السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تميم على خطى مرسى:

تميم على خطى مرسى:
تميم على خطى مرسى:




كتبت - داليا طه - الرياض - صبحى شبانة

التناقضات، الارتباك، الهزل، اليأس،الترنح، كلها مفردات يصلح كل منها عنوانا للخطاب (الفضيحة) الذى ألقاه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد مساء الجمعة الماضية ليستبق به الجولة التى يبدأها اليوم (الاحد) الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الى دول مجلس التعاون الخليجي، يزور خلالها كلا من السعودية والكويت وقطر يبحث خلالها عن مصالحة فوق ركام حليفته قطر، تحت مزاعم (حل المشاكل بين الأشقاء فى منطقة الخليج)، لم ينس أردوغان (الذى يحلم بإحياء الإمبراطورية العثمانية على حساب الدول العربية) قبل مغادرته أنقرة أن يوجه دعوته للمستثمرين فى دول الخليج للاستثمار فى بلاده.
النذل، الانتهازي، المصلحجي، كلها صفات وألقاب شائعة فى دول الخليج مرادفة لاسم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، اكتسبها من خلال مواقفه التى تتسم بالقفز على المبادئ التى يتستر تحت عباءتها، ويتسربل بها، لايشير أحد فى الخليج إلى أردوغان إلا بهذه الصفات التى تحولت وسما وعنوانا للسياسة التى ينتهجها طيلة السنوات الماضية.
السعودية تنظر إلى أردوغان الذى يحاول أن يقوى نفوذه فى العالم الإسلامى السنى والعربى على حسابها بحذر تارة، ولامبالاة تارة أخري، إقلالا من شأنه، لمعرفتها بقدره وأهدافه من باب الذى تعرف ديته، كما يقول المثل المصرى الشائع الدارج، لم يلق أردوغان الذى امتطى جماعة الاخوان الارهابية وتحالف معها، اهتماما واحتراما فى الخليج، باستثناء قطر الذى تربطه بأسرة آل ثانى الحاكمة عقيدة وأيديولوجية الإخوان الإرهابية المشتركة.
التصريحات التى يغازل بها أردوغان السعودية ويهاجم فيها مصر لم تعد تفيد فى إقناع المملكة بجدوى وفائدة الوساطة التركية، والتى أعلنت منذ بداية الأزمة انحيازها لقطر، خاصة بعد توالى وصول قوات تركية للدوحة، ولأن السعودية تدرك الاهداف الحقيقية لجولة أردوغان فقد استبق وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، زيارة الرئيس التركى وأكد خلال مؤتمر صحفى مع نظيره الإيطالى أنجيلينو ألفانو فى العاصمة روما إنه ليس هناك مجال للمفاوضات مع قطر لإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج.
وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش قال تعقيبا على خطاب أمير قطر، إن التطاول والمناورة والمكابرة والاستقواء بالحزبى والأجنبى لا يفيد، وقطر تنزلق مجددا تحت أوهام السيادة التى خرقتها مع جيرانها وقال إن مشكلة الحكم فى قطر هى فى الرهان على الحل الخارجى الذى ينحسر وهو رهان واهم.
ورغم الرسائل المتناقضة التى حملها خطاب أمير قطر والتى أكدت مصادرنا أن من صاغه هو الإسرائيلى عزمى بشارة، والإرهابى أحمد منصور فإن الروح الاستسلامية لأمير قطر كانت بادية، أطلت برأسها معلنة عن نفسها من بين الفواصل، والوقفات، والسطور.
يمكن وصف خطاب أمير قطر بالتصعيد والمهادنة فى آن واحد، فرضية بداية الاستجابة القطرية والتسليم بحل الأزمة مع الرباعى العربى عبر بوابة الحليف التركى واردة رغم محدوديتها.
وفى سياق متصل، قالت صحيفة التايمز البريطانية: إن الخطاب لم يحتو على أى مضمون جديد، موضحة أن غالبية الخطاب مجرد تصريحات وبيانات أعلنتها مؤسسات دولته على مدى الفترة الماضية.
واعتبرت مجلة «كومنترى» الأمريكية أن ظهور تميم فى هذا التوقيت إشارة إلى ضعف موقفه، وخوفه من انقلاب الشعب القطرى ضده، إذ أكد فى بداية الخطاب أن الحياة تسير بشكل طبيعى.
وأوضحت شبكة «تى آر تى» الأمريكية أن تميم لم يغير موقفه بشأن الحصار، بل كان يكابر ويؤكد أن الدوحة لن تغير سياستها.
بينما سخر الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعى من الخطاب، ووصفه البعض بأنه مشابه لخطابات المعزول محمد مرسي، وشبه البعض حديثه عن السيادة بأنه مثل تمسك مرسى بالشرعية.