الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد عشرين عامًا من رحليها.. صدور النسخة العربية «حركة الترجمة الأدبية» لـ«لطيفة الزيات»

بعد عشرين عامًا من رحليها..  صدور النسخة العربية «حركة الترجمة الأدبية» لـ«لطيفة الزيات»
بعد عشرين عامًا من رحليها.. صدور النسخة العربية «حركة الترجمة الأدبية» لـ«لطيفة الزيات»




كتب - إسلام أنور


بعد عشرين عامًا من رحليها، صدرت أخيرا الترجمة العربية لكتاب «حركة الترجمة الأدبية من الإنجليزية إلى العربية فى مصر فى الفترة ما بين 1882-1925» للدكتورة لطيفة الزيات، ويتضمن الكتاب ترجمة لدراستها التى حصلت بها على درجة الدكتوراه عام 1957 من قسم التحرير والترجمة والصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وقام بتحرير وتقديم الكتاب الدكتور خيرى دومة.
فى مقدمة الكتاب، الصادر حديثًا عن المركز القومى للترجمة؛ يوضح الدكتور خيرى دومة أن هذه الدراسة والتى تقدم للقراء منشورة للمرة الأولى، هى فى الحقيقة دراسة فى الأدب العربى الحديث وفى الثقافة العربية الحديثة بمعناها الواسع، بقدر ما هى دراسة فى الترجمة وتاريخها ومكانها فى هذه الثقافة.
ويستطرد: «فى هذه الدراسة قيم باقية تبرر نشرها الآن، فرغم مرور وقت طويل على ظهورها الأول فى صورة رسالة دكتوراه –وهو ما يجعلها دراسة قديمة بالنسبة لزماننا الذى تغيرت فيه أمور كثيرة وظهرت معه مادة جديدة ومناهج دراسة مختلفة- ورغم أنها لم تسع يوما إلى نشرها، ولكن تظل أهم القيم الباقية من الدراسة هى: ما رسمته الدكتورة لطيفة الزيات من أساس تاريخى واجتماعى وثقافى لتطور حركة الترجمة، ومعها حركة الأدب والثقافة العربية الحديثة؛ فالدراسة مع أنها تبدأ رسميا من عام 1882، أى عام الاحتلال الانجليزى لمصر، تعود فى فصلها الأول التمهيدى للفترة السابقة لترى أصول حركة الترجمة الأدبية، ومحركاتها والعوامل الفاعلة المؤدية إلى نشوئها وتطورها، حيث تقول فى الصفحة الأولى من رسالتها (ولكى تنشأ حركة ترجمة الأدب فى مصر كان لا بد من وجود طبقة من المتعلمين تعليما غربيًا تتقبل الآثار الأوروبية، ويجيد أحد أفرادها لغة أوروبية يتمتعون بالقدرة على تذوق أدب هذه اللغة قبل نقله إلى اللغة العربية، وكان لا بد من أن يكون لهذه الطبقة من سعة النفوذ ما يمكنها من أن تكون من أفرادها وممن تستطيع أن تجذب إلى دائرتها جمهورا قارئًا للأدب الغربى المترجم، وكان لا بد ثالثا من تطوير وسائل النشر كالمطابع والجرائد، وخروجها من الدائرة الرسمية إلى الدائرة الشعبية أى من يد الدولة إلى يد الأفراد)».
ويضيف «ما أرسته لطيفة الزيات من أسس لدراسة التاريخ الأدبى والثقافى لمصر الحديثة، قد ترك أثره على من مضوا فى الطريق بعدها، خصوصا عبد المحسن بدر فى رسالتيه عن تطور الشعر فى الماجستير 1957، وعن تطور الرواية العربية الحديثة فى الدكتوراه 1963، وفى ما لا يدع مجالا للشك، فإن ما قدمته لطيفة الزيات من معلومات وتحليلات، وأيضا اكتشافات حول مترجمين وترجمات مجهولة، مثل ما قدمته من تحليل لترجمة أحمد عباس على لرواية دانيال ديفو «روبنسون كروزو» عام 1923، وما قدمته من كشف لأهمية ترجمة محمد عفت لمسرحية «ماكبث» لشكسبير التى ترجمها عفت بالشعر الموزون المقفى، ونشرتها مطبعة المقطم عام 1911، ولعل أهم ما طرحته فى هذه الدراسة هو ما أخذه عنها عبد المحسن بدر من حقائق وتحليلات ترتبط بما أسماه هو «رواية التسلية والترفيه» خصوصا الدوريات والسلاسل التى لعبت دورا كبيرا فى نشر هذه النوعية من القصص والدعاية لها؛ فقد قدمت لطيفة الزيات تعريفا بنحو 30 دورية وسلسلة قامت على الترويج لهذا النوع من القصص المترجم.
ولدت لطيفة عبد السلام الزيات، فى أغسطس 1923 وتوفيت بالقاهرة سبتمبر1996، وتخرجت فى قسم اللغة الانجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة 1946، شاركت فى الحركة الوطنية فى عقد الأربعينيات من القرن العشرين، حين كانت أمين اللجنة الوطنية للطلبة والعمال، وسُجنت فى أواخر الأربعينيات، ثم عادت لتُكمل دراستها للمعهد العالى للصحافة الذى صار بعد ذلك قسم الصحافة فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، ومنه حصلت على الماجستير عام 1952 ثم الدكتوراه عام 1957، من أهم أعمالها رواية «الباب المفتوح»، مجموعة «الشيخوخة وقصص أخرى» وكتاب «حملة تفتيش أوراق شخصية».