الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

محمودسامى البارودى شاعر السيف والقلم




 



شعراؤنا شموس فى سماء الإبداع ينيرون لنا ببصيرتهم الإبداعية مالم نخبره من تاريخنا المعاصر.. تمر بنا هذه الأيام ذكرى رحيل شاعر من طراز خاص وموهبة فريدة مكنته لأن يكون رائد مدرسة الإحياء والبعث فى الشعر العربى الحديث . هو الشاعر محمود سامى البارودى الذى تحتفي  «إبداع» بذكرى رحيله
 



شوقى إليك يا وطن!
 



وأطول شوقى إليك يا وطن!
 
أنت المنى والحديث إن أقبل الصـ
 
فكيف أنساك بالمغيب ولى
 
لست أبالى وقد سلمت على الد
 
ليت بريد الحمام يخبرنى
 
أهم على الود، أم أطاف بهم
 
فإن نسونى فذكرتى لهم
 
بين أناس إذا وزنتهم
 
لا فى موداتهم إذا صدقوا
 
من كل فظ يلوك فى فمه
 
ينضح شدقاه بالرؤال كما
 
شعث، عراة، كأنهم خرجوا
 
لا يحسنون المقال إن نطقوا
 
أرى بهم وحشة إذا حضروا
 
وكيف لى بالمقام فى بلد
 
كل خليل لخله وزر
 
فهل إلى عودة ألم بها
 
ذاك الصديق الذى وثقت به
 
عاشرته حقبة، فأنجدنى
 
وهو إلى اليوم بعد ما علقت
 
ينصرنى حيث لا يكاد حم
 
قد كان ظنى يسىء بالناس لو
 
فهو لدى المعضلات مستند
 
نمت على فضله شمائله
 
لو كان يعلو السماء ذو شرف
 
فليحى حرًا ممتعًا بجميـ
 
وإن عرتنى بحبك المحن
 
ـبح، وهمى إن رنق الوسن
 
فيك فؤاد بالحب مرتهن؟
 
دهر إذا ما أصابنى الحزن
 
عن أهل ودى؛ فلى بهم شجن
 
واش أراهم خلاف ما يقنوا؟
 
وكيف ينسى حياته البدن؟
 
بالذر عند البلاء ما وزنوا
 
ربح، ولا فى فراقهم غبن
 
مضغة سوء مزاجها عفن
 
عل بنضح العتيرة الوثن
 
من نفق الأرض بعد ما دفنوا
 
جهلا، ولا يفقهون إن أذنوا
 
وطيب أنس إذا هم ظعنوا
 
ما لى بها صاحب، ولا سكن
 
وكل دار لأهلها أمن
 
شملى، وألقى «محمدًا» سنن؟
 
فهو بشكرى ومدحتى قمن
 
منه الحجا، والبيان، واللسن
 
بى الرزايا مخيل هتن
 
يمنحنى وده، ولا ختن
 
لاه، وفرد يحيا به الزمن
 
وعند فقد الرجاء مؤتمن
 
ونفحة الورد سرها علن
 
لكان بالنيرات يقترن
 
ـل الذكر فالذكر مفخر حسن
 
 
رسوم الحسين فوزى
 





بأيَّ غزالٍ فى الخدورِ تهيمُ
 
 




