الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أبونا صموئيل.. «لقمة البركة» الكبيرة

أبونا صموئيل.. «لقمة البركة» الكبيرة
أبونا صموئيل.. «لقمة البركة» الكبيرة




كتب - روبير الفارس

 
اهتزت مدينة ملوى – المنيا - وسال الدمع السخين بين جنبات شوارعها العريقة عندما شقها موكب حزين ضم الأقباط والمسلمين معا، وحدهما الوجع والشعور بالفقد لشيخ كهنة المدينة القمص صموئيل لوقا كاهن كنيسة العذراء مريم والقديس يوسف بعزبة عبد العزيز عن عمر يناهز الـ87 قضى منها 35 عاما كاهنا.
وقد ترأس الصلاة على جثمانه نيافة الأنبا ديمتريوس اسقف وملاك ملوى البار،  والقمص صموئيل كان رجلًا من رجال الله.
بأسلوب مصرى خالص صنع حالة يندر تكرارها، منذ أسس كنيسة صغيرة فى عزبة بسيطة اجتمعت حوله القلوب بالضحكة المتسعة للجميع، بلقمة البركة الكبيرة من القربان لقمة تسد جوع  انسان وليست فتافيت.
لم أحصل فى حياتى من أى كاهن عرفته وقد عرفت كثيرين على لقمة بهذا الحجم، وكأنه كان يقدم من كرم روحه واتساع صدره وتسامحه فى هذه البركة التى صارت لقمة وصارت معنى لم ينته طعمها فى فمى وحياتى بعد وان كانت لا توجد تحت يدى الآن صورة تجمعنى مع الاب الحبيب أبونا صموئيل.. لكن مئات الصور والمواقف تسيطر على عقلى منذ خبر رحيله الى العالم الافضل هناك أمور لا تنسى وامور يقظة فى القلب وسوف تظل يقظة لسنوات  وعندما ارثيك ارث زمنا جمعنى معك فاصبحت شخصيتك ومواقفك جزءًا من زمنى. صوته الجهورى المميز الذى يتحول بقدرة قادر الى صوت جميل عندما يرنم أو يصلى! دقته ونظامه لم يتأخر قط فى ميعاد يحدد ميعاد انتهى القداس أو الاجتماع بالثانية  وكان عجيبًا فى قدرته على الالتزام بالمواعيد.. دعابته وضحكاته، فقد استطاع ان يوظف شخصيات مصرية بحتة مثل شخصيتى  «عبد ربه» و«جحا» فى العظات ليقدم الحكم للبسطاء مع الابتسامة، لقد نجح فى تقريب الناس للكنيسة حتى صار اسمها  «كنيسة ابونا صموئيل» ورغم مروره بتجربة مرضية قاسية فى السنوات الاخيرة  الا ان ارتباطه بالكنيسة كان ارتباط غصن بشجرة لا يتركها ابدا مهما اشتدت آلالام  فتجده حاضر فى كل الصلوات والمناسبات.
كما كان ابونا صموئيل نموذجا حى للتسامح  والرقى فى التعامل مع جيران الكنيسة من المسلمين لذلك ظهرت معالم الحزن على الجميع وقد عبر عن ذلك الاستاذ أحمد العربى  الذى رثاه قائلا «البقاء لله.. أصابنى الحزن والالم لوفاة الاب الموقر القمص صموئيل.