الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.. العدو الأكبر للآثار الفرعونية

الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.. العدو الأكبر للآثار الفرعونية
الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.. العدو الأكبر للآثار الفرعونية




كتب - روبير الفارس

فى ديره الكبير بالجبل الغربى بسوهاج يحتفل الاقباط هذه الأيام بما يعرف بمولد القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.
وللأنبا شنودة مكانة مهمة ومتميزة فى التراث القبطى؛ فهو من جهة يلقب بـ«عميد الأدب القبطى» أما لقبه الأشهر فهو «رئيس المتوحدين».
وهو نموذج رائع للنبوغ المبكر؛ إذ تذكر سيرته الذاتية انه كان وهو طفل صغير يواظب على الصلوات والأصوام وعمل الرحمة مع الفقراء والمساكين، وشنودة «وهو النطق القبطى للأسم حسب اللهجة الصعيدية» كلمة قبطية معناها «ابن الله» وفى النطق القبطى حسب اللهجة البحيرية تنطق «شنوتى» أما النطق اليونانى للاسم فهو «سنيوت».

 

ولد حوالى عام 333 فى مدينة أخميم، وأشتهر منذ طفولته بمحبة الصلاة، فأوفده والده إلى خاله الأنبا بيجول فتولاه بالرعاية حتى ألبسه لباس الرهبنة، وبعد وفاة خاله تولى رئاسة الدير الأبيض وكان ذلك حوالى عام 388م.
ولقد ترك لنا سلسلة مؤلفات وعظات قيمة؛ حتى قال عنه المؤرخ الانجليزى ورل «أن الأنبا شنودة هو أعجب شخصية أخرجها القبط فى أى عصر من عصورهم الطويلة وبأنه مؤسس المسيحية القبطية».
ولقد توفى الأنبا شنودة 451م، أى أنه عاش حوالى 118 عاما تقريبا .
والغريب انه حتى الآن لم تترجم عظاته او كتبه كاملة للغة العربية.
وقد سمى شنودة بأبو القبط أو أبو المصريين، وهو يُعتبر أهم شخصية تمثل رهبنة الشركة فى مصر بعد القديس باخوميوس بل أعظم شخصية مصرية فى العصر القبطى بأسره.
دُعى «أرشمندريت» أى رئيس المتوحدين، لأنه كان يمارس حياة الوحدة من حين إلى آخر.
لقد شجع بعض رهبانه على الإنسحاب إلى الصحراء بعد سنوات قليلة من ممارستهم حياة الشركة، دون قطع علاقتهم بالدير تمامًا.
بينما رأى القديس باخوميوس فى «الشركة» ذُروة السموّ الرهبانى، أما القديس شنودة فيراها مرحلة انتقالية تُعد النفوس الناضجة لحياة المتوحدين الأكثر نسكًا. كان رئيسًا للدير الأبيض فى أدريبه فى صحراء طيبة، لأكثر من 56 عامًا (القرن الرابع/الخامس).
قاد حوالى 2200 راهب و1800 راهبة، كما أخبرنا تلميذه وخلفه القديس ويصا. فى سنة 431م.
رافق القديس الأنبا شنودة القديس كيرلس الكبير فى مجمع أفسس المسكوني.
كان مصريًّا أصيلًا واهتم جدًا بالهوية القومية للمصريين فلم يقبل فى ديره أجنبيًا ليلتحق بجماعاته الرهبانية، بل كان جميع رهبانه من المصريين، لهذا عزف كثير من الأوربيين عن ذكر اسمه فى الفترة الخاصة بآباء البرية، كما لم يترجموا شيئًا من أعماله على مدى قرون طويلة.
وحارب شنودة الثقافة اليونانية واللغة اليونانية بتشدد وأصولية كبيرة وتحيط حياته غموضا كبيرا خاصة فيما يتعلق بمحاربة كل المظاهر الفرعونية التى كانت بقية فحارب تحنيط الجثث بضراوة، وقام بهدم عدد كبير من المعابد الفرعونية وديره المعروف بالدير الأبيض بسوهاج كان معبدا فرعونيا حوله إلى كنيسة ودير ومازالت النقوش الفرعونية باقية على حجارة الدير.
وأحاط الأقباط حياته بعدد من الخرافات منها ركوبه مركبة رملية تسير به فى الصحراء.
وبناوه ديره بالمنادة على الأحجار التى كانت تطيعه وتصطف إلى جوار وفوق بعضها.  وقيامه بلزق راقصة تجرأت ودخلت ديره على حائط الدير وعرفت بالمسخوطة  والرسم الذى يشير إليه هنا رسم فرعونى واضح.