بأيَّ غزالٍ فى الخدورِ تهيمُ
 
يَقُدْنَ زِمَامَ النَّفْسِ وَهْيَ أَبيَّة ُ
 
فإِيَّاكَ أَنْ تَغْشَى الدِّيارَ مُخَاطِراً
 
 
فوارسُ لاَ يعصونَ أمرَ حمية ٍ
 
يَصُونُونَ فِى حُجْبِ الأَكِلَّة ِ ظَبْيَة
 
منَ الهيفِ، أما نعتُ ما فى إزارها
 
أَناة ٌ بَرَاهَا اللهُ فِى الْحُسْنِ آية ً
 
يميلُ بها سكرُ الشبابِ إذا مشتْ
 
لَعَمْرُكَ ما أَدْرِي، أَدُمْيَة ُ بِيعَة ٍ
 
يلوموننى أنْ همتُ وجداً بحسنها
 
وَهَلْ يَغْلِبُ الْمَرْءُ الْهَوَى وَهْوَ غَالِبٌ
 
فإنْ أكُ محسوراً بها، فلربما
 
وَكابدتُ فيها ما لوِ انقضَّ بعضهُ
 
فيا ربة َ البيتِ المنيعِ جوارهُ
 
بَخِلْتِ عَلَيْنَا بِالسَّلاَمِ ضَنَانَة ً
 
فَكَيْفَ تَلُومِينِى عَلَى مَا أَصَابَنِي
 
وَقدْ عشتُ دهراً لا أدينُ لظالمٍ
 
فأنتِ الت ى مرهتِ عينيَ بالبكا
 
تَنَامِينَ عَنْ لَيْلِي، وَعَيْنِ ى قَرِيحَة ٌ
 
منحتكِ نفسى، وَهيَ نفسٌ عزيزة
 
فإنْ يكُ جسمى عنْ فنائكِ راحلٌ
 
شَكوْتُ إِلَى مَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ بَاكِياً
 
فحتامَ ألقى فى الهوى ما يسوءني
 
وَإنى لحرٌّ بينَ قومى ، وَ إنما
 
وَإِنِّى وإِنْ كُنْتُ الْمُسَالِمَ فِى الْهَوَى
 
أفلُّ شباة َ الخصمِ وَهوَ منازلٌ
 
ألاَ، قاتلَ اللهُ الهوى، ما ألذهُ !
 
طويتُ لهُ نفسى على ما يسوءها
 
فَمَنْ لِى بِقَلْبٍ غَيْرِ هَذَا؟ فَإِنَّنِي
 
كَأَنِّ ى أُدَارِ ى مِنْهُ بَيْنَ جَوَانِحِي
 
بَلَوْتُ لَهُ طَعْمَيْنِ: أَمَّا مَذَاقُهُ
 
وَجربتُ إخوانَ الصفاءِ ، فلمْ أجدْ
 
لَهُمْ نَزَوَاتٌ بَيْنَهُنَّ تَفَاوُتٌ
 
بِمَنْ يَثِقُ الإِنْسَانُ وَالْغَدْرُ شِيمَة ٌ
 
فَلاَ تَعْتَمِدْ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ فِى الَّذِي
 
