السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بالفكرة والقلم والفرشاة.. فنانو أرض الفيروز يواجهون الإرهاب

بالفكرة والقلم والفرشاة.. فنانو أرض الفيروز يواجهون الإرهاب
بالفكرة والقلم والفرشاة.. فنانو أرض الفيروز يواجهون الإرهاب




كتبت - سوزى شكرى


رغم ما تعانيه منطقة شمال سيناء من عمليات إرهابية تتم من قبل جماعات إرهابية من عام 2011 ووجود بؤر إرهابية تهدد استقرار المنطقة، ولكن تلك العمليات قوبلت برد قاسى من قبل القوات المسلحة المصرية مما أدى إلى سقوط شهداء من أبنائها وأبناء الجيش المصري، إلا أن فنانى سيناء بكل أشكال الفنون التراثية السيناوية التى تعبر عن هوية سيناء المتفردة لم يستسلموا للخوف ولا للتهديدات وما زالوا يقاومون الإرهاب بالفن، ليقدموا رسالة إلى العالم من خلال لغة ومفردات الفن أن سيناء مستقرة وليس كما يروج ويشاع لها اعداء الوطن.
من هذا المضمون الوطنى والقومى والفنى وتحت رعاية وزارة الثقافة افتتح حلمى النمنم وزير الثقافة يرافقه رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية الدكتور أحمد عواض» معرضًا فنيًا تحت عنوان «فنانى سيناء فى مواجهة الإرهاب» بقاعة «آدم حنين» بالهناجر بالأوبرا إعداد الفنان التشكيلى «مصطفى بكير» قوميسر عام المعرض، وتنظيم صندوق التنمية الثقافية، بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيلين السيناويين وهما الفنان محمود الببلاوى نائب قوميسر المعرض، حسن إبراهيم، مصطفى بكير، حمدى بكير، رجب عامر، خليل الكرانى، أحمد راضى، حيث قدموا 70 عملا فنيا تصويريا، استمر المعرض 15 يوما وانتهى 23 يوليو.
حضر الافتتاح نائب محافظ شمال سيناء، والفنان خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى، ونقيب الفنانين التشكيليين الفنان الدكتور حمدى أبو المعاطى، وبحضور عدد كبير من جمهور ومتذوقى الفن، كما أهدى نائب محافظ شمال سيناء درع المحافظة لكل من وزير الثقافة حلمى النمنم ورئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، كما أهدى الفنان التشكيلى مصطفى بكير إحدى لوحاته الفنية التصويرية للوزير الثقافة.
أشاد وزير الثقافة بالمعرض وبالأعمال وقال إن المعرض جاء ليؤكد أن أهالى سيناء وفنانوها قادرون على العطاء تحت أى ظروف، والمقاومة والعطاء الدائم أحد صفات المبدع، والأعمال رسمت خلال عام 2017، ولها خصوصية متفردة تعكس الأصالة الفنية وتم إنتاجها خلال فترات قاسية تمر بها منطقة شمال سيناء وفى أشد الموجات الإرهابية، وأن إقامة مثل هذه المعارض الحدودية تهدف لتعريف المواطن بفنانى محافظات مصر، المعرض يأتى فى إطار اهتمام وزارة الثقافة بتوصيل رسالة للعالم أن مصر بشعبها وفنانيها قادرون على التواصل والاستمرار والمقاومة.
الأعمال الفنية التى قدمها الفنانون تعبر عن الحياة السيناوية بمختلف عاداتها وتقاليدها، وزخارف الأزياء السيناوية، والطبيعة السيناوية المتميزة من أشجار النخيل الواقف بقوة والثابتة جذوره ويرمز لصبر أهالى سيناء، والعديد من لقطات الطبيعة الجبلية بألوانها الصحراوية الساكنة الصامتة والتى تشهد على أحداث مؤلمة، ومشاهد السلام والخير الذى يأمل به أهالى سيناء، ومشاهد مؤثرة للشهداء، تعبيرات تجمع بين فرحة وحزن أم الشهيد، صمود أهالى سيناء، أهم ما يميز أعمال الفنانين استقرار عناصر ومفردات الثقافة السيناوية التراثية والقومية، وتنوعت الاتجاهات الفنية الواقعية والرمزية والتجريدية والتأثيرية، وهذ التنوع أكد أن فنانى سيناء ليسوا بمعزل عن الاتجاهات المعاصرة الفنية.
جدير بالذكر أن الفنان التشكيلى العالمى «مصطفى بكير» حاصل على جائزتى الدولة التقديرية والتشجيعية عن مجمل أعماله عن البيئة فى سيناء، ويعتز أنه من أبناء روزاليوسف فقد التقى بالكاتب إحسان عبد القدوس بمدرسة الوادى الجديد الثانوية فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر، ووعد الكاتب «عبد القدوس» أنه سوف يأتى إلى مصر يدرس بالكلية الفنون الجميلة ثم بعد انتهائه من الدراسة أصبح أحد فنانى مؤسسة روزاليوسف فقد شارك بلوحات فى مجلة «صباح الخير»..
«بكير» ابن العريش يلقبه الجميع بعاشق سيناء، عاش عمره فى مجتمع البدو والصحراء وانطلقت أعماله الفنية من أحضان الطبيعة السيناوية والحياة البدوية والبحرية والحضرية، رصدها بأدواته الفنية والوجدانية، عبر عن قضايا سيناء فى لوحاته مثل احتياج سيناء للمشروعات التنمية الاقتصادية لقضاء على البؤر الإرهابية، ومن موضوعات لوحاته عبر عن البيت البدوي-راعية الغنم -الصيادين- تجسيد انتصارات أكتوبر -ترعة السلام-قناة السويس الجديدة وغيرها من الموضوعات، كما تولى العديد من المناصب، واقام معارضة فى العديد من دول العالم منها امريكا، وإيطاليا، وألمانيا، بلجيكا، الاتحاد السوفيتى.
وعن المعرض صرح الفنان مصطفى بكير لروزاليوسف: أن الإعداد للمعرض جاء من منطلق إحساسنا بالمسئولية أن للفنان دور فى المجتمع لسنا فى عزلة عن ما تمر به الدولة المصرية من مكافحة الإرهاب، ونحن أهالى سيناء نعيش كل يوم فى ضغوط لا يتصورها البعض، ومع ذلك على استعداد تقديم كل ما نملك من اجل مصر، وأنا ثقتى لا حدود لها فى قواتنا المسلحة والشرطة المصرية فى تطهير سيناء، نحن نخاطب العالم بالفن وهى لغتنا التى لا تحتاج لترجمة، تقدم من خلال المعرض 70 عملا فنيًا تصويريًا، لكل فنان عشرة لوحات مختلفة الأفكار والاحجام ومتنوعة الوسائط الفنية، بها العديد من الموضوعات التى تعبر عن معشوقتى سيناء، سعيد جدا بالحضور المتزايد من الجمهور والذى أكد تعطش الجمهور لرؤية فنانى سيناء، ونظرا لنجاح العرض قرر وزير الثقافة أن المعرض يزور 25 محافظة، كما يسافر إلى ألمانيا تحت رعاية العلاقات الثقافية الخارجية ليبعث رسالة من فنانى سيناء إلى كل العالم.