الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

داليا الباجورى: الإبداع الجيد يولد من رحم المعاناة.. والكتابة الملاذ الآمن للمشاعر

داليا الباجورى: الإبداع الجيد يولد من رحم المعاناة.. والكتابة الملاذ الآمن للمشاعر
داليا الباجورى: الإبداع الجيد يولد من رحم المعاناة.. والكتابة الملاذ الآمن للمشاعر




حوار- خالد بيومى

 

داليا الباجورى كاتبة شابة وأكاديمية متميزة فى مجال الصحة النفسية للطفل، تقيم فى مدينة المنصورة عروس النيل، وهى ترى أن هناك علاقة طردية بين الإبداع والمرض النفسى، فكلما زادت معاناة الأديب كلما أنتج أدبًا متميزًا، كما تعول كثيرا على مرحلة الطفولة فى بناء شخصية الإنسان فى المستقبل، وأعمالها الإبداعية لا تبارح منظورها الطفولى المصغر على الرغم من الآماد الزمنية التى تطارحها، فأصدرت كتابها الأول «أحببت رجلا» عام 2014، ترثى فيه والدها الراحل الذى كان له أكبر الأثر فى حياتها ومشوارها العلمى، وصدر لها مؤخرًا مجموعتها القصصية بعنوان «عفوا لقد نفد رصيدكم» حيث تلتقط مشاهد الشخوص وحديث نجواهم المرتبط بمصائرهم وأقدارهم.. روزاليوسف تحاورت معها حول رؤيتها وأفكارها فإلى نص الحوار.
■ كيف ومتى بدأت رحلتك مع الكتابة؟
- بدأت رحلتى مع الكتابة منذ الصغر فى شكل مقالات أقوم بكتابتها وإلقائها فى الإذاعة المدرسية، تلخيص بعض الكتب فى المرحلة الثانوية والجامعية والدراسات العليا، أثناء إعدادى لرسالة الماجستير توفى والدى رحمة الله عليه وقمت بكتابة خواطرى عبر مواقع التواصل الاجتماعى وشجعنى الأصدقاء المتابعون بتجميع تلك الومضات ونشرها فى كتاب وهكذا ولد كتاب «أحببت رجلا» 2014.
■ «أحببت رجلا» عنوان كتابك الأول.. يشى العنوان للوهلة الأولى بأن الكتاب يتناول تجربة عاطفية ثم يفاجأ القارئ بأنه رثاء لوالدك الراحل.. لماذا هذا التمويه إن صح التعبير؟
- «أحببت رجلا» مقسم لأجزاء، الجزء الأول رسائل لأبى، الجزء الثانى «لصورة فى خيالى» أى أن «رجلا» يقصد به فى الجزءين الأول والثانى الأب وفارس الأحلام الذى لا يختلف فى صفاته عن الأب الجزء الثالث «أشباه الرجال»، الجزء الرابع «للنساء فقط» الجزء الخامس «لكل من هو رجل» الجزء السادس «ومضات قلم» جميع الأجزاء تدور حول صفات الرجولة والتى بنيت من الأب القدوة والسند.
■ حدثينا عن دور الوالد فى حياتك؟
- أبى رحمه الله أيقونة المثابرة والنجاح والكفاح لم يبخل علينا يوما بصحته وماله والدعم المعنوى والحب، الأب الذى ضحى بصحته وشبابه وتحمل مشقة الغربة فى سبيل تعليمنا.. باختصار كان أبى صمام الأمان فى حياتى.
■ أيهما أكثر تأثيرا فى شخصيتك الوالد أم الوالدة؟
- الوالد بالطبع.. فقد كان «جميع أعمدة بيتنا» جميعنا تأثرنا بغيابه وتعرضنا لانهيار شديد عقب رحيله.
■ حصلت على درجة الدكتوراه فى الصحة النفسية للطفل.. هل يعانى الأطفال من المرض النفسى؟
- بالتأكيد، يعانى كل إنسان سواء صغيرا أو كبيرا من المرض النفسى مع اختلاف شدته وصوره من مرحلة عمرية لأخرى، كما أن أساس المشكلات النفسية التى يعانى منها الانسان البالغ فى أغلب الحالات يكون منشأها فى الصغر نتيجة المعاملة الوالدية أو المجتمعية الخاطئة حيث إن مرحلة الطفولة المبكرة تعد مرحلة (الأساس) فى (البناء الانسانى) فإذا كان الأساس سليما نضمن سلامة البناء.