وَلاَ تبتئس منْ محنةٍ ساقها القضا
 
فقدْ تورقُ الأشجارُ بعدَ ذبولها
 
إذا ما أرادَ اللهُ إتمامَ حاجة ِ
 

وَغزلانُ « نجدٍ « ما لهنَّ حميمُ ؟
 
وَيخدعنَ لبَّ المرءِ وَ هوَ حكيمُ
 
فدونَ حماها للأسودِ نئيمُ
 
وَلاَ يرهبونَ الخطبَ وَ هوَ عظيمُ
 
لها نسب بينَ الحسانِ صميمُ
 
فرابٍ، وأما خصرها فهضيمُ
 
يدينُ إليها جاهلٌ وَ حليمُ
 
كمَا مَالَ بِالْغُصْنِ الرَّوِيِّ نَسِيمُ
 
تَرَدَّدُ فِيهَا الْحُسْنُ، أَمْ هِيَ رِيمُ؟
 
وَأَيُّ امْرِىء ٍ بِالْحُسْنِ لَيْسَ يَهِيمُ؟
 
وَيُخْفِ ى شَكَاة َ الْقَلْبِ وَهُوَ كَلِيمُ؟
 
مَلَكْتُ عِنَانَ الْقَلْبِ وَهْوَ كَظِيمُ
 
على جبلٍ لانهالَ منهُ قويمُ
 
أَمَا مِنْ مُسامٍ عِنْدَكُمْ فَأُسِيمُ
؟
وجدكِ مطروقُ الفناءِ كريمُ
 
مِنَ الْحُبِّ يا «لَيْلَى » وَأَنْتِ غَرِيمُ؟
 
وَلَمْ يَحْتَكِمْ يَوْماً عَلَيَّ زَعِيمُ
 
وَأَسْقَمْتِ هَذَا الْقَلْبَ وَهْوَ سَلِيمُ
 
وتشجينَ قلبى ، وَهوَ فيكِ مليمُ
 
عَلَيَّ، وَمَا لِى مِنْ هَوَاكِ قَسِيمُ
 
فَإِنَّ هَوَى قَلْبِ ى عَلَيْكِ مُقِيمُ
 
وَمَا كُلُّ مَنْ يُشْكَى إِلَيْهِ رَحِيمُ
 
وَ أحملُ عبءَ الصبرِ وَ هوَ عظيمُ
 
تعبدنى حلوُ الدلالِ رخيمُ
 
لَذُو تُدْرَإٍ فِى النَّائِبَاتِ خَصِيمُ
 
وَ أرهبُ كرَّ الطرفِ وَ هوَ سقيمُ
 
عَلَى أَنَّهُ مُرُّ الْمَذَاقِ أَلِيمُ
 
وَأَصْبَحْتُ لا يَلْوِ ى عَلَيَّ حَمِيمْ
 
بِهِ عِنْدَ رَوْعَاتِ الْفِرَاقِ عَلِيمُ
 
لَظًى، حَرُّهَا يَكْوِ ى الْحَشَا، وَيَضِيمُ
 
فعذبٌ، وأما سؤرهُ فوخيمُ
 
صَدِيقاً لَهُ فِ ى الطَّيِّبَاتِ قَسِيمُ
 
وَعَنٌّ ـ عَلَى طُولِ اللِّقَاءِ ـ ذَمِيمُ
 
لِكُلِّ ابْنِ أُنْثَى ، وَالْوَفَاءُ عَقِيمُ؟
 
تودُّ منَ الحاجاتِ؛ فهوَ رحيمُ
 
إِلَيْكَ، فَكَمْ بُؤْسٍ تَلاَهُ نَعِيمُ
 
وَيَخْضَرُّ سَاقُ النَّبْتِ وَهْوَ هَشِيمُ
 
أَتَتْكَ عَلَى وَشْكٍ وَأَنْتَ مُقِيم
 


 

قَالُوا: أَلاَ تَصِفُ الْغَرَامَ لَنا
 
 




قَالُوا: أَلاَ تَصِفُ الْغَرَامَ لَنا
 
فَأَجَبْتُهُمْ: هَيْهَاتَ أَنَعَتُ مَا
 
الْحُبُّ يَنْفُذُ بِالْفُؤَادِ كَمَا
 
يَعْنُو لِسَوْرَتِهِ الْمَلِيكُ، وَلاَ
 

حتى يحيطَ بنعتهِ الفهمُ ؟
 
يَعْتَلُّ دُونَ صِفاتِهِ الْوَهْمُ
 
يمضي على غلوائهِ السهمُ
 
يَقْوَى عَلَى صَدَمَاتِهِ الشَّهْمُ
 
 



دعْ حبيبَ القلبِ يا سقمُ
 
 




دعْ حبيبَ القلبِ يا سقمُ
 
كَيْفَ حَلَّ السُّقْمُ فِى بَدَنٍ
 
يَا لَهَا مِنْ لَوْعَة شَعَبَتْ
 
مَنَعُونِى عَنْ زِيَارَتِهِ
 
حَكَمُوا أَنِّى بِهِ دَنِفٌ
 
أولوا وجدى بهِ عبثاً
 
أَتْهَمُونِى فِى مَوَدَّتِهِ
 
ربَّ،! قنعهمْ بفريتهمْ
 
وَاشْفِ نَفْساً أَنْتَ بَارِئُهَا
 
فبنفسى، لا بهِ الألمُ
 
خلقتْ منْ حسنهِ النعمُ ؟
 
ركنَ قلبى وَهوَ ملتئمُ !
 
وَحِمَى قَلْبِى لَهُ حَرَمُ
 
أنا راضٍ بالذى حكموا
 
لَيْتَهُمْ قَالُوا بِمَا عَلِمُوا
 
وَالْهَوَى مِنْ شَأْنِهِ التُّهَمُ
 
وَالنتصفْ منهمْ بما زعموا
 
فإليكَ البرءُ وَ السقمُ

 




ذهبَ الصبا، وَتولتِ الأيامُ
 
 




