الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأهلى «صعق» الزمالك بـ«واحد» سمك و«التانى» جمبرى

الأهلى «صعق» الزمالك بـ«واحد» سمك و«التانى» جمبرى
الأهلى «صعق» الزمالك بـ«واحد» سمك و«التانى» جمبرى




كتب - ماجد غراب

 

فى ليلة من أهم الليالى السعيدة فى تاريخ القلعة الحمراء نجح فريق الكرة فى النادى الأهلى فى تتويج جهوده طوال الموسم بفوز مستحق على غريمه التقليدى نادى الزمالك بهدفين مقابل لا شيء .. ليكون ذلك بمثابة مسك الختام لحسم نادى القرن الإفريقى للقبه الـ39 لبطولة الدورى العام فى إنجاز تاريخى يحسب لكل القائمين على المنظومة الإدارية والفنية داخل النادى الأهلى برئاسة المهندس محمود طاهر وقيادة حسام البدرى المميزة للفريق.. وذلك برغم سيل الانتقادات التى تعرض لها المدير الفنى المتوج مؤخرًا بلقب الدورى العام فى موسم استثنائى له حقق خلاله الأهلى اللقب المحلى الأهم فى مشواره بلا هزيمة وبرصيد من النقاط هو الأعلى فى تاريخه بالوصول للنقطة 84 فى آخر محطات البطولة أمام المنافس الأزلى نادى الزمالك.. والذى دفع الثمن غاليًا بخسارته للقمة 114 والتى جاءت كنتيجة منطقية لحالة عدم الاستقرار التى أحاطت بالأبيض فى الفترة الأخيرة منذ الخسارة أمام كابس يونايتد ثم الخروج الإفريقى أمام أهلى طرابلس واستمرار هذه الظروف العاصفة بالقلعة البيضاء حتى موعد معسكر الأبيض لمباراة القمة الأخيرة برغم نجاح الزمالك فى الفوز على طلائع الجيش بثلاثية نظيفة والتأهل عن جدارة للدور نصف النهائى لبطولة كأس مصر.. لكن هذا الفوز لم يشفع للفريق ليواصل انتصاراته بفضل الأجواء السلبية التى صاحبت استعداداته لمباراة القمة الأخيرة والتى لعبت دورًا مؤثرًا فى خسارة الزمالك أمام الأهلى قبل بداية اللقاء.. لا سيما بعد «العزومة» غير المبررة من رئيس الزمالك المستشار مرتضى منصور للفريق وللجهاز الفنى ولأعضاء مجلس إدارته فى الساحل الشمالى والاجتماع بهم فى ساعة متأخرة من اليوم الأول للأبيض بالمعسكر المغلق.. والذي شهد ذهاب اللاعبين بعد الانتهاء من التدريب لتناول «وليمة» سمك وجمبري بدلًا من الذهاب لفندق الإقامة وتناول وجبة العشاء به ثم الخلود مبكرًا للنوم والراحة.. وهى الأجواء المثالية للتركيز الذى يحتاجه الفريق فى مثل هذه اللقاءات أسوة بما فعله منافسه كأمر طبيعى لأى فريق يمارس كرة القدم ويستعد لمباراة مهمة تعد بمثابة البطولة الخاصة لعشاقه وجماهيره.. وهو الأمر الذى لم يدركه بعد رئيس نادى الزمالك صاحب نظرية عدم الاستقرار التى طالما تباهى بها فى بداية ولايته الحالية مع فوز الزمالك بالبطولات رغم تغيير الأجهزة الفنية واجتماعاته المستمرة مع اللاعبين ظنًا منه أنها قد تأتى بنتائج إيجابية وهو الأمر الذى لم يحدث وظهر ذلك جليًا فى خسارة الزمالك مبكرًا لبطولة الدورى العام، وخسارته أيضا للمركز الثانى الذى كان سيؤهله للمشاركة الموسم المقبل فى البطولة الأهم للأندية فى القارة السمراء دورى الأبطال الإفريقى والتى ودعها الأبيض مؤخرًا فى منافسات المجموعات بدور الـ16.. الغريب أن هذا الاجتماع السلبى تسبب فى ذهاب فريق الزمالك لمعسكره المغلق، فى الساعات الأولى من صباح ليلة المباراة.
