الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الإرهابية» تستعين بـ«الأخوات»

«الإرهابية» تستعين بـ«الأخوات»
«الإرهابية» تستعين بـ«الأخوات»




كتب ـ محمود محرم

لجأت جماعة الإخوان الإرهابية إلى مخطط استقطاب وكسب تعاطف مواطنين جدد بإدعاء المظلومية، وتستخدم فى هذا الإطار العناصر النسائية للتنظيم، للتسلل لربات البيوت عبر دروس دينية منزلية.

يأتى ذلك فى ظل استعداد التنظيم  لذكرى فض اعتصامى رابعة والنهضة، حيث لجأت الجماعة إلى نساءها فى تنفيذ تلك المهمة بعد فشل الشباب فى إفساد الحياة السياسية وتورطهم فى الكثير من قضايا الإرهاب، علاوة على أن هناك محفظات للقرآن يستهدفن اصطياد الأثرياء، من خلال دروس تعليم التجويد الجماعية فى البيوت، على أن يضمن أزواجهن فيما بعد.
وكشف أسامة القوصى الداعية السلفى، عن وجود داعيات إخوانيات كثيرات ينتشرن فى بيوت الأثرياء بحجة تعليم التجويد فى البداية، ثم تتحول لدروس وعظية وجلسات روحية يستغللن فيها سوء الحالة النفسية عند الكثيرات من تلك الطبقة محاولات استقطابهن، فضلاً عن قيامهن بشراء الشقق فى الأماكن الراقية بمبالغ كبيرة لكى يحفظون القرأن للفرد بمبالغ زهيدة جدًا لا تتعدى 20 جنيهًا شهريًا، مشيرًا إلى أنهن يلجأن لهذه الحيلة نظرًا لصعوبة مراقبة هذه الشقق، لأنها فى أماكن راقية.
وأضاف القوصى: «هؤلاء تجار دين ويخلقون من هذه الأماكن متعاطفين مع الجماعة»، مشيرًا إلى أن التواصل مع التنظيم الدولى بالخارج يكون عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، لاستلام التكليفات لتنفيذها فى مصر بعد عرضها على قيادات الإخوان المحبوسين، والذين يصدرون شفرات لبدء تنفيذ تلك العمليات الإرهابية عبر قراءة آيات من القرآن أو أرقام أو إشارات بالأيدى.
وتابع القوصى: «نساء الجماعة الإرهابية يلعبن دورًا هامًا فى التواصل بين الجماعة وأعضائها، حيث يقمن بعمل لجان إلكترونية تقوم بنشر صور لأحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة الإرهابيين، وأحداث المنصة والحرس الجمهورى فى محاولة لكسب تعاطف شعبى».
ومن جانبها قالت منى باسم إحدى الحالات التى حاول نساء الجماعة تجنيدهن عن طريق دروس التجويد: «إن نساء الإرهابية يشترين الشقق فى الأماكن الراقية بـ2 مليون جنيه، لكى يحفظن القرآن للفرد بـ15 جنيهًا شهريًا فقط».
وأشارت منى إلى أن فى البداية تكون الدروس عبارة عن تحفيظ القرآن وقراءته بأحكام التجويد، ثم ما لبثت أن تتحول إلى دروس فى التاريخ ومحاولات الاستقطاب وإيهام الضحايا بأن الإخوان مظلومون ويتعرضون للاضطهاد، وتعرضن فيديوهات لأحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة الإرهابيين فى محاولة لاستعطاف الناس حول هذه القضية.
وقال مصطفى حمزة مدير مركز الدراسات الإسلامى: «بشكل عام كل الجماعات الدينية تستغل التعليم المنزلى والمدرسى لنشر معتقداتها وأيديولوجياتها، لاسيما المدارس الدينية ودور رعاية الأطفال وغيرها».
وأشار حمزة إلى أن الأمر لا يقتصر على المنتقبات، بل أن نساء الإخوان يقمن بالدور نفسه وأغلبهن غير منتقبات، لأن النقاب لا يمثل الحجاب الشرعى عند الجماعة، وغالبًا ما يكون تأثير محفظات القرآن كبيرًا لأنهن يكن محل ثقة الطلاب فى الغالب، ويقبلون تفسيراتهن وتأويلاتهن للآيات والأحاديث، حتى وإن كانت خاطئة، لأنهم يجهلون التفسير الصحيح للنصوص وبالتالى يسهل تجنيدهن.
وتابع حمزة: «الإخوان يستهدفون كل المناطق والأمر غير مقتصر على الأثرياء فحسب، لكن فى الغالب يكون الأثرياء أقل تفقها فى الدين وأقل جدلاً وأسهل استقطابًا وأسرع انضمامًا وعطاء بسبب حالتهم الميسورة».
فيما أكد هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن الأمر لن يقتصر على المنتقبات فقط، بل أن هناك مدرسات تابعات للإخوان بالمدارس الابتدائية والإعدادية يقمن بعمل سلبى تجاه الطلاب فى مختلف الملفات، من بث أفكار عن الغلو والتشدد وزرع التعاطف مع الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان، علاوة على العمل على إضعاف ونزع الانتماء الوطنى من قلوبهم، وهذا فى منتهى الخطورة لأن الدولة غافلة عنه وموضوع المدارس أخطر بكثير من المساجد لأن رواد المساجد أكثر وعيًا لما يطرح عليهم ولإبعاده، لكن التلاميذ عجينة سهلة التشكل ولا تعرف شيئًا عن تلك القضايا.
وطالب النجار الجهات المسئولة بتشديد الرقابة على المدارس، ومراجعة ملفات جميع المدرسين والمدرسات الأمنية، فضلاً عن إعادة تأهيل المدارس فكريًا والنظر فى مدرسى اللغة العربية والتربية الدينية على وجه الخصوص، وتنظيم دورات لتأهيلهم فكريًا، مع النظر فى مقترح إلغاء تدريس مادة الدين بهذا الشكل التقليدى وتستبدل بدروس أو محاضرة أسبوعية لأحد المشايخ المؤهلين والمعتمدين من الأزهر لكل مدارس وجامعات الجمهورية.
وأشار النجار إلى أن الأمر بالنسبة للداعيات اللاتى يدخلن البيوت بحجة تحفيظ القرآن فأثرهم أقل من أثر المتواجدين بالمدارس، لكن يجب التوعية وتقنين عمل الكتاتيب والحضانات ووضعها تحت رقابة الدولة.