ذهبَ الصبا، وَتولتِ الأيامُ
 
تَاللَّهِ أَنْسَى مَا حَيِيتُ عُهُودَهُ
 
إذْ نحنُ فى عيشٍ ترفُّ ظلالهُ
 
تَجْرِى عَلَيْنَا الْكَأْسُ بَيْنَ مَجَالِسٍ
 
فِى فِتْيَة ٍ فَاضَ النَّعِيمُ عَلَيْهِمُ
 
ذَهَبَتْ بِهِمْ شِيَمُ الْمُلُوكِ، فَلَيْسَ فِى
 
لاَ يَنْطِقُونَ بِغَيْرِ آدَابِ الْهَوَى
 
منْ كلَّ أبلجَ يستضاءُ بنورهِ
 
سهلُ الخليقة، لا يسوءُ جليسهُ
 
متواضعٌ للقومِ، تحسبُ أنهُ
 
تَرْنُو الْعُيُونُ إِلَيْهِ فِى أَفْعَالِهِ
 
فإذا تكلمَّ فالرؤسُ خواضعٌ
 
نلهو وَ نلعبُ بينَ خضرِ حدائقٍ
 
حتى انتبهنا بعدَ ما ذهبَ الصبا
 
لاَ تَحْسَبَنَّ الْعَيْشَ دَامَ لِمُتْرَفٍ
 
تأتى الشهورُ، وَتنتهى ساعاتها
 
وَالنَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَارِدٌ
 
لاَ طائرٌ ينجو ، وَ لاَ ذو مخلبٍ
 
فَادْرَأْ هُمُومَ النَّفْسِ عَنْكَ إِذَا اعْتَرَتْ
 
فالعيشُ ليسَ يدومُ فى ألوانهِ
 
مِنْ خَمْرَة ٍ تَذَرُ الْكَبِيرَ إِذَا انْتَشَى
 
لعبَ الزمانُ بها ، فغادرَ جسمها
 
حَمْرَاءُ، دَارَ بِهَا الْحَبَابُ؛ فَصَوَّرَتْ
 
لا تَسْتَقِيمُ الْعَيْنُ فِى لَمَعَانِهَا
 
تَعْشُو الرِّكَابُ، فَإِنْ تَبَلَّجَ كَأْسُهَا
 
حُبِسَتْ بِأَكْلَفَ، لَمْ يَصِلْ لِفِنَائِهِ
 
حتى إذا اصطفقتْ، وَ طارَ فدامها
 
وَقَدَتْ حَمِيَّتُهَا، فَلَوْلاَ مَزْجُهَا
 
تَسِمُ الْعُيُونَ بِنُورِهَا، لَكِنَّهَا
 
فاصقلْ بها صدأَ الهمومِ، وَ لاَ تكنْ
 
وَاعلمْ بأنَّ المرءَ ليسَ بخالدِ
 
يهوى الفتى طولَ الحياة ِ ، وإنها
 
فاطمحْ بطرفكَ، هلْ ترى منْ أمة
 
هذى المدائنُ قد خلتْ منْ أهلها
 
لا شيءَ يخلدُ، غيرَ أنَّ خديعة ً
 
وَلقدَ تبينتُ الأمورَ بغيرها
 
فإذا السكونُ تحركٌ، وإذَا الخمو
 
وَإذا الحياة ُ - وَلاَ حياة َ - منية ٌ
 
هذا يحلُّ، وَذاكَ يرحلُ كارهاً
 
فالنورُ - لوْ بينتَ أمركَ - ظلمة ٌ
 
فعلى الصبا، وَعلى َ الزمانِ سلامُ
 
ولِكُلِّ عَهْدٍ فِى الْكِرَامِ ذِمَامُ
 
وَلَنَا بِمُعْتَرَكِ الْهَوَى آثامُ
 
فيها السلامُ تعانقُ وَ لزامُ
 
وَنماهمُ التبجيلُ وَ الإعظامُ
 
تلعابهمْ هذرٌ ، وَ لاَ إبرامُ
 
سُمُحُ النُّفُوسِ، عَلَى الْبَلاءِ كِرَامُ
 
كالبدرِ حلى صفحتيهِ غمامُ
 
بَيْنَ الْمَقَامَة ِ، وَاضِحٌ، بَسَّامُ
 
مولى فى الدارِ وَهوَ همامُ
 
وَتَسِيرُ تَحْتَ لِوَائِهِ الأَقْوَام
 
وَإِذَا تَنَاهَضَ فَالصُّفُوفُ قيَامُ
 
لَيْسَتْ بِغَيْرِ خُيُولِنَا تُسْتَامُ
 
إنَّ اللذاذة َ وَالصبا أحلامُ
 
هَيْهَاتَ، لَيْسَ عَلَى الزَّمَانِ دَوَامُ
 
لَمْعَ السَّرَابِ، وَتَنْقَضِى الأَعْوَامُ
 
أَوْ صَادِرٌ، تَجْرِى بِهِ الأَيَّامُ
 
يَبْقَى، وَعَاقِبَة ُ الْحَيَاة ِ حِمَامُ
 
بالكأسِ؛ فهيَ على الهمومِ حسامُ
 
إِلاَّ إِذَا دَارَتْ عَلَيْهِ الْجَامُ
 
بعدَ اشتعالِ الشيبِ وَهوَ غلامُ
 
شبحاً تهافتُ دونهُ الأوهامُ
 
فلكاً تحفُّ سماءهُ الأجرامُ
 
وَتزولُّ عندَ لقائها الأقدامُ
 
سَارُوا، وَإِنْ زَالَ الضِّيَاءُ أَقَامُوا
 
نورٌ، وَلمْ يسرحْ عليهِ ظلامُ
 
 
 
