الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«أحداث قويسنا» تغلق أبواب الجريمة أمام الأطفال

«أحداث قويسنا» تغلق أبواب الجريمة أمام الأطفال
«أحداث قويسنا» تغلق أبواب الجريمة أمام الأطفال




المنوفية - منال حسين

«الحدث»  طفل مذنب لم يبلغ سن الرشد 21عامًا، ويكون قد قام بجريمة أو فعل يعاقب عليه القانون، نتيجة التفكك الأسرى أو تدنى الأوضاع الاقتصادية والفقر الشديد، فتقوم الدولة بوضعه فى دور الرعاية الاجتماعية للأحداث، لإعادة تقويمه من جديد ليصبح شابا مستقيما يسهل اندماجه داخل المجتمع ويتعايش معهم بسلوكيات وأخلاقيات تتماشى مع العادات والتقاليد الموجودة، ليس هذا فحسب بل تقوم دار الرعاية بتعليمه حرفًا صناعية يستفيد منها ماديا حتى تغلق الباب أمامه فى العودة للجريمة مرة أخرى.
فى المنوفية توجد دار الرعاية الاجتماعية للأحداث بمدينة قويسنا، تسع 75طفلًا، ويوجد بها حاليًا 16طفلًا، تتراوح أعمارهم بين سن 7سنوات وسن 17 عامًا، من محافظتى المنوفية والقاهرة، تهتم بالجانب السلوكى لهم وإعادة تقويمهم من جديد، وذلك من خلال القسم الاجتماعى الموجود داخل الدار، برئاسة دعاء على، بالإضافة لعدد كبير من الإخصائين الاجتماعيين والنفسيين والمشرفين، فالخدمة داخل دار الرعاية الاجتماعية 24ساعة حتى يتم متابعة الأطفال بشكل دورى.. ولم يكتف العاملون بدار الرعاية بالمنوفية بقويم الجانب السلوكى للنزلاء فقط، بل امتد نشاطهم ليشمل تعليمهم عددا من الحرف والمهن المختلفة كالنجارة والخياطة، لتقديمهم للمجتمع مواطنين صالحين أصحاب حرف وأعمال حرة شريفة تمنعهم من العودة للطريق غير المستقيم، فضلًا عن فتح باب رزق كبير لهم عند استكمال العمر القانونى لهم وخروجهم للمجتمع من جديد.
«روزاليوسف» تجولت داخل دار الرعاية الاجتماعية للأحداث بمدينة قويسنا، حيث وجدت الأطفال يعملون  داخل ورش النجارة على قدم وساق تحت إشراف أسطى نجار محترف يعلمهم ويوجههم بشكل سليم،  ووجدت أيضا غرف نوم وسفرة وأنتريهات ومطابخ تم إنشاؤها جميعًا بأيدى نزلاء الدار، وتسوق للأهالى والمواطنين، فالطلب على منتجات دار الرعاية كبير نظرا لجودة الأثاثات المصنعة، وثقة العملاء بهم.
وتوجد فى الدار حرفة أخرى يحترفها الأطفال وهى الخياطة ولكنها لا تأخذ الاهتمام الكبير مثلما يحدث مع مهنة النجارة، فمحترفو الخياطة عددهم قليل بالمقارنة بنظرائهم فى النجارة، وأيضا تسوق للأهالى والمواطنين.
أيضا لم يقتصر نشاط دار الرعاية الاجتماعية بالمنوفية على تعليم الحرف الصناعية فقط، بل اهتم المسئولون بالجانب التعليمى بإنشاء مدرسة الفصل الواحد لتعليم النزلاء المواد الدراسية المختلفة «العربية، الإنجليزية، والرياضيات، والعلوم، والدراسات الاجتماعية» فى يوم دراسى يبدأ من السابعة صباحا وحتى الواحدة والنصف بعد الظهر، يتخلله فسحة فى الفناء وملعب الطائرة وكرة القدم، لمدة ربع ساعة، ويتسلمون خلالها الوجبة المدرسية.
ومن جانبه أكد سعيد نور الدين الدسوقى، مدير دار الرعاية الاجتماعية بقويسنا، أن دور الدار هو إعادة تأهيل النزلاء من جديد للاندماج فى المجتمع مواطنين صالحين، مضيفًا: إن دار رعاية قويسنا تهتم دائما بالتأهيل النفسى والتربوى ناهيك عن تعليم حرف صناعية، لافتا إلى أن من إيجابيات المرحلة السابقة إنشاء مدرسة الفصل الواحد داخل الدار تابعة لمديرية التربية والتعليم، بعد اجتياز الأطفال لاختبارات لجنة الإدارة التعليمية بقويسنا.
