أن طهران كانت الطرف الأكثر خسارة من عزل مرسى.
 لدى إيران خبرة ـ قريبة زمنيا ـ فى مسألة لجوء المعارضين المصريين إلى أراضيها، لا سيما بعد إيوائها عددًا من معارضى النظام المصرى إبان مقتل الرئيس المصرى محمد أنور السادات 6 أكتوبر 1981م بأسلحة عناصر من الجماعة الإسلامية، ووصل الأمر إلى أن وفرت طهران ملاذا آمنا لأسر الفارين من الملاحقات الأمنية فى عهد الرئيس الأسبق مبارك وما يزالون متواجدين حتى الآن بإيران بالرغم من امتعاض أجهزة الدولة المصرية من تلك السياسات.
يعد ملف إيواء إيران للإسلاميين المعارضين واحدة من أكثر القضايا الخلافية على مائدة العلاقات المصرية ـ الإيرانية الراهنة، مع إصرار النظام المصرى على استعادة المطلوبين أمنيا والمتواجدين فى إيران، فضلا عن بقايا الجهاديين اللاجئين إلى إيران بعد الحرب الروسية ـ الأفغانية فى ثمانينيات القرن العشرين؛ ولذلك فإن تفكير إيران فى إيواء قادة الجماعة الإرهابية سينطوى على مخاطرة جادة وحقيقية فى ملف محاولة استعادة العلاقات المقطوعة مع مصر منذ توقيع الرئيس السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل فى كامب ديفيد عام 1978م. تكرر الأمر نفسه بعد اجتياح التحالف الدولى بقيادة أمريكية، أفغانستان فى أعقاب أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001م، وفرار الجهاديين المصريين المنضمين إلى تنظيم القاعدة مع القيادى الجهادى البارز أسامة بن لادن من أفغانستان عبر الحدود المشتركة إلى إيران واستقرارهم هناك أو تمكنهم بمساعدة السلطات من التسلل إلى العراق وباكستان وعدد من الدول ذات الحدود المشتركة.
العلاقات البراجماتية بين الإخوان وإيران
المستوى الأول: الفرص التى يمكن أن تحصل عليها إيران من دعم الجماعة الإرهابية حيث تواجه السياسة الإيرانية عدة تحديات فى المنطقة خاصة بعد الصعود السلفى غير المتوقع فى أعقاب انتفاضات وثورات 2011 فى المنطقة العربية، مما قد يدفعها للتقارب مع الإخوان لقدرتها النظرية فى مصر على تحقيق مصالحة سنية ـ شيعية فى آن، كما أن الإرهابية هى الطرف الأقل تشددا مع المسلمين الشيعة والأكثر مرونة فى الإطار ذاته، وفى هذا السياق يمكن تذكر ما حدث للرئيس أحمدى نجاد فى مشيخة الأزهر الشريف وما سمعه من هيئة كبار العلماء للدلالة على أن الإخوان كانوا وما يزالون هم التحالف الأكثر اتساقا مع السياسة الإيرانية فى العالم الإسلامي.
 إن المكسب التكتيكى الرئيس الذى يمكن أن يعمل عليه اللاعب الإيرانى فيما يتعلق بإيجاد بدائل حيوية ومواتية أمام أعضاء الجماعة الإرهابية هو محاولة الضغط على القاهرة للتسريع من وتيرة إعادة العلاقات بشكل كامل، أو حتى السماح لطهران بمزاولة أنشطة على الأرض فى القاهرة، فى مقابل منع عناصر الإخوان من اللجوء إلى أراضيها، وهذا التفكير لو كان حقيقياً يمكن أن يشكل خطراً على أعضاء الجماعة، لأنه قد يؤدى إلى التعامل الإيرانى معهم كطرف فى معادلات التسوية، وبالتالى احتمالية تسليمهم للقاهرة.
 تستطيع إيران من خلال إيوائها عناصر الجماعة الإرهابية الفارين من مصر أن تعيد الضغط، متعدد الأشكال، على السعودية، ذلك أن مجرد إطلاق إذاعة أو محطة فضائية يهاجم من خلالها رموز الإخوان، التحالف الإقليمى أو حتى السماح لهم بالتحدث عبر وسائل الإعلام الإيرانية ومهاجمة الرياض يعنى تشكيل طاقة ضغط مزعجة للنظام السعودي، كما سيمثل هذا وسيلة مواتية لصرف انتباه الرياض عن حشدها الإقليمى والإعلامى فى مواجهة إيران.
يمكن لإيران أن تعيد إلى الأذهان مفهومها الكلاسيكى حول حاكمية الإسلام السياسي، وإقناع قادة حركة حماس (أحد روافد التنظيم الدولى للإخوان) بأن إيران ما زالت على عهدها مع الجماعات الإسلامية الأصولية.
المستوى الثاني: الفرص التى يمكن أن يحصل عليها الإخوان من وجودهم فى إيران حيث تشير القراءة المتأنية فى العقلية التاريخية للجماعة الإرهابية إلى أنها تستطيع القفز على كافة الحواجز الأيديولوجية المانعة لتلاقى الجماعات الدينية فى جميع بلدان العالم الإسلامي، كما أنها تتمتع بالمقدرة غير المتكررة على عبور الموانع الفكرية والتنظيمية معا بين الجماعات ذاتها، وهو أمر جدير بالملاحظة فى حال ما انتقل عدد من رموز الجماعة من الدوحة أو إسطنبول إلى طهران وعلى ذلك يمكن للتنظيم الدولى للجماعة أن يحقق، على نطاق واسع التأثير وشديد الفاعلية.