■ ما العلاقة بين الإبداع والمرض النفسى؟
- توجد علاقة طردية بين الإبداع والمرض النفسى فكلما زادت معاناة الإنسان زاد إبداعه فالإبداع الجيد وليد المعاناة، وقد عانى الكثير من المبدعين عبر الزمان من الاضطرابات النفسية والعقلية، فمجنون ليلى على سبيل المثال يجسد العلاقة بين الإبداع والمرض النفسى والعقلى.
■ ألم تراودك فكرة الكتابة للطفل؟
- بالفعل قمت بكتابة قصص للأطفال ضمن برنامج تطبيقى لرسالة الدكتوراه الخاصة بالعلاج بالفن، وحاليا تراودنى فكرة كتابة مجموعة قصصية لعلاج الاضطرابات النفسية المختلفة للطفل.
■ تقيمين فى المنصورة بعيدا عن أضواء القاهرة.. برأيك ما المشكلات التى يواجهها أدباء الأقاليم؟
- يعانى أدباء الأقاليم من صعوبة التواجد على الساحة الأدبية وحضور الأحداث والاحتفالات الأدبية التى تكون فى العاصمة، كما أن الحدث الأدبى الأكبر (معرض القاهرة الدولى للكتاب) يكون بالعاصمة بعيدا عن الأقاليم، مما يحرم أدباء الأقاليم وقرائها من فرص أدبية غنية.
■ هل يستفيد أدباء الأقاليم من المؤتمرات التى تعقد سنويا فى المحافظات؟
- يستفيد أدباء الأقاليم من تلك المؤتمرات ولكن الاستفادة ليست فارقة من وجهة نظرى.
■ ما جدوى الكتابة فى هذا الزمن؟
- الكتابة وسيلة من وسائل التنفيس الانفعالى وبما أننا نعانى الكثير من الإحباطات والضغوط فى وقتنا الحالى فالكتابة هى الملاذ الأمن لمشاعرنا وإحباطاتنا كما أنها تخلد الاحداث كى يستفيد الجيل القادم كما استفدنا ممن سبقونا.
■ هل الكتابة اكتمال للنقص الوجودى؟
- الكتابة حالة يعيشها الكاتب هروبا من الواقع المؤلم بنواقصه وإحباطاته يرسم فيها الكاتب الحياة كما تحلو له يوفر فيها كل ما ينقصه.
■ ما علاقتك بالكتاب الإلكترونى؟
- ليس لى علاقة بالكتاب الإلكترونى سواء كقارئة أو ككاتبة فأنا أقدس الكتاب الورقى وأعشق رائحته واستمتع بصوت تقليب صفحاته وتدوين ملحوظات على الهوامش. أما الكتاب الإلكترونى فألجأ له اضطراريا فى حالة عدم توافره ورقيا لكننى كى أستطيع قراءته أقوم بطبعه ورقيا.
■ ماذا عن قضايا المرأة فى كتاباتك؟
أحببت رجلا به جزء كامل يتحدث عن أشباه الرجال وتعاملهم مع المرأة أختا كانت أو زوجة أو بنتا، كذلك مجموعتى القصصية (عفوا.. لقد نفد رصيدكم) سردت فيها الكثير من القصص الواقعية التى تخص المرأة.
■ لغتك مفعمة بالتوتر والقلق والاحتراق.. ما مصدرها؟
- مصدرها الفقد.. وعدم الإحساس بالأمان.
■ هل أنت كاتبة مسكونة بالسؤال الفلسفى؟
اعتقد ذلك فأغلب كتاباتى تمتلئ بالتساؤلات الفلسفية أو تنتهى بها.
■ «عفوا.. لقد نفد رصيدكم» عنوان مجموعتك القصصية الأولى، هو مستوحى من ثورة الاتصالات. ما دلالة ذلك؟
- بالفعل اسم المجموعة القصصية مستوحى من ثورة الاتصالات، فكما ينتهى رصيد الهاتف لدى مستخدمى خدمة الاتصالات كذلك ينتهى رصيد بعض الأشخاص من حياتنا وتأتى لحظة بعد الكثير من الصبر وإعطاء فترة السماح نقطع عنهم الخدمة (خدمة الاتصال بنا) تماما كما تفعل شركات الاتصالات.
■ برأيك.. هل القصة عتبة لدخول عالم الرواية فى المستقبل؟
- بالتأكيد فالقصة القصيرة رواية بشكل مصغر، لكنها برأيى أقوى من الرواية فمن الممكن توضيح وإيصال الفكرة فى سطور قليلة، بينما تحتاج الرواية العشرات بل والمئات من الصفحات.