السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف» رصدت تضارب المشاعر.. يوم الرؤية .. صلة الرحم التى تحولت إلى شر

«روزاليوسف» رصدت تضارب المشاعر.. يوم الرؤية .. صلة الرحم التى تحولت إلى شر
«روزاليوسف» رصدت تضارب المشاعر.. يوم الرؤية .. صلة الرحم التى تحولت إلى شر




تحقيق - مروة فتحى

عندما تدق الساعة الثانية بعد الظهر بالتمام تبدأ النوادى ومراكز الشباب المخصصة للرؤية فى الازدحام.. تأتى الأمهات وهن ممسكات بيد أطفالهن ووجوههن يملؤها الأسى وتغلفها ضحكة حزينة، فيما يدخل الآباء وأيدهم محملة بالألعاب والحلوى من كل صنف ولون، أما الأطفال فتتشابك أيديهم فى أيدى أمهاتهم ويسيرون بخطوات يملؤها الترقب لمجىء الأب من عدمه.
«روزاليوسف» قضت يوم الرؤية مع الأطفال فى أحد مراكز الشباب ورصدت بعض اللقطات والمشاهد وما شابه من أحلام وآمال وآلام.    

هم أطفال أبرياء لم يفعلوا أى شىء سوى أنهم أبناء لأم وأب اتفقا على ألا يتفقا فكانت النتيجة ثلاث ساعات هى مدة الرؤية.. لجأ الأب إليها لرؤية أبنائه فى مشهد يختذل كل معانى الأبوة فى بضع ساعات وكأن كل ما يحتاجه الطفل هو مجرد حلوى ولعب صنع فى الصين ولا تحدثنى عن الأمان والحنان.
عبد الرحمن طفل 5 سنوات يأتى كل يوم جمعة لرؤية والده الذى يحضر مرة ويغيب مرات وفى حالة حضوره يأتى بعد مرور نصف الوقت المخصص للرؤية، أما عبدالرحمن فينظر للأطفال الآخرين الذين يجلسون بصحبة آبائهم فيملأ قلبه الحزن ويسأل نفسه فى صمت: لماذا أنا بالذات الذى لم يأت أبى؟، ويحاول أن يشغل نفسه باللعب مع صديقه كريم الذى يبلغ من العمر 5 سنوات.
أما كريم فينتظر يوم الجمعة بشغف كبير لرؤية والده الذى يحضر كل يوم جمعة بصحبة زوجته الجديدة وأبنائها ومعه الهدايا والألعاب التى يظل يلهو بها كريم طوال الثلاث ساعات هى مدة الرؤية، وتارة يشاركه والده لعب الكرة وتارة أخرى يجلس مع أسرته تاركا ابنه يلعب بالعربة التى أحضرها له.
وينتظر على الذى يبلغ فى العمر 5 سنوات يوم الجمعة من أجل الذهاب للنادى ولكن لا يفرق معه رؤية والده من عدمه لاسيما أن والده طوال ساعات الرؤية يظل يشحنه بكلام سلبى يظهر تأثيره بعد انتهاء الرؤية على هيئة تصرفات عدوانية وصراخ وعصبية لا تهدأ وتيرتها إلا بعد يوم أو اثنين على الأكثر.
أما آدم الذى يبلغ سنين ونصف السنة يحضر كل يوم جمعة لرؤية والده الذى لا يعرفه ولا يحب أن يجلس معه بمفرده إلا وأمه معه، ورغم محاولات الأب أن يلعب معه كل ألعاب الأطفال الممكنة إلا أنه مازال هناك حاجز بينهما، وتلتقط رانيا والدة آدم خيط الحديث قائلة إنها لم تمنع زوجها من رؤية طفلهما فرغم أنهما على خلاف وأنها مازالت على ذمته لكنها كانت تتحايل عليه أن يأتى لرؤية الطفل بل وأن يأخذه ويخرج معه حتى يعتاد عليه الابن فلا يصبح غريبا عليه، لافتة إلى أنه لا ينفق عليه أى مليم ورغم أنه لا يوجد ما يمنعه من أن يراه لكنه قام برفع رؤية حتى يضايقنى ويذلنى فهو يحب أن يرانى مذلولة كما قال لى وفى الحقيقة الموضوع غير فارق معى ولكن من يدفع الثمن هو ابننا الذى لم يقترف أى ذنب سوى أن هذا الرجل المتغطرس هو والده.
فى حين تقول ريهام عبد العزيز أم لولد 5 سنوات وبنت 3 سنوات أنها تأتى كل يوم جمعة حتى يرى طليقها ولديه، لافتة إلى أنه ينتظر منهما أن يحدثوه تليفونيا كل يوم رغم أنهما مازالا صغارًا ولا يعرفان كيفية استخدام الهاتف، ليس هذا فحسب بل أنه أيضا لا ينفق عليها مطلقا ويريد أن يحدثوه على الموبايل ليظل يتحدث معهم بالساعات وعندما تطلب منه حق كارت الشحن لا يعطيها ولا يستجيب ورغم أنها لم تمنعه من رؤيتهما لكنه سارع باتخاذ هذه الخطوة حتى يريح دماغه من أن تطلب منه أى مليم.
 وتعتبر أن لجوء الآباء للرؤية ما هو إلا مسمار جحا ونوع من التتبع للأم لمعرفة معلومات عنها وعن حياتها وأين تذهب وماذا تفعل وكل ذلك يستنبطه من الابن أو الابنة وعندما تتأخر فى أى يوم من أيام الرؤية يلاحقها بالقضايا ويسبب لها أى نوع من الإزعاج. علاء محمود يقول: إن أهل طليقته منعوه من رؤية ابنائه الثلاثة حتى لو يوم فى الأسبوع فاضطر إلى رفع قضية رؤية رغم أنها غير آدمية لكنه كان مجبرا بعدما حاول بشتى الطرق الوصول لحل ودى معهم لكنهم كانوا دائما يستخدمون الأطفال كسلاح ضده ولأنه كان لا يريد حدوث أى مشاكل فقرر الاكتفاء برؤيتهم 3 ساعات أسبوعيا أفضل من عدم رؤيتهم مطلقًا فنصف العمى ولا العمى كله.
فى حين يؤكد إبراهيم صابر أنه أراد أن يأخذ نفس خط أهل طليقته الذين لجأوا للمحكمة ورفعوا عليه الكثير من القضايا من خلع ونفقة وولاية وخلافه، فلم يكن أمامه سوى أن يلجأ هو الآخر للقضاء وقام برفع قضية رؤية وكسبها ويرى أطفاله ثلاث ساعات فى الأسبوع ورغم أن هذا الوقت غير كاف بالطبع لكنه كان مضطرًا للرد بهذا الشكل.
أحمد أمين مدير مركز سراى القبة يقول إن: الرؤية قديما كانت تتم طوال أيام الأسبوع كله أما الآن فأصبحت يوم الجمعة فقط، ويستقبل المركز حوالى 100 حالة رؤية كل أسبوع وعند حدوث مشاكل مشاكل بين الطرفين أبادر بحلها بشكل ودى ولكن إذ تطور الأمر اهددهما بطلب الشرطة.