وَثَبَتْ، فَلَمْ تَثْبُتْ لَهَا الأَجْسَامُ
 
بالماءِ بعدَ الماءِ، شبَّ ضرامُ
 
بردٌ على شرابها وَسلامُ
 
غراً تطيشُ بلبهِ الالامُ
 
والدهرُ فيهِ صحة ٌ وَسقامُ
 
دَاءٌ لَهُ ـ لوْ يَسْتَبِينُ ـ عُقَامُ
 
خَلَدَتْ؟ وَهَلْ لابْنِ السَّبِيلِ مُقَامُ؟
 
بَعْدَ النِّظَامِ، وَهَذِهِ الأَهْرَامُ
 
فِى الدَّهْرِ تَنْكُلُ دُونَهَا الأَحْلاَمُ
 
وَأتى على َّ النقضُ والإبرامُ
 
دُ تلهبٌ ، وَإذا السكوتُ كلامُ
 
تَحْيَا بِهَا الأَجْسَادُ وَهْيَ رِمَامُ
 
عنهُ، فصلحٌ تارة ً، وَخصامُ
 
والْبَدْءُ ـ لَوْ فَكَّرْتَ فِيهِ ـ خِتَامُ
 

 



فى قائم السيف إن عز الرضا حكم
 




فى قائم السيف إن عز الرضا حكم
 
تأبى لى الضيم نفس حرة ويد
 
وعزمة بعثتها همة شهرت
 
 
وفتية كأسود الغاب، ليس لهم
 
كالبرق إن عزموا، والرعد إن صدموا
 
إن حاربوا معشرا فى جحقل غلبوا
 
لا يرهبون المنايا أن تلم بهم
 
مرفهون، حسان فى مجالسهم
 
من كل أزهر، كالدينار غرته
 
لا يركنون إلى الدنيا وزينتها
 
قد حبب الموت كره الضيم فى نفر
 
ماتوا كراما، وأبقوا للعلا أثرا
 
فكيف يرضى الفتى بالذل يحمله
 
إن لم يكن للفتى فضل ومحمية
 
فالحلم ما لم يكن عن قدرة خور
 
فأرغب بنفسك عن حال تضتام بها
 
ولا تخف ورد موت أنت وارده
 
إن العلا أثر تحيا بذكرته
 
فالحكم للسيف إن لم تصدع الكلم
 
أطاعها المرهفان: السيف والقلم
 
بها على الدهر عضبا ليس ينثلم
 
إلا الرماح إذا حمر الوغى أجم
 
والغيث أن رحموا، والسيل إن هجموا
 
أو خاصموا فءة فى محفل خصموا
 
كأن لقى المنايا عندهم حرم
 
وفى الحروب إذا لاقيتهم بهم
 
يجلو الكريهة منه كوكب ضرم
 
إذا هم شعروا بالذل، أو نقموا
 
لولاهم لم تدم فى العالم النعم
 
نالت به شرف الحرية الأمم
 
والذل تأنفه العبدان والخدم؟
 
فإن وجدانه فى أهله عدم
 
والصبر فى غير مرضاة العلا ندم
 
فليس بعد اطراح الذل ما يصم
 
من أخطأته الرزايا غاله الهرم
 
أسماء قوم طوى أحسابها القدم
 



عصفورة الوادى
 




أدى الرسالة يا عصفورة الوادى
 
ترقبى سنة الحراس، وانطلقى
 
لعل نعمة ود منك شائقة
 
هو الهمام الذى أحيا بمنطقه
 
تلقى به أحنف الأخلاق منتديا
 
أحى ودادا، وحسبى أنه نسب
 
أفادنى أدبا من منطق شهدت
 
عذب الشريعة، لو أن السحاب همى
 
سرت بقلبى منه نشوة ملكت
 
يابن الكرام! عدتنى عنك عادية
 
فاعذر أخاك، فلولا ما به لجرى
 
وهاكها تحفة منى وإن صغرت
 
وباكرى الحى من قولى بانشاد
 
بين الخمائل من «لبنان» وارتادى
 
تهز عطف «شكيب» كوكب النادى
 
آثار قوم أجادوا النطق بالضاد
 
وفى الكريهة عمرا، وابن شداد
 
خالى الصحيفة من غل وأحقاد
 
بفضله الناس من قار، ومن بادى
 
بمثله، لم يدع فى الأرض من صادى
 
بحسنها مسمعى عن نعمة الشادى
 
كادت تسد على عينى بأسداد
 
فى حلبة الشكر جرى السابق العادى
 
فالدر وهو صغير حلى أجياد