الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

القمة 114 تكتب نهاية الألتراس

القمة 114 تكتب نهاية الألتراس
القمة 114 تكتب نهاية الألتراس




كتب - وليد زينهم

فى السنوات أو حتى العقود الأخيرة عادة ما تتصدر مباراة القمة عناوين ومانشيتات الصحف والمواقع الرياضية محليًا وإقليميًا واحيانا دوليًا نظرًا لما تتمتع به من جماهيرية جبارة تضعها فى مصاف أقوى 10 لقاءات ديربى على مستوى العالم وفق الكثير من التصنيفات والتحليلات.
لكن الوضع يبدو أنه فى طريقه للتغيير والقمة باتت فعليا مهددة بالخروج من قائمة العشر الأوائل على مستوى العالم لاسيما أنها منذ فترة ليست بالقليلة تقام بدون جماهير أو بعدد محدود فقط  ما يفقدها واحدة من اهم مميزاتها عبر تاريخها الطويل.
لكن السؤال الأهم الآن هو: من المسئول عن ذلك.. وهل سيؤثر ذلك على تصنيفها العالمى أو متابعتها والاهتمام الإعلامى الكبير بها خارجيًا؟
المتابع لما آلت إليه حال مباريات القمة والتى اقيمت اخرها أمس ورقمها 114 يرى أن هذا الوضع تسببت به فئة قليلة من جماهير الفريقين وبعض روابط الجماهير وعلى رأسها الألتراس التى كانت شاهد عيان بل ومحركًا للاحداث عبر أكثر من واقعة، تجلى ذلك بوضوح فى كارثتى بورسعيد والدفاع الجوى وأخيرًا أحداث برج العرب قبل أيام قليلة.
حادث بورسعيد
أول وأقوى ضربة للجماهير بشكل عام وللقمة وسمعتها بشكل خاص كانت احداث بورسعيد التى وقعت داخل استاد المدينة الباسلة مساء الأربعاء 1 فبراير 2012 عقب مباراة المصرى والأهلى وراح ضحيتها 72 قتيلا ومئات المصابين فى أكبر كارثة بتاريخ الرياضة المصرية.
وقبل وأثناء المباراة كانت هناك الكثير من العلامات التى تشير الى انه ستكون هناك مشكلة كبرى، حيث اقتحمت الجماهير الملعب أكثر من مرة قبل وأثناء اللقاء وعقب النهاية مباشرة اقتحم الآلاف الملعب وسقط ضحايا ومصابون والناجون ليلتها خروجوا من بورسعيد داخل عربات مدرعة أو طائرات عسكرية.. ودخلت وحدات من القوات المسلحة المدينة وانتشرت على طريق الإسماعيلية - بورسعيد لمنع الاحتكاكات بين جماهير الناديين ولتأمين قطار المشجعين العائد إلى القاهرة.
الحادثة هزت مصر داخليًا وخارجيًا ووقتها وقف المشير طنطاوى رئيس المجلس العسكرى وقال: لن نترك أولئك الذين كانوا وراء هذه الأعمال.. إذا كان هناك أى أحد يخطط لعدم الاستقرار فى مصر فلن ينجح وكل واحد سينال جزاءه.
وتوالت ردود الافعال العالمية من كل حدب وصوب وتم إيقاف الدورى وقتها الى اجل غير مسمى وبعد عودته كان دون جماهير خوفا من حدوث كارثة جديدة.
الدفاع الجوى
بعد ثلاثة اعوام بالتمام والكمال أزمة كبيرة اخرى خلفت وراءها حوالى 22 قتيلًا وعشرات المصابين وقعت 8 فبراير 2015 قبل مباراة الزمالك وإنبى بالدورى فى استاد الدفاع الجوي.
وكما الحال مع سابقتها تتابعت الردود العالمية والدولية من كل مكان وتسبب الحادث فى توجيه ضربة قاضية لملف عودة الجماهير للملاعب.
كلتا الحادثتين كان احد اطرافها الاهلى فى مرة والزمالك فى الاخرى، ولم يكن الثنائى معا فى مباراة واحدة، ولو حدث هذا لكان عدد الضحايا اكبر بكثير نظرا للشعبية الجارفة للقطبين.
برج العرب
ومنذ أيام قليلة فقط وفى مباراة لم يحضرها سوى 30 ألف فقط فى استاد برج العرب وأحد أطرافها هو نادى الزمالك والطرف الاخر فريق من خارج مصر هو الاهلى الليبى فى مباراة بدورى ابطال افريقيا.
هذه المباراة وجهت ضربة قاصمة لكل المنادين بعودة الجماهير فى ظل إصدار قانون جديد للرياضة بعقوبات محددة لشغب الملاعب.. ضربة كبيرة تلقاها الكثير من المسئولين عن الرياضة وفى مقدمتهم المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة الساعى لعودة الجماهير والذى كان قد قطع وعدًا بعودة المشجعين للمدرجات فى نهائى كأس مصر والموسم الجديد.
المباراة شهدت أحداثًا مؤسفة من جانب فئة قليلة من الجماهير وهتافات مسيئة وإشعال شماريخ بالاضاف الى تكسير مدرجات الملعب وبعض التلفيات التى تقدر بحوالى نصف مليون جنيه.
رئيس الزمالك نفسه المستشار مرتضى منصور خرج عقب المباراة بتصريحات اكد خلالها انه لا يريد عودة الجماهير للملاعب ولن يدعم ذلك وقال بشكل قاطع «على جثتى أن تعود الجماهير للملاعب مرة اخرى».
القمة الصامتة
كل ما سبق كفيل بألا يجعل اى اختيار سوى اقامة قمة صامتة جماهيريا لكلاسيكو العرب وأفريقيا الذى يتقدم على الكثير من ديربيات المنطقة مثل اهلى واتحاد جدة السعودى والوداد والرجاء المغربى والترجى والافريقى التونسى.
اضف الى كل هذا تراجع الاهتمام العالمى تدريجيا لاسيما فى ظل اقامة المباراة بدون جماهير وفى احيان كثيرة كتحصيل حاصل كما الحال مع قمة الامس غير المؤثرة اطلاقًا على درع الدورى أو حتى ترتيب القطبين.. التأثير الاكبر ربما سيكون على تصنيف المباراة وترتيبها مع اقوى الديربيات العالمية التى من المؤكد انها ستتراجع.