وهو الأمر الذى أعطى الأفضلية لمنافسه قبل خوض اللقاء على صعيد عنصر التركيز والذى يلعب الدور الحاسم فى الاستعداد لمثل هذه «الدربيات» سواء داخل أو خارج الملعب وقبل وأثناء المباراة التى شهدت تفوقًا كاسحًا منذ البداية للأحمر بفضل القراءة الجيدة لحسام البدرى المدير الفنى للأهلى للقاء والتى أعطته السيطرة المطلقة فى معظم فترات اللقاء باستثناء الربع الساعة الأخيرة التى شهدت تحسنًا نسبيًا فى أداء الأبيض وضياع ستانلى للفرصة الوحيدة التى تذكر للزمالك فى اللقاء والذى فشل خلاله البرتغالى أوجستو إيناسيو فى التعامل مع «العمود الفقرى الجديد» الذى فاجأه به البدرى بالاعتماد منذ البداية على الرباعى حسام غالى بدلًا من عاشور، وصالح جمعة على حساب السعيد، ووليد سليمان الذى أعطاه أجاييه فرصة اللعب أساسيًا بعدما أقنع البدرى فى التدريبات بأنه الأنسب لقيادة الأحمر فى مركز المهاجم الصريح بدلًا من عمرو جمال ليكون النيجيرى بمثابة المحطة التى يعتمد عليها الأهلى فى هجماته ويعطى لسليمان فرصة التألق وإحراز هدف التقدم لفريقه نهاية الشوط الأول قبل أن يحسم أجاييه اللقاء بهدفه الثانى الرائع فى اللحظات الأخيرة من المباراة، والتى أظهرت فشل إيناسيو فى التعامل مع «مفاجآت» البدرى للفريق الأبيض والذى وضح عليه أنه جاء لخسارة اللقاء منذ الوهلة الأولى بعد الأداء الدفاعى البحت الذى اعتمد عليه البرتغالى من نصف ملعبه واللعب فقط على الهجمات المرتدة القليلة التى نجح دفاع الأهلى فى إفسادها بعدما جرد إيناسيو فريقه من العناصر القادرة على إحداث الفارق فى ظل إصابة حفنى وإبراهيم بالإبقاء على باسم مرسى ومصطفى فتحى على مقاعد البدلاء ومع نزولهما  ظهرت قوة الزمالك الحقيقية فى الأمتار الأخيرة من المباراة.
لكن ذلك لم يشفع للأبيض فى النهاية السعيدة التى كان يتمناها والتى ذهبت لمنافسه وجماهيره والتى باتت أكثر ثقة فى قدرة الأهلى على تحقيق طموحاتها فى الفترة المقبلة سواء فى بطولة كأس مصر أو فى مباريات دورى الأبطال الإفريقى، فى الوقت الذى بقى فيه الزمالك حبيسًا لأزماته بفضل «الخطايا» الفنية لمدربه البرتغالى والأجواء الإدارية السلبية التى لا يزال المستشار مرتضى منصور رئيس القلعة البيضاء غير معترف بها مثل الحديث عن إقالة الجهاز الفني عقب الخسارة من كابس يونايتد ثم تجديد الثقة به وما أعقب ذلك من تغييرات للجهاز المعاون البرتغالى لم يرض بها الأخير إلى أن وصل الأمر لاتهامات بالتمرد والهروب «علنًا» من قبل المستشار لحارسى الفريق الشناوى وجنش لتساهم كل هذه الظروف فى حالة من التخبط جعلت من خسارة الزمالك أمام الأهلى نتيجة منطقية لدى عشاقه وجماهيره قبل الآخرين.. وجميعهم أيضًا أشادوا بالجانب الإيجابى الوحيد للأبيض فى اللقاء بعد التألق اللافت للحارس الواعد عمر صلاح الذى قدم أداءً رائعًا فى أولى مشاركاته مع الزمالك بمباريات القمة بعد ظهوره «بالصدفة» فى لقاء طلائع الجيش عقب أزمة غياب الشناوى وجنش عن حراسة مرمى الزمالك.. سواء فى بطولة كأس مصر مؤخرًا أو عن مباراة القمة التى أعطت لحسام البدرى المدير الفنى للنادى الأهلى الفرصة للرد على كل منتقديه ومصالحة جماهيره بتحقيق الفوز الثانى على الأبيض هذا الموسم بإشراكه لكل العناصر التى طالما طالبت الجماهير الحمراء بضرورة إعطائها الفرصة، كاملة وعلى رأس هذه العناصر النجم الواعد صالح جمعة ليقدم البدري عربون غيابه عن البطولة العربية للجماهير ومجلس الإدارة بعدما سافر لقضاء إجازة عائلية مستحقة بعد موسم طويل وشاق عقب تحقيقه كل الأهداف التى سعى إليها مع القلعة الحمراء مطلع الموسم المنقضى باستثناء خسارته الوحيدة للقب السوبر.