الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الزمن الجميل» مشروع «الفنون الجميلة» لصناعة البهجة

«الزمن الجميل» مشروع «الفنون الجميلة» لصناعة البهجة
«الزمن الجميل» مشروع «الفنون الجميلة» لصناعة البهجة




كتبت - مروة مظلوم

الفن هو اللمسة السحرية التى تلامس الحجر الأصم فتحركه وتنطقه قيمته تتجسد فى قدر ما تثيره بداخله من بهجة.. فالفن ليس بالضرورة تعبير صامت عن الألم.. يمكنه أيضا أن يكون تعبيرًا صاخبًا عن البهجة لأن الفن بلا بهجة.. هو فن بلا حياة.. تلك البهجة التى صنعها ملوك كوميديا «الزمن الجميل» تحضرنا بحضور صورهم على الشاشة الفضية أو سماع أصواتهم عبر الأثير لكن أن تتجسد فى تماثيل صغيرة بأحجامهم تبتسم وتضحك وتتشاجر وتغمز بعينها.. وجوه من الحجر تشع حركة وحيوية.. عكس الكثير من وجوه البشر هذه الأيام.. لك أن تتخيل حجم السعادة التى يجلبها لك مجرد النظر لتلك الوجوه البشوشة مع بعض الإفيهات والقفشات الطريفة لكل منهم.

إنها حالة لم تسع إليها الدولة بأجهزتها وأنظمتها لتنشرها فى الميادين وإنما هى حالة فردية تسببت فيها مى محمد عبد الله 22 سنة فتاة من صعيد مصر استطاعت أن تستخدم فن النحت فى تجسيد حالة فنية خاصة من خلال مشاعر واضحة لتماثيل صامتة هى نتاج عمل متواصل فى مشروع تخرجها من كلية الفنون الجميلة، ومع ذلك تشعر وأنت تشاهدها بأنها تشع حركة وحيوية ابتسامة القصرى وبرمه لشاربه.. وتهديد مارى منيب ومكر الحموات.. وبراءة إكرام عزو ومأساة الريحانى الضاحك الباكى.
تحكى لنا «مى» مسيرتها مع «نجوم كوميديا الزمن الجميل» ومشروع تخرجها بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا فتقول: «كأى فتاة مصرية أعشق نجوم الزمن الجميل لطالما أدخلت ملامحهم البهجة على نفوسنا ولأننى أحب نحت الكاريكاتير ففكرت الدمج بين حبين فى عمل واحد وكانت بداية مشروعى مع تمثال «عبد الفتاح القصرى» وقد لاقى قبولا بين أصدقائى وزملائى وأساتذتى وعليه كررت أن أكمل العمل مع «مارى منيب» و«حسن فايق» و«إسماعيل يس» و«محمد رضا» و«نجيب الريحاني» والطفل «أحمد فرحات» والطفلة «إكرام عزو».
تؤكد مى أن التماثيل منحوتة من الخزف العادى وأن تصور البعض من هيئتها أنها من الحجر ويرجع الفضل فى ذلك إلى الألوان التى أضفت عليها تلك اللمسة، أما نحت الكاريكاتير فهو كرسوم الكاريكاتير يعتمد على النسب المبالغ فيها فإذا كانت نسبة الرأس للجسم فى التماثيل العادية 8:1 أو 9:1 فهى فى الكاريكاتير تأتى بنسبة 3:1 بما يعنى أن الجسم أكبر من الرأس بثلاثة أضعاف فقط.
وعن الوقت المستغرق لصناعة التماثيل قالت مي: «ثمان تماثيل استغرقت ثلاثة أشهر، كان فى تصورى لكل شخصية صورة معينة لردة فعل لنظرة عين لحركة ما بحثت عنها فى كل أفلامهم وما أكاد استقر على الشكل النهائى للتصميم من حركة وملامح حتى أبدأ فى تنفيذه.. وأشرف على مشروعى د.محمد جلال أستاذ بقسم النحت شعبة الخزف».
وبسؤالها عن اختيار مجال النحت رغم كونه غير رائج كمجال عمل للفتيات فى مصر فقالت: أنا من أسرة تعشق الفن وتقدره لم يكن غريبًا أن أميل بفطرتى إلى هذا المجال وأن يترسخ بداخلى حب النحت بغض النظر عن كونه مجالًا للذكور فيه النصيب الأكبر، لكن لما لا أشق طريقا وبنات جنسى فى هذا المجال خاصة وأنا أرى زميلاتى من الفتيات أكثر إبداعا وتميزًا من الشباب.. ربما يأتى يوم وتحطم فيه مثل تلك القوالب الصلبة وتتاح لنا الفرصة.
من المواقف الطريفة التى ترويها مى عن مشروعها الذى يحتل ساحة الجامعة قالت: «عندما استقرت التماثيل فى موضعها بالساحة بدأنا فى تصوير كل منها على حدة وفوجئنا بتجمع الأطفال حولها بشكل عشوائى وكل منهم ينظر إلى نفس الزاوية التى ينظر إليها التمثال فظهرت جلسة تصوير التماثيل فى الساحة أشبه بمشاهد كوميدية.
جدير بالذكر أن الفنان العراقى مؤيد نعمة من أوائل الفنانين العرب فى نحت الكاريكاتورى، حيث يوظف الفنان الكاريكاتير فى فن النحت الخزفي، وذلك لصعوبة تمازج إبداعين فى عملية واحدة تقنيا، فقد جسد عدة تماثيل خزفية (بورتريهات) لعدد من أساتذته فى الأكاديمية، ثم تطورت التجربة من البورتريه إلى موضوعات فكرية عديدة، ليتميز هذا الإبداع ما بين فن الخزف المجوف وملامح الكاريكاتير، بأسلوب رائع.
استطاع بعدها نعمة أن يشارك بهذا التخصص لاحقا فى المهرجانات والمسابقات الدولية، ليحصد جوائز وشهادات تقديرية اعترافا بموهبته وتجربته الرائدة فى هذا المجال.