وأضاف مدير دار الرعاية الاجتماعية بقويسنا: إن هناك طالبين من الدار فى مرحلة 3 ثانوى صناعى هذا العام، وطفلين فى المرحلة الإعدادية، وباقى الأطفال فى أولى ابتدائى.
وقالت دعاء على مدير القسم الاجتماعى بدار الرعاية الاجتماعية بقويسنا: إن سلوك الأطفال فى بداية حضورهم للدار يتميز بالقسوة والشدة وانعدام الأخلاق، مؤكدة أن دور القسم الاجتماعى هو إعادة تأهيلهم نفسيًا من جديد،
وأشارت مدير القسم الاجتماعى إلى أن الدار تستقبل الأطفال من النيابة العامة ومركز تصنيف الجيزة، لافتة إلى أن الدار تختص فقط بأحداث المنوفية، لكن نظرًا لكثرة عدد الأطفال المذنبين بالقاهرة يتم تحويل عدد منهم لدار الرعاية بالمنوفية.
 وأشار يحيى عجمى مسئول الخزينة بالمؤسسة إلى أن نسبة ما يحصل عليه الأطفال نظير عملهم بحرفة النجارة هو 4% من إجمالى المبلغ المدفوع الذى يحصل عليه الأسطى المشرف.
من جهته يأمل كريم باهر، أحد الأطفال والذى يبلغ من العمر 17عامًا، والمنقول منذ ما يقرب من عامين من مؤسسة الحرية بالقاهرة، فى أن ينهى مدته بالدار لإتاحة الفرصة أمامة للسفر، مضيفًا: إن أسعد أيامه هو يوم السبت نظرًا لكونه يومًا رياضيًا يتيح للأطفال لعب الكرة فى محجر «سامى سلام».
وقال باهر: بالرغم من كونى فى السنة الدراسية الأخيرة «ثالثة ثانوى صناعى»، إلا أننى أعمل ميكانيكى سيارات خارجى لإتقان المهنة.
أما أحمد فارس، صاحب الـ 14 عاما والوافد منذ عامين من دار أيتام بالقاهرة، فيقول: إن أجمل ما فى دار الرعاية الاجتماعية هو احترافه لمهنة النجارة، بالرغم من حداثة سنه فهو مازال فى 2 ابتدائى.
ويضيف أمجد أشرف، صاحب الـ17 عاما:إنه يدرس حاليا فى دبلوم الثانوى الصناعى، ويتمنى  أستكمال دراسته ليصبح مهندسا، لافتًا إلى أن مثله الأعلى كل من «أحمد طه وأحمد عصمت مشرفى الدار.
بينما أكثر الأطفال شغبا طارق محمد ابن قرية سوسنا مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، فقد حضر لمؤسسة الرعاية، لتقويم سلوكه، فبالرغم من حداثة سنه إلا أنه ارتكب جرائم يصعب على البالغين فعلها، حيث قال الطفل المشاغب، صاحب الـ12 عاما: إنه ارتكب جرائم قتل 3 من أصدقائه غرقا، مضيفا: إنهم كانوا يريدون قتله إلا أنه سبقهم وقام بارتكاب الجريمة، ناهيك عن سرقة «لاب توب» ماركة أبل من منزل أحد المستشارين بقرية سرسنا، وأخيرا جريمة اغتصاب طفلة، وبسؤاله عن مدى تواجد وتأثير والديه فى حياته قال: «إنهم موجودون ولكن لايقومون بأى تقويم وتربية له ولأخوته «ولدين وبنتين».
فى حين يدرس تامر أيمن عزت، 12 عاما فى السنة الخامسة من التعليم الابتدائى بمدرسة الفصل الواحد، وهوايته الخياطة بالرغم من أن مهنته الرئيسية هى النجارة، لافتًا الى أن الفرحة الأسبوعية دائمًا ما تكون يوم السبت نظرا لكونه يوما رياضيا
ويكمل محمود ناصر14 عاما، أنه يكن لجميع من فى الدار الاحترام والتقدير متمنيًا أن يصبح رجلا صالح فى المستقبل يفيد المجتمع.