الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجار الله لـ «روزاليوسف»: إمارة الإرهاب دولة مارقة

الجار الله لـ «روزاليوسف»: إمارة الإرهاب دولة مارقة
الجار الله لـ «روزاليوسف»: إمارة الإرهاب دولة مارقة




حوار- أمانى عزام:

رسائل شديدة اللهجة بعث بها أحد أهم الإعلاميين والصحفيين الكويتيين إلى إمارة الإرهاب، فقد حذر أحمد الجارالله، الإعلامى الكويتي، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، من إمكانية انضمام الكويت إلى دول المقاطعة الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) ضد قطر، فى حال عدم إذعان الأخيرة وتلبية جميع مطالب جيرانها وتهدئة مخاوفهم المشروعة. وشدد الجارالله، خلال حواره الخاص لـ«روز اليوسف» على أن الوساطة الكويتية بين الدول الأربع والدوحة لم تفشل بعد، لافتا إلى أن الدوحة وافقت على جميع المطالب الـ13 لكنها تشترط فك الحصار عليها أولا، وهو ما ترفضه الدول الأربع حيث لم تفرض العواصم الأربع سوى إجراءات للمقاطعة فحسب.
وإلى نص الحوار..

 ■ كيف تابعت خبر مطالبة الكويت من السفارة الإيرانية تقليص عدد دبلوماسييها، وما سبب مد المدة إلى 45 يومًا؟
- هذا الإجراء كان لابد أن يحدث منذ زمن طويل، فلابد من تقليص عدد الدبلوماسيين الإيرانيين فى الجبهة الداخلية الكويتية، كما تجب مراقبة بعثاتها الدبلوماسية لأنها بمثابة أوكار للإيذاء والتجسس والعمليات المزعجة فى أى بلد توجد فيها.
أما بالنسبة لمد المدة إلى 45 يومًا فهذا يرجع إلى أن الكويت راعت أن معظم الدبلوماسيين مصطحبين عائلاتهم معهم وأبنائهم يدرسون فى المدارس الكويتية ولذا تم مد الفترة إلى أن تبدأ العطلة المدرسية، ولكن مقراتهم أغلقت ويستطيعون التواجد فيها وانتهى الموضوع بالنسبة للحكومة الكويتية.
■ لماذا اتخذت الكويت موقفا محايدًا منذ البداية فى المقاطعة العربية القطرية؟ وكيف ترى الدور الذى لعبته الكويت فى المصالحة بين قطر والدول العربية؟
- عندما وقعت الأزمة بين قطر والدول الأربعة كان لابد أن تكون هناك دولة تقوم بدور الوسيط فى هذه الأزمة، والكويت رأت أنها تستطيع لعب هذا الدور، أنا شخصيًا كُلفت بالوساطة وأجرت قطر معى اتصالًا هاتفيًا للتوسط بينها وبين للدول الأربع، وبالتالى لابد أن نقوم بدور محايد، وأنأى بنفسى عن اتخاذ موقف لأحد الصفوف، ونفس الموقف اتخذته سلطنة عمان، ولكن فى النهاية لابد أن تستجيب قطر الدول الأربعة وخصوصًا قصة دعمها للإرهاب ضد شقيقاتها الأربع، وانتهاج أفعال مطابقًة لتصريحاتها بأنها دولة مناهضة للإرهاب وتسير فى الصف العربي.
■ بعد فشل الوساطة الكويتية كيف ترى تطورات الأزمة؟ وكيف يمكن حلها من وجهة نظر؟
- الكويت لم تعلن فشلها حتى الآن، ومازالت تحركاتها متفائلة وإيجابية وهناك تواجد حتى الآن، فالخلاف الآن بين قطر والدول الأربع على نقطة واحدة، خاصة أن قطر أبدت موافقتها على تطبيق البنود الـ13 التى طلبتها منها الدول العربية الأربع، ولكن بشرط فك الحصار أولًا، والدول العربية تقول إنها مقاطعة وليست حصارًا ولن تقوم بفكها إلى حين تنفيذها للمطالب أولًا، وبالتالى فإن الخلاف على من يتنازل أولًا.
وهناك ضغط أمريكى فى هذه النقطة يلزم قطر بالاستجابة للمطالب، ويحث الدول الأربع على إنهاء الحصار إذا أعلنت قطر رسميًا قبولها للمطالب، وعلى رأسها مطاردة الإرهاب وعدم دعمها له وتعاونها معه، وهو ما تم بالفعل خاصة بعد أن أصدرت قانونا جديدا خلال الفترة الماضية مختص بهذا الشأن، ولكن عليها أن تتنازل عن تعنتها وتبدأ رسميًا بالاستجابة للمطالب حتى تنهى الدول مقاطعتها لها.
■ كيف ترى الموقف القطرى وتعنت الدوحة ضد الدول العربية؟ وإصرارها على دعم الإخوان والارتماء فى أحضان تركيا وإيران؟
- قطر مع الأسف أوصلت نفسها إلى أن تكون دولة مارقة، وأجبرت العالم برمته على أن يصبح ضدها، لابد لها وأن تتعلم من أخطائها لأن التعنت لن ينفعها وعليها أن تراجع نفسها وتعلن موافقتها رسميًا على مطالب الدول الأربع، خاصة أنها الآن شعرت أن العالم كله أصبح ضد موقفها ويطالبها بالاستجابة لهذه المطالب.
والدول العربية الأربع ليس لديهم مانع من التنازل أو التفاوض فى نقطة أو نقطتين من هذه المطالب التى يمكن النظر فيها، فيما عدا ما يتعلق بدعمها للإرهاب وإيوائه، وعلاقاتها بتركيا وإيران، ولكن تعنتها فى أن تبدأ بالتنازل لن يفيدها.
 ■ هل يمكن أن تنضم الكويت بشكل رسمى للمقاطعة العربية ضد قطر؟
100% إذا شعرت أن قطر متعنتة فى موقفها وتسير فى مسار مخالف عكس المسار الطبيعى الدولى ومغاير للمسار الخليجى والعربي.
 ■ كيف ترى أداء الإعلام العربى بشكل عام؟ وقناة الجزيرة بشكل خاص؟
- الجزيرة كانت مزعجة فى فترة ما، ولكنها لم تعد مؤثرة مثلما كانت فى السابق، فمصر والسعودية كل منهما تمتلك عشرات القنوات المؤثرة، والكثير من الدول الأخرى، أما الجزيرة فقد فقدت مصداقيتها وتأثيرها خاصة أنها لم تعد محايدة كما كانت تدعي، فهى منحازة للموقف القطرى المزعج للعالم بالكامل، ولم يعد لديها قاعدة عريضة من المشاهدين كما كانت فى السابق، وكانت تدعى أنها معنية بحريات الشعوب والمظلومين الموجودين حول العالم وتردد الشعارات الفارغة التى ترددها إيران وتركيا.. «هذا كلام فاضي».
نصيحتى للإعلام العربى أقول لهم ركزوا على الخبر وابتعدوا عن الجانب الشخصى فى مهاجمة الأشخاص الآخرين، الكثير منهم يقدم عشيرته وانتماءه على التغطية الإخبارية لأن العقل عشائرى أحيانًا، فالجانب الخبرى يكفى لإجهاض أى خطر فى العالم العربي.
 ■ لماذا لم تسع دولة مثل الكويت بكل ثقلها وثرواتها إلى إطلاق قناة إعلامية كبرى تحارب فكر الجزيرة المتطرف وتكون منبرًا للإعلام التنويرى المحايد؟
- الكويت كانت تمتلك سلسلة قنوات معروفة خلال فترة الغزو العراقي، ولكنها الآن تعمل على تطوير قنواتها المحلية لمحبيها لتمتلك مساحة عريضة من المشاهدين فى الخارج، كما أن الكويت الآن لم يعد لديها مطامع أو رغبات للتوسع الفكرى داخل الدول الأخرى، ولا تمتلك نفس الطموح الموجود لدى قطر فى فترة ما ولكنه انتهى الآن.
■ «مع السيسى عبرنا بحور الظلام» عنوان لمقالك الذى كتبته فى جريدة السياسة الكويتية، حدثنا عن البحور المظلمة التى عبرها الرئيس السيسى وما أهم إنجازاته طوال فترته الرئاسية؟
- السيسى استطاع بالتعاون مع الجيش المصرى تخليص المنطقة بحسب الطلب الشعبى من كابوس الإخوان المسلمين الذين كادوا أن يدمروا العالم العربى لولا تصدى السيسى والجيش لهم، ولذك فعلًا هو عبر بالعالم العربى إلى بر الأمان من هذا الشيطان، وأعاد المنطقة إلى جو الاستقرار.
■ كيف ترى مصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ وكيف تابعت قراراته الجريئة فى إلغاء الدعم وتعويم الجنيه؟
- هذه الإجراءات التى اتخذها السيسى لم يكن يجرؤ أى رئيس من قبله على اتخاذها ولكن شعبيته العارمة ساعدته على ذلك، خاصة أن هذه الإجراءات كان لابد أن تتخذ منذ عهد الراحل أنور السادات، ولكنه عجز عن تطبيقها عندما اندلعت ضده ثورة الجياع التى قادها الإخوان المسلمون فى وقتها.
هذه الإجراءات تبدو مزعجة فى البداية ولكنها هى النور الطيب لأى اقتصاد جيد، صحيح أنها ستتسبب فى تضخم مع أول عامين، ولكنها ستعيد الاقتصاد، ولا ينكر أحد أن الإجراءات التى اتخذها الرئيس السيسى أنعشت العملة الخارجية، والاستثمار الداخلى والخارجي، وأعادت النشاط الاقتصادي.
الناس يجهلون فوائد تحرير الجنيه ولكنها خطوة لا غنى عنها توفر للدولة أموالًا ضخمة، خاصة أن دعم الجنيه كان يصب لصالح التجار ولصالح من يعملون فى القطاعات التجارية، ولكن الفقراء ليس لهم نصيب فى كل هذا.
 هناك أشياء كثيرة لابد أن يطبقها السيسى منها سياسة إلغاء الدعم حتى تصبح مصر مستعدة لاستيعاب أى قروض أو استثمارات أجنبية تعود عليها بالنفع، وإلا يصبح اقتصادها رجعى متأخر لا يُقدم أحد على التعامل معه.   
■ برأيك بعد كل هذه الإجراءات ما هى الخطوات التى تنقص مصر لتحسين اقتصادها واستثمارها؟
- مصر للأسف مرت بفترات عصيبة منذ عهد جمال عبد الناصر رحمه الله، وحتى الفترة الأخيرة، ومرت بعدم الجدية والالتزام فى اتفاقياتها فى بعض الأشياء خاصة فى فترة حكم الإخوان المسلمين الذين أساءوا لاتفاقيات مصر فى الداخل والخارج مع المستثمرين، والاتفاقيات الدولية، وهو ما جعل المستثمرون يطالبون بقانون استثمار مضمون يحفظ لهم حقوقهم، رغم تأخره فى الصدور، ولكنه خرج للنور بشكل جيد، ولكن لابد أن يجرى تعديل فى مواده بين كل فترة حسب التجارب واحتياجات ومطالب المستثمرين فى الداخل والخارج، لإنعاش الاقتصاد، واستيعاب عمالة أكثر حتى تتمكن مصر من الاستغناء عن الاستيراد من الخارج بشكل كامل.
■ حدثنى عن علاقتك بمصر بشكل خاص؟ والروابط  التاريخية بين مصر والكويت بشكل عام؟
- لا يمكن أن تستطيع أى دولة عربية الاستغناء عن مصر سواء السعودية ولا الإمارات ولا الكويت ولا الخليج، ولا ينكر أحد موقعها العظيم ومواقفها الداعمة لأفريقيا بالكامل، وبالتالى فإن إعادة جو الهدوء والاستقرار لها، وزيادة فرصها الاستثمارية ستكون مفيدة لكل دول المنطقة بشكل كامل، ولذلك لابد أن نوجه التحية والشكر للجيش المصري، لأنه تضامن مع شعبه ضد هذه الجماعة الإرهابية، كما ينبغى أن نوجه الشكر للسيسى لأنه استجاب للدعوة الشعبية ووافق أن يتولى الحكم فى مصر، ونعطى الفرصة لخدمة بلده وشعبه.
■ هل يمكن أن تؤثر القرارات الجريئة التى اتخذها السيسى على فرصه فى الانتخابات  الرئاسية 2018 ؟
- نحن الآن أمام شعب مصرى واع، فثورة 30 يونيو وجهت الشعب المصرى إلى طريق آخر مختلف عما كانوا عليه فى السابق، ولن يتأثروا بما يروجه بعض المنتفعين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين الذين يريدون أن يفسروا قرارات السيسى على أنها تضر بالفقراء وطبقة محدودى الدخل فى مصر، فالشعب سيحاربهم بنفسه، لابد أن يستمر السيسى فى منصبه لأن أمامه قضايا مهمة يجب أن يخوضها استكمالا للقضايا التى فجرها حتى تؤتى أوكلها ويجنى الشعب المصرى ثمارها.
■ كيف ترى تطورات الأوضاع فى سوريا وكيف يمكن حل هذه الأزمة من وجهة نظركم؟
- ما يجرى الآن فى سوريا هو نفس ما حدث فى تونس والربيع العربى فى كل الدول العربية، والمتسبب الأساسى فيه مع الأسف هى قطر، ثم اندفعت تجاهه بعض الدول العربية بشكل غير مباشر، طوال هذه السنوات لم يتغير الوضع فى سوريا لأن أساس التغيير فى أى بلد هو الجيش، والأسد معه الجيش والأجهزة الأمنية وجزء كبير من شعبه، القضية أن سوريا فيها نحو 130 فصيلًا إرهابيًا مختلفًا كل منهم يريد أن يسرق الحكم من الأسد وينفرد بالحكم، وأنا أقترح مثلما اقترحت الدول الكبرى روسيا وأمريكا مؤخرًا أن تعطى الفرصة للوضع القائم، وتبدأ مرحلة البناء والإعمار فى سوريا، ثم يقرر الشعب السورى مصيره ويختار من يحكمه سواء كان الأسد أو غيره، ولكن لابد من تغليب صوت العقل.
 الدول الأخرى ضاقت ذرعًا باللاجئين السوريين، والعالم الأوروبى كله يقول إنه مستعد أن يمنح الشعب السورى أمولًا لاستعادة بلده، ولكن الشعب السورى منساق وراء داعش تارة وجبهة النصرة تارة أخرى ومشتت بين الف ومائتى فصيل فى سوريا من الذى سيتولى الحكم إذا فى سوريا من بين كل هذه الفصائل.
■ لماذا لا تتخذ الدول العربية الكبرى موقفًا ثابتًا لحل أزمات المنطقة، لماذا دائمًا تخرج الجامعة العربية ببيانات شكلية خالية من أى قرارات واضحة؟
- مع الأسف أزمة العالم العربى الآن تذكرنى بأزمة أمراء الطوائف فى الأندلس 20 حاكمًا و20 أميرًا تشاجروا معًا أحدهم يستدعى أجنبيًا، وأحدهم استدعى الفرنجة وآخر يستدعى البرتغاليين إلى أن راحت الأندلس وصاروا يبكون عليها مثل النساء لأنهم لم يحافظوا عليها، والآن العالم العربى  مثل هذا، ولكن هناك بعض الأوضاع المبشرة فى تماسكنا معًا.
والآن عندما نرى العالم العربى نضحك على أحوالنا، لماذا لا ننظر لدولة مثل الإمارات متماسكة ومتحدة مع بعضها منذ نحو 46 عامًا بجدية، هذه الجدية فى الترابط والتماسك أنقذت الكويت والأردن، والبحرين.
لابد على الأقل أن يكون هناك دمج  اقتصادى وربط  فى المصالح الاقتصادية بين الدول العربية، لابد أن تقوم دول الخليج والدول ذات الأموال بتخفيض أى إجراءات، ليس مهمًا من يحكم هذه الدول، المهم أن ترتبط هذه الدول بمصالح فعلية.