الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السلفيون يدعون لاستخدام خطب الجمعة فى مواجهة «الإعلام»





دعا عدد من السلفيين والاحزاب السلفية وعلى رأسها حزب النور إلى استخدام خطب الجمعة  كسلاح سياسى فى مواجهة إعلام الفلول الذى يهاجمها والتمسك  بالشرعية والشريعة.. الأمر الذى اثار حفيظة علماء الأزهر الذين اكدوا ان الخطبة لتنقية النفوس وليس لشحنها بأمور سياسية أو استخدامها لصالح تيار.

وعن دعوة السلفيين لاستخدام خطبة الجمعة كسلاح للتيارات الدينية  اكد الشيخ يونس مخيون العضو البارز بحزب النور السلفى أن خطبة الجمعة  سلاح من اقوى الاسلحة التى لا تستطيع القوى العلمانية ان تمتلكها كما فعلت مع وسائل الاعلام.

وقال: " العلمانيون  لهم الإعلام ونحن لنا خطبة الجمعة فيتحدثون للناس من الاعلى إنما نحن ننزل إليهم ونحدثهم ونحاول إقناعهم بافكارنا واتجاهاتنا لهذا تصل افكارنا بسرعة إلى الناس  وكان أبسط مثال هو الاستفتاء على التعديلات الدستورية عندما حاول الإعلام بكل صوره ان يقنع الناس بأن يقولوا لا للتعديلات الدستورية وجاءت الصدمة عندما وجدوا ان حوالى اكثر من سبعين فى المائة قالوا نعم، من هنا أدركوا جيدا وعلموا مدى الخطورة التى تسببها خطاباتنا فى الناس وان كل تلك البرامج والجرائد لم تستطع التأثير إلا فى ثلاثين بالمائة فقط من الشعب،اعتقد ان هذا من اهم الأسباب التى تجعل الإسلاميين يحتلون الاغلبية فى كافة المواجهات، وكان هذا واضحا فى المليونية التى خرجت تأييدا لقرارات الرئيس.

الشيخ عبد الخالق حسن الشريف مسئول قسم نشر الدعوة بالإخوان المسلمين اكد ان دور المسجد فى دولة الإسلام الأولى فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء كان بيتاً لكل أمور الأمة، أى كل أمر عام يبحث فى حال جموع المسلمين ويرشدهم إلى حسن الحياة فى الدارين، لينظر أهل الإسلام فى المسجد إلى ما يحيط بهم فيتدبرون أمر حياتهم الدنيوية فى وسط عبق الآخرة وريحها الطيب.

ومن جانبه اشار الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر إلى إن خطبة الجمعة هى ذكر لله تعالى وجعلت للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والحث على مكارم الأخلاق والتذكرة لما يصلح المسلمين، إنما الخطب السياسية لا علاقة لها بالمساجد ولا بشعائر الإسلام.
وشدد أن استغلال خطبة الجمعة لدعاية سياسية حزبية أو عصبية مذهبية مخالف للشريعة الإسلامية، ولم ينقل عن الرسول انه فى خطب الجمع تحدث فى أمور سياسية وقد سار على نهجه من بعده الخلفاء الراشدون وإرشاد الخلق إلى الحق، ولكن الآن كما يقول العرب ارتفع الخرق على الراقع، كما ان العمل الدعوى الآن أصابه العوار؛ بسبب اتجاه الخطباء من راغبى أكل العيش لتأييد تيارات سياسية بعينها، الأمر الذى حول خطبة الجمعة إلى «سمك، لبن، تمر هندى».
 وقال إن ما يزيد استخدام خطب الجمعة من اى تيار هو أن مجال الدعوة دخله  العديد من سائقى التوكتوك والشيالين، وغيرهم من غير المتخصصين الذين يلتحقون بما يسمى معهد إعداد الدعاة، الذى لا يزيد فى مستوى تعليمه على المرحلة الإعدادية، فضلا عن سحب مسئولية الإشراف على المنابر من الأزهر الشريف، الأمر الذى أدى إلى ضعف مستوى الدعاة والخطباء، فهم لا يفقهون شيئا ولذلك نرجو الاقتصار على ما يخرج من علماء الازهر الشريف لانهم هم الأفقه والأدرى وليس هؤلاء الذين يسيئون للإسلام فنرى أمثال وجدى غنيم وصفوت حجازى هل هؤلاء مشايخ الذين يتلفظون بالسباب دائما نحن نقول الكلام الشرعى من داخل الكتاب والسنة ولكنهم يحاولون ان يفسروا الآيات والأحاديث حسب مصلحتهم الشخصية فانا لا أريد ان أسمع وأرى جهلهم الذى تفشى فى المجتمع.

ومن جانبه أكد الدكتور عبدالحميد بيومى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أنه حدثت الكثير من المشاكل فى عهد الصحابة حيث نذكر جميعنا ماحدث بين سيدنا على ابن ابى طالب وسيدنا معاوية وأحداث موقعة الجمل الشهيرة ولم يفكر احد منهم أن يعتلى المنبر ويخطب فى الناس توضيحا لموقفهم أو التأثير فيهم، لانه كان للمنبر فى تلك الآونة الاحترام والتقدير الشديد لا يكون المنبر هو ساحة نزاع والحق تعالى يقول «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
وقال إن ما يحدث حاليا لا ينتمى للشريعة الإسلامية بأى صلة أليست تلك الفئة التى تنادى بتطبيق الشريعة فى مصر وخرجوا من أجلها بالمليونيات؟ هذه شريعة؟ فلم لا تطبقونها ولا تحترمونها؟ النبى الكريم كان يتحدث من على المنبر فيما يخص الشئون الحياتية للمسلمين.

ولفت أن مايحدث الآن هو تسخير المساجد التى أنشئت لعبادة الله لخدمة الاغراض السياسية والشخصية، ولكن ما أثار غيظى هو ماحدث فى الجمعة قبل الماضية حيث يقول الإمام من على المنبر " إذا أردت الوجهة الإسلامية فعليك باتباع مرسى ومن يعارض مرسى يريد وجهة الكفر لا الإسلام "هذا موقف من الصعب أن يمر هكذا دون أن يجعلنا جميعا نقف أمامه، كنت أريد ان أرد عليه بكلمة واحدة وهى "احترم منبر رسول الله" ولكننى خفت من الفتنة ومن تكرار ما حدث فى سيدى جابر وترتفع الاصوات فى المساجد بيوت الله فهذا لا يقبله اى مسلم على وجه الارض.
وقال د. بيومى: «إن الذين يتاجرون بالإسلام وللأسف أصبحوا رموزا للكثير من الناس يسيرون ورائهم فى كل ما يقولونه ومن يخافهم أصبح كافرا لا يريد للإسلام ان ينتصر هؤلاء لو درسوا فقها مقارنًا او اصول فقهم كلهم إلا ما رحم ربى ليسوا متعمقين فى الفقه الإسلامى وإنما تعمقوا فى مبادئ حسن البنا،فانا أطلق عليهم لقب المقلد كالببغاء يرددون الكلام دون الإمعان فى الدليل، وكما نردد دائما قولى صواب يحتمل الخطأ وقول غيرى خطأ يحتمل الصواب، هم يرفعون شعار قولى صواب لا يحتمل الخطأ وقول غيرى خطأ لا يحتمل الصواب.

كما استنكرت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة العميد الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، ما سمته «تسييس خطبة الجمعة وتحويلها إلى وصلات لمدح الرئيس ونظامه أو فصيل بعينه،

لأن ذلك يتسبب فى هجوم المصلين على الإمام، وتسييس عقيدتهم حتى يفوت الإمام عليهم أمور دينهم.

وأضافت: «مصر تحولت إلى مركب داخل بحر تدار حركتها بالبوصلة، إما إلى المديح أو الهجوم، ونحن شعب ننافق الحاكم حتى نغريه ونضعه فى خانة الإغواء، وحين يحدث ذلك، فحدث ولا حرج، ثم نعود مرة أخرى لنعيش بنظرية عاش الملك.. مات الملك، لذلك فإننى أرى -رغم أسفى الشديد- أننا أصبحنا أمة إمعة، تسبّح بحمد الرئيس الحاكم، ثم تتحول لتهجوه وتهاجمه فور رحيله."
وشددت على أن خطبة الجمعة من أعظم شعائر الإسلام‏، فهى التى تعطى المسلم الدفعة الإيمانية التى يسير بها فى حياته اليومية خلال الأسبوع حتى تأتى الجمعة التى تليها‏ وورد بالشرع الحنيف نصوص قرآنية وأحاديث نبوية ترغب المسلم وتحثه على المسارعة والسعى إلى ذكر الله والصلاة يوم الجمعة وترك البيع واللهو، فإذا انقضت الصلاة عاد المسلم ليمارس عمله المعتاد الذى أباحه الله له، فلنجعلها مثلما هى لأننا بحاجة أن نسمع شيئا يحثنا على متابعة حياتنا ويدعونا لترك المعاصى فى زمن كثر فيه الخبيث وقل الطيب.