السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزراء خارجية الغرب يبحثون عن عقود عمل فى الخليج لإنقاذ الدوحة

وزراء خارجية الغرب يبحثون عن عقود عمل فى الخليج لإنقاذ الدوحة
وزراء خارجية الغرب يبحثون عن عقود عمل فى الخليج لإنقاذ الدوحة




كتب ـ صبحى شبانة


الموقف الصلب الذى تتخذه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب حيال تورط  قطر بدعم وتمويل الإرهاب أطاحت  بمحاولات الغرب المتلاحقة والمستمرة لإنقاذ سمعته، قبل إنقاذ قطر من السقوط.
 تصريحات وزير خارجية قطر محمد عبد الله العطية آل ثاني  فى لندن الأسبوع قبل الماضى التى اعترف فيها بضلوع الدوحة فى تمويل الإرهاب،  بقوله قطر تقع ضمن قائمة الدول الممولة للإرهاب،  كانت كلمة السر فى التحركات الغربية التى بدأها وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون، وانتهت بالفشل، ثم الصدمة التى تلقاها ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكى بعد فشل جولته الخليجية التى انتهت الخميس الماضى  فى تمرير مذكرة التفاهم  التى حاول بها إنقاذ قطر، والخروج بأى نتائج تثبت أن إدارة ترامب لديها نفوذ يمكنها من خلاله  فرض التسويات التى تحفظ  به مصالحها. فشل الوساطة الأمريكية عادت بترامب الذى تفاجأ بالموقف القوى لوزراء خارجية الرباعى العربى إلى إطلاق تصريحاته النارية ضد كل من  الإرهاب وقطر  ومغازلة دول الخليج (بعد صمت أكثر من أسبوعين) لإنقاذ موقف بلاده الذى تكشفت سياساتها المخادعة والمتباينة  والمتناقضة التى اعتمدت  فيها على توزيع الأدوار بين البيت الأبيض وكل من وزارتى الخارجية والدفاع. الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى تصريحاته لقناة «سى بى أن نيوز» أكد أن الولايات المتحدة لن تسمح لدولة غنية بـ«تسمين الوحش»، فى إشارة إلى دعم قطر للتنظيمات الإرهابية، مضيفا أن القطريين «معروفون بتمويل الإرهاب، وقد قلنا لهم: لا يمكنكم فعل ذلك، لا يمكنكم فعل ذلك».
وأضاف إذا اضطررنا للرحيل من قطر، فإننا سنجد عشر دول مستعدة لبناء قاعدة عسكرية عوضا عن  تلك الموجودة فى قطر.
«زيارة بلا معنى»، ووساطة تحت الطلب،  هى التوصيف الأمثل للزيارة التى بدأها أمس السبت  وزير الخارجية الفرنسى، جان إيف لودريان، فلم تحمل تصريحاته التى أطلقها فى الدوحة أى مضامين جديدة، كلها مستهلكة ومرفوضة وينتظر أن يلقى مصير وزيرى خارجية بريطانيا وأمريكا فى جدة التى يصلها اليوم الأحد ويلتقى خلالها ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير قبل أن يغادرها إلى الكويت، والإمارات،  ما الجديد إذًا الذى يمكن أن يقدمه جان إيف لودريان  للدول الداعية لمكافحة الإرهاب حتى تعول عليه قطر فى إنقاذها؟، كل المؤشرات والدلائل تؤدى إلى نفس مصير سابقيه.
قطر فى ورطة حقيقية، بعد الفشل الذى لازم الوساطات الغربية التى استدعتها، واستجلبتها والتى راهن عليها وزير خارجيتها محمد بن عبدالله العطية آل ثانى، بعد أن اختارت إمارة الإرهاب تدويل أزمتها  مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ليس أمام قطر من خيار إلا الانصياع والرضوخ والاستسلام المطلق للمطالب الثلاثة عشر، هذا هو فقط الخيار الوحيد الذى يمكن لقطر أن تنجو به المقاطعة الاقتصادية التى أطاحت بأحلام القطريين فى استمرار العيش الرغد والحياة الكريمة، التى سلبتها منهم حكومة آل ثانى كما سبق لها أن سلبت حقوق بعض الشعوب فى العيش الآمن والحياة